| تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 16 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:03 am | |
| 5. سورة المائدة [ مدنية وآياتها 120 أو 122 أو 123 آية نزلت بعد الفتح ] 1. ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) العهود المؤكدة التي بينكم وبين الله والناس ( أحلت لكم بهيمة الأنعام ) الإبل والبقر والغنم أكلاً بعد الذبح ( إلا ما يتلى عليكم ) تحريمه في { حرمت عليكم الميتة } الآية ، فالاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلاً والتحريم لما عرض من الموت ونحوه ( غير محلي الصيد وأنتم حرم ) أي مُحرِمون ونصب غير على الحال من ضمير لكم ( إن الله يحكم ما يريد ) من التحليل وغيره لا اعتراض عليه 2. ( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ) جمع شعيرة ، أي معالم دينه بالصيد في الإحرام ( ولا الشهر الحرام ) بالقتال فيه ( ولا الهدي ) ما أهدي إلى الحرم من النعم بالتعرض له ( ولا القلائد ) جمع قلادة وهي ما كان يقلد به من شجر الحرم ليأمن أي فلا تتعرضوا لها ولا لأصحابها ( ولا ) تحلوا ( آمين ) قاصدين ( البيت الحرام ) بأن تقاتلوهم ( يبتغون فضلا ) رزقا ( من ربهم ) بالتجارة ( ورضوانا ) منه بقصده بزعمهم الفاسد ، وهذا منسوخ بآية براءة ( وإذا حللتم ) من الإحرام ( فاصطادوا ) أمر إباحة ( ولا يجرمنكم ) يكسبنكم ( شنآن ) بفتح النون وسكونها ، بغض ( قوم ) لأجل ( أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ) عليهم بالقتل وغيره ( وتعاونوا على البر ) بفعل ما أُمرتم به ( والتقوى ) بترك ما نهيتم عنه ( ولا تعاونوا ) فيه حذف إحدى التاءين في الأصل ( على الإثم ) المعاصي ( والعدوان ) التعدي في حدود الله ( واتقوا الله ) خافوا عقابه بأن تطيعوه ( إن الله شديد العقاب ) لمن خالفه 3. ( حرمت عليكم الميتة ) أي أكلها ( والدم ) أي المسفوح كما في الأنعام ( ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ) بأن ذبح على اسم غيره ( والمنخنقة ) الميتة خنقاً ( والموقوذة ) المقتولة ضرباً ( والمتردية ) الساقطة من علو إلى أسفل فماتت ( والنطيحة ) المقتولة بنطح أخرى لها ( وما أكل السبع ) منه ( إلا ما ذكيتم ) أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه ( وما ذبح على ) اسم ( النصب ) جمع نصاب وهي الأصنام ( وأن تستقسموا ) تطلبوا القسم والحكم ( بالأزلام ) جمع زَلَم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام ، قِدح بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلام وكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا ( ذلكم فسق ) خروج عن الطاعة ، ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع: ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته ( فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم ) أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام ( وأتممت عليكم نعمتي ) بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين ( ورضيت ) أي اخترت ( لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة ) مجاعة إلى أي أكل شيء مما حرم عليه فأكله ( غير متجانف ) مائل ( لإثم ) معصية ( فإن الله غفور ) له ما أكل ( رحيم ) به في إباحته بخلاف المائل لإثم أي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الأكل 4. ( يسألونك ) يا محمد ( ماذا أحل لهم ) من الطعام ( قل أحل لكم الطيبات ) المستلذات ( و ) صيد ( ما علمتم من الجوارح ) الكواسب من الكلاب والسباع والطير ( مكلِّبين ) حال من كلَّبْتُ الكلب بالتشديد أي أرسلته على الصيد ( تعلمونهن ) حال من ضمير مكلبين أي تؤدبونهن ( مما علمكم الله ) من آداب الصيد ( فكلوا مما أمسكن عليكم ) وإن قتلنه إن لم يأكلن منه بخلاف غير المعلمة فلا يحل صيدها وعلامتها أن تسترسل إذا أرسلت وتنزجر إذا زجرت وتمسك الصيد ولا تأكل منه وأقل ما يعرف به ثلاث مرات فإن أكلت منه فليس مما أمسكن على صاحبهن فلا يحل أكله كما في حديث الصحيحين وفيه أن صيد السهم إذا أرسل وذكر اسم الله عليه كصيد المعلم من الجوارح ( واذكروا اسم الله عليه ) عند إرساله ( واتقوا الله إن الله سريع الحساب ) 5. ( اليوم أحل لكم الطيبات ) المستلذات ( وطعام الذين أوتوا الكتاب ) أي ذبائح اليهود والنصارى ( حل ) حلال ( لكم وطعامكم ) إياهم ( حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات ) الحرائر ( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) حل لكم أن تنكحوهن ( إذا آتيتموهن أجورهن ) مهورهن ( محصنين ) متزوجين ( غير مسافحين ) معلنين بالزنا بهن ( ولا متخذي أخدان ) منهن تسرون بالزنا بهن ( ومن يكفر بالإيمان ) أي يرتد ( فقد حبط عمله ) الصالح قبل ذلك فلا يعتد به ولا يثاب عليه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) إذا مات عليه 6. ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم ) أي أردتم القيام ( إلى الصلاة ) وأنتم محدثون ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) أي معها كما بينته السنة ( وامسحوا برؤوسكم ) الباء للإلصاق أي ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي أقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض الشعر وعليه الشافعي ( وأرجلكم ) بالنصب عطفا على أيديكم وبالجر على الجوار ( إلى الكعبين ) أي معهما كما بينته السنة وهما العظمان الناتئان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم والفصل بين الأيدي والأرجل المغسولة بالرأس الممسوح يفيد وجوب الترتيب في طهارة هذه الأعضاء وعليه الشافعي ويؤخذ من السنة وجوب النية فيه كغيره من العبادات ( وإن كنتم جنبا فاطَّهَرُوا ) فاغتسلوا ( وإن كنتم مرضى ) مرضاً يضره الماء ( أو على سفر ) أي مسافرين ( أو جاء أحد منكم من الغائط ) أي أحدث ( أو لامستم النساء ) سبق مثله في آية النساء ( فلم تجدوا ماء ) بعد طلبه ( فتيمموا ) اقصدوا ( صعيدا طيبا ) ترابا طاهرا ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) مع المرفقين ( منه ) بضربتين والباء للإلصاق ، وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ) ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم ( ولكن يريد ليطهركم ) من الأحداث والذنوب ( وليتم نعمته عليكم ) بالإسلام ببيان شرائع الدين ( لعلكم تشكرون ) نعمه 7. ( واذكروا نعمة الله عليكم ) بالإسلام ( وميثاقه ) عهده ( الذي واثقكم به ) عاهدكم عليه ( إذ قلتم ) للنبي صلى الله عليه وسلم حين بايعتموه ( سمعنا وأطعنا ) في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره ( واتقوا الله ) في ميثاقه أن تنقضوه ( إن الله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب فبغيرها أولى 8. ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين ) قائمين ( لله ) بحقوقه ( شهداء بالقسط ) بالعدل ( ولا يجرمنكم ) يحملنكم ( شنآن ) بغض ( قوم ) أي الكفار ( على ألا تعدلوا ) فتنالوا منهم لعداوتهم ( اعدلوا ) في العدو والولي ( هو ) أي العدل ( أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) فيجازيكم به 9. ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وعداً حسناً ( لهم مغفرة وأجر عظيم ) هو الجنة 10. ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) 11. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ همَّ قوم ) هم قريش ( أن يبسطوا ) يمدوا ( إليكم أيديهم ) ليفتكوا بكم ( فكف أيديهم عنكم ) وعصمكم مما أرادوا بكم ( واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) 12. ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ) بما يذكر بعد ( وبعثنا ) فيه التفات عن الغيبة أقمنا ( منهم اثني عشر نقيباً ) من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم ( وقال ) لهم ( الله إني معكم ) بالعون والنصرة ( لئن ) لام قسم ( أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزَّرْتموهم ) نصرتموهم ( وأقرضتم الله قرضاً حسناً ) بالإنفاق في سبيله ( لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك ) الميثاق ( منكم فقد ضلَّ سواء السبيل ) أخطأ طريق الحق والسواء في الأصل الوسط 13. فنقضوا الميثاق قال تعالى: ( فبما نقضهم ) ما زائدة ( ميثاقهم لعناهم ) أبعدناهم عن رحمتنا ( وجعلنا قلوبهم قاسية ) لا تلين لقبول الإيمان ( يحرفون الكلم ) الذي في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وغيره ( عن مواضعه ) التي وضعه الله عليها أي يبدلونه ( ونسوا ) تركوا ( حظا ) نصيبا ( مما ذكروا ) أمروا ( به ) في التوراة من اتباع محمد ( ولا تزال ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( تطلع ) تظهر ( على خائنة ) أي خيانة ( منهم ) بنقض العهد وغيره ( إلا قليلا منهم ) ممن أسلم ( فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ) وهذا منسوخ بآية السيف 14. ( ومن الذين قالوا إنا نصارى ) متعلق بقوله ( أخذنا ميثاقهم ) كما أخذنا على بني إسرائيل اليهود ( فنسوا حظا مما ذكروا به ) في الإنجيل من الإيمان وغيره ونقضوا الميثاق ( فأغرينا ) أوقعنا ( بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) بتفرقهم واختلاف أهوائهم فكل فرقة تكفر الأخرى ( وسوف ينبئهم الله ) في الآخرة ( بما كانوا يصنعون ) فيجازيهم عليه 15. ( يا أهل الكتاب ) اليهود والنصارى ( قد جاءكم رسولنا ) محمد ( يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون ) تكتمون ( من الكتاب ) التوراة والإنجيل كآية الرجم وصفته ( ويعفو عن كثير ) من ذلك فلا يبينه إذا لم يكن فيه مصلحة إلا افتضاحكم ( قد جاءكم من الله نور ) هو النبي صلى الله عليه وسلم ( وكتاب ) قرآن ( مبين ) بين ظاهر 16. ( يهدي به ) أي بالكتاب ( الله من اتبع رضوانه ) بأن آمن ( سبل السلام ) طرق السلامة ( ويخرجهم من الظلمات ) الكفر ( إلى النور ) الإيمان ( بإذنه ) بإرادته ( ويهديهم إلى صراط مستقيم ) دين الإسلام 17. ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) حيث جعلوه إلهاً وهم اليعقوبية فرقة من النصارى ( قل فمن يملك ) أي يدفع ( من ) عذاب ( الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ) أي لا أحد يملك ذلك ولو كان المسيح إلهاً لقدر عليه ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء ) شاءه ( قدير ) 18. ( وقالت اليهود والنصارى ) أي كل منهما ( نحن أبناء الله ) أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة ( وأحباؤه قل ) لهم يا محمد ( فلم يعذبكم بذنوبكم ) إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الأب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون ( بل أنتم بشر ممن ) من جملة من ( خلق ) من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم ( يغفر لمن يشاء ) المغفرة له ( ويعذب من يشاء ) تعذيبه لا اعتراض عليه ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير ) المرجع 19. ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا ) محمد ( يبين لكم ) شرائع الدين ( على فترة ) انقطاع ( من الرسل ) اذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول ومدة ذلك خمسماية وتسع وستون سنة لـ ( أن ) لا ( تقولوا ) إذا عذبتم ( ما جاءنا من ) زائدة ( بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير ) فلا عذر لكم إذا ( والله على كل شيء قدير ) ومنه تعذيبكم إن لم تتبعوه 20. ( و ) اذكر ( إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم ) أي منكم ( أنبياء وجعلكم ملوكا ) أصحاب خدم وحشم ( وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) من المن والسلوى وفلق البحر وغير ذلك 21. ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة ) المطهرة ( التي كتب الله لكم ) أمركم بدخولها وهي الشام ( ولا ترتدوا على أدباركم ) تنهزموا خوف العدو ( فتنقلبوا خاسرين ) في سعيكم 22. ( قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين ) من بقايا عاد طوالاً ذي قوة ( وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) لها 23. ( قال ) لهم ( رجلان من الذين يخافون ) مخالفة أمر الله وهما يوشع وكالب من النقباء الذين بعثهم موسى في كشف أحوال الجبابرة ( أنعم الله عليهما ) بالعصمة فكتما ما اطلعا عليه من حالهم إلا عن موسى بخلاف بقية النقباء فأفشوه فجبنوا ( ادخلوا عليهم الباب ) باب القرية ولا تخشوهم فإنهم أجساد بلا قلوب ( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) قالا ذلك تيقناً بنصر الله وإنجاز وعده ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) 24. ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا ) هم ( إنا هاهنا قاعدون قال ) عن القتال 25. ( قال ) موسى حينئذ ( رب إني لا أملك إلا نفسي و ) إلا ( أخي ) ولا أملك غيرهما فأجبرهم على الطاعة ( فافرق ) فافصل ( بيننا وبين القوم الفاسقين ) 26. ( قال ) تعالى له ( فإنها ) أي الأرض المقدسة ( محرمة عليهم ) أن يدخلوها ( أربعين سنة يتيهون ) يتحيرون ( في الأرض ) وهي تسعة فراسخ قاله ابن عباس ( فلا تأسَ ) تحزن ( على القوم الفاسقين ) روي أنهم كانوا يسيرون جادين فاذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدؤوا منه ويسيرون النهار كذلك حتى انقرضوا كلهم إلا من لم يبلغ العشرين ، قيل وكانوا ستمائة ألف ومات هارون وموسى في التيه وكان لهما رحمة وعذابا لأولئك وسأل موسى ربه عند موته أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر فأدناه كما في الحديث ونبئ يوشع بعد الأربعين وأمر بقتال الجبارين فسار بمن بقي معه وقاتلهم وكان يوم الجمعة ووقفت له الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم ، وروى أحمد في مسنده حديث « إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس » 27. ( واتل ) يا محمد ( عليهم ) على قومك ( نبأ ) خبر ( ابني آدم ) هابيل وقابيل ( بالحق ) متعلق بـ اتل ( إذ قربا قربانا ) إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل ( فتقبل من أحدهما ) وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه ( ولم يتقبل من الآخر ) وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم ( قال ) له ( لأقتلنك ) قال: لم ؟ قال: لتقبل قربانك دوني ( قال إنما يتقبل الله من المتقين ) 28. ( لئن ) لام القسم ( بسطت ) مددت ( إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يَدِيَ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) في قتلك 29. ( إني أريد أن تبوء ) ترجع ( بإثمي ) بإثم قتلي ( وإثمك ) الذي ارتكبته من قبل ( فتكون من أصحاب النار ) ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم ، قال تعالى ( وذلك جزاء الظالمين ) 30. ( فطوعت ) زينت ( له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح ) فصار ( من الخاسرين ) بقتله ولم يدر ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم فحمله على ظهره 31. ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه ( ليريه كيف يواري ) يستر ( سوأة ) جيفة ( أخيه قال يا ويلتى أعجزت ) عن ( أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) على حمله وحفر له وواراه 32. ( من أجل ذلك ) الذي فعله قابيل ( كتبنا على بني إسرائيل أنه ) أي الشأن ( من قتل نفسا بغير نفس ) قتلها ( أو ) بغير ( فساد ) أتاه ( في الأرض ) من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه ( فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها ) بأن امتنع عن قتلها ( فكأنما أحيا الناس جميعا ) قال ابن عباس: مِنْ حيثُ انتهاكِ حرمتها وصونها ( ولقد جاءتهم ) أي بني إسرائيل ( رسلنا بالبينات ) المعجزات ( ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك 33. ونزل في العُرَنِيِّين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحُوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) بمحاربة المسلمين ( ويسعون في الأرض فسادا ) بقطع الطرق ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى ( أو ينفوا من الأرض ) أو لترتيب الأحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره ( ذلك ) الجزاء المذكور ( لهم خزي ) ذل ( في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) هو عذاب النار 34. ( إلا الذين تابوا ) من المحاربين والقطاع ( من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور ) لهم ما أتوه ( رحيم ) بهم عبر بذلك دون فلا تحدوهم ليفيد أنه لا يسقط عنه بتوبته إلا حدود الله دون حقوق الآدميين كذا ظهر لي ولم أر من تعرض له والله أعلم فاذا قتل وأخذ المال يقتل ويقطع ولا يصلب وهو أصح قولي الشافعي ولا تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا وهو أصح قوليه أيضا 35. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) خافوا عقابه بأن تطيعوه ( وابتغوا ) اطلبوا ( إليه الوسيلة ) ما يقربكم إليه من طاعته ( وجاهدوا في سبيله ) لإعلاء دينه ( لعلكم تفلحون ) تفوزون 36. ( إن الذين كفروا لو ) ثبت ( أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم ) 37. ( يريدون ) يتمنون ( أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ) دائم 38. ( والسارق والسارقة ) أل فيهما موصولة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ( فاقطعوا أيديَهما ) أي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن الذي يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر ( جزاء ) نصب على المصدر ( بما كسبا نكالا ) عقوبة لهما ( من الله والله عزيز ) غالب على أمره ( حكيم ) في خلقه 39. ( فمن تاب من بعد ظلمه ) رجع عن السرقة ( وأصلح ) عمله ( فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) في التعبير بهذا ما تقدم فلا يسقط بتوبته حق الآدمي من القطع ورد المال ، نعم بينت السنة أنه إن عفا عنه قبل الرفع إلى الأمام سقط القطع وعليه الشافعي 40. ( ألم تعلم ) الاستفهام فيه للتقرير ( أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويغفر لمن يشاء ) المغفرة له ( والله على كل شيء قدير ) ومنه التعذيب والمغفرة 41. ( يا أيها الرسول لا يحزنك ) صنع ( الذين يسارعون في الكفر ) يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة ( من ) للبيان ( الذين قالوا آمنا بأفواههم ) بألسنتهم متعلق بقالوا ( ولم تؤمن قلوبهم ) وهم المنافقون ( ومن الذين هادوا ) قوم ( سماعون للكذب ) الذي افترته أحبارهم سماع قبول ( سماعون ) منك ( لقوم ) لأجل قوم ( آخرين ) من اليهود ( لم يأتوك ) وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما ( يحرفون الكلم ) الذي في التوراة كآية الرجم ( من بعد مواضعه ) التي وضعه الله عليها أي يبدلونه ( يقولون ) لمن أرسلوهم ( إن أوتيتم هذا ) الحكم المحرف أي الجلد الذي أفتاكم به محمد ( فخذوه ) فاقبلوه ( وإن لم تؤتوه ) بل أفتاكم بخلافه ( فاحذروا ) أن تقبلوه ( ومن يرد الله فتنته ) إضلاله ( فلن تملك له من الله شيئا ) في دفعها ( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) من الكفر ولو أراده لكان ( لهم في الدنيا خزي ) ذل بالفضيحة والجزية ( ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) 42. هم ( سماعون للكذب أكالون للسحُت ) بضم الحاء وسكونها أي الحرام كالرشا ( فإن جاؤوك ) لتحكم بينهم ( فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ) هذا التخيير منسوخ بقوله { وأن احكم بينهم } الآية فيجب الحكم بينهم إذا ترافعوا إلينا وهو أصح قولي الشافعي فلو ترافعوا إلينا مع مسلم وجب إجماعا ( وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت ) بينهم ( فاحكم بينهم بالقسط ) بالعدل ( إن الله يحب المقسطين ) العادلين في الحكم أي يثيبهم 43. ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ) بالرجم استفهام تعجيب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم ( ثم يتولون ) يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم ( من بعد ذلك ) التحكيم ( وما أولئك بالمؤمنين ) 44. ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ) من الضلالة ( ونور ) بيان للأحكام ( يحكم بها النبيون ) من بني إسرائيل ( الذين أسلموا ) انقادوا الله ( للذين هادوا والربانيون ) العلماء منهم ( والأحبار ) الفقهاء ( بما ) أي بسبب الذي ( استحفظوا ) استودعوه أي استحفظهم الله إياه ( من كتاب الله ) أي يبدلوه ( وكانوا عليه شهداء ) أنه حق ( فلا تخشوا الناس ) أيها اليهود في إظهار ما عندكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم والرجم وغيرها ( واخشونِ ) في كتمانه ( ولا تشتروا ) تستبدلوا ( بآياتي ثمنا قليلا ) من الدنيا تأخذونه على كتمانها ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) به 45. ( وكتبنا ) فرضنا ( عليهم فيها ) أي التوراة ( أن النفس ) تقتل ( بالنفس ) إذا قتلتها ( والعين ) تفقأ ( بالعين والأنف ) يجدع ( بالأنف والأذن ) تقطع ( بالأذن والسن ) تقلع ( بالسن ) وفي قراءة بالرفع في الأربعة ( والجروح ) بالوجهين ( قصاص ) أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا ( فمن تصدق به ) أي بالقصاص بأن مكن من نفسه ( فهو كفارة له ) لما أتاه ( ومن لم يحكم بما أنزل الله ) في القصاص وغيره ( فأولئك هم الظالمون ) 46. ( وقفينا ) أتبعنا ( على آثارهم ) أي النبيين ( بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه ) قبله ( من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ) من الضلالة ( ونور ) بيان للأحكام ( ومصدقا ) حال ( لما بين يديه من التوراة ) لما فيها من الأحكام ( وهدى وموعظة للمتقين ) 47. وقلنا ( وليحكمْ أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) من الأحكام وفي قراءة بنصب يحكم وكسر لامه عطفا على معمول آتيناه ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) 48. ( وأنزلنا إليك ) يا محمد ( الكتاب ) القرآن ( بالحق ) متعلق بأنزلنا ( مصدقا لما بين يديه ) قبله ( من الكتاب ومهيمنا ) شاهدا ( عليه ) والكتاب بمعنى الكتب ( فاحكم بينهم ) بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك ( بما أنزل الله ) إليك ( ولا تتبع أهواءهم ) عادلا ( عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم ) أيها الأمم ( شرعة ) شريعة ( ومنهاجا ) طريقا واضحا في الدين يمشون عليه ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) على شريعة واحدة ( ولكن ) فرقكم فرقا ( ليبلوكم ) ليختبركم ( فيما آتاكم ) من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصي ( فاستبقوا الخيرات ) سارعوا إليها ( إلى الله مرجعكم جميعا ) بالبعث ( فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) من أمر الدين ويجزي كلا منكم بعمله 49. ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم ) لـ ( أن ) لا ( يفتنوك ) يضلوك ( عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا ) عن الحكم المنزل وأرادوا غيره ( فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ) بالعقوبة في الدنيا ( ببعض ذنوبهم ) التي أتوها ومنها التولي ويجازيهم على جميعها في الأخرى ( وإن كثيرا من الناس لفاسقون ) 50. ( أفحكم الجاهلية يبغون ) بالياء والتاء يطلبون من المداهنة والميل إذا تولوا ؟ استفهام إنكاري ( ومن ) أي لا أحد ( أحسن من الله حكما لقوم ) عند قوم ( يوقنون ) به خصوا بالذكر لأنهم الذين يتدبرون 51. ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) توالونهم وتوادونهم ( بعضهم أولياء بعض ) لاتحادهم في الكفر ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) من جملتهم ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) بموالاتهم الكفار 52. ( فترى الذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد كعبد الله بن أبي المنافق ( يسارعون فيهم ) في موالاتهم ( يقولون ) معتذرين عنها ( نخشى أن تصيبنا دائرة ) يدور بها الدهر علينا من جدب أو غلبة ولا يتم أمر محمد فلا يميرونا ، قال تعالى ( فعسى الله أن يأتي بالفتح ) بالنصر لنبيه بإظهار دينه ( أو أمر من عنده ) بهتك ستر المنافقين وافتضاحهم ( فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم ) من الشك وموالاة الكفار ( نادمين ) 53. ( ويقول ) بالرفع استئنافا بواو ودونها وبالنصب عطفا على يأتي ( الذين آمنوا ) لبعضهم إذا هتك سترهم تعجبا ( أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ) غاية اجتهادهم فيها ( إنهم لمعكم ) في الدين قال تعالى: ( حبطت ) بطلت ( أعمالهم ) الصالحة ( فأصبحوا ) صاروا ( خاسرين ) الدنيا بالفضيحة والآخرة بالعقاب 54. ( يا أيها الذين آمنوا من يرتدد ) بالفك والإدغام ، يرجع ( منكم عن دينه ) إلى الكفر إخبار بما علم الله وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى الله عليه ( فسوف يأتي الله ) بدلهم ( بقوم يحبهم ويحبونه ) قال صلى الله عليه وسلم: « هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري » رواه الحاكم في صحيحه ( أذلة ) عاطفين ( على المؤمنين أعزة ) أشداء ( على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار ( ذلك ) المذكور من الأوصاف ( فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع ) كثير الفضل ( عليم ) بمن هو أهله 55. ونزل لما قال ابن سلام يا رسول الله إن قومنا هجرونا: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) خاشعون أو يصلون صلاة التطوع 56. ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا ) فيعينهم وينصرهم ( فإن حزب الله هم الغالبون ) لنصره إياهم أوقعه موقع فإنهم بياناً لأنهم من حزبه ، أي أتباعه 57. ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ) مهزوءا به ( ولعبا من ) للبيان ( الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار ) المشركين بالجر والنصب ( أولياء واتقوا الله ) بترك موالاتهم ( إن كنتم مؤمنين ) صادقين في إيمانكم 58. ( و ) الذين ( إذا ناديتم ) دعوتم ( إلى الصلاة ) بالأذان ( اتخذوها ) أي الصلاة ( هزوا ولعبا ) بأن يستهزئوا بها ويتضاحكوا ( ذلك ) الاتخاذ ( بأنهم ) أي بسبب أنهم ( قوم لا يعقلون ) 59. ونزل لما قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم: بمن تؤمن من الرسل فقال: { بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل } الآية فلما ذكر عيسى قالوا: لا نعلم ديناً شراً من دينكم ( قل يا أهل الكتاب هل تنقمون ) تنكرون ( منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل ) إلى الأنبياء ( وأن أكثركم فاسقون ) عطف على أن آمنا60. ( قل هل أنبئكم ) أخبركم ( بشر من ) أهل ( ذلك ) الذي تنقمونه ( مثوبةً ) ثوابا بمعنى جزاء ( عند الله ) هو ( من لعنه الله ) أبعده عن رحمته ( وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير ) بالمسخ ( و ) من ( عبَد الطاغوت ) الشيطان بطاعته ، وراعى في منهم معنى من وفيما قبله لفظها وهم اليهود ، وفي قراءة بضم باء عبد وإضافة إلى ما بعده اسم جمع لعبد ونصبه بالعطف على القردة ( أولئك شر مكانا ) تمييز لأن مأواهم النار ( وأضل عن سواء السبيل ) طريق الحق وأصل السواء الوسط وذكر شر وأضل في مقابلة قولهم لا نعلم دينا شراً من دينكم 61. ( وإذا جاؤوكم ) أي منافقو اليهود ( قالوا آمنا وقد دخلوا ) إليكم متلبسين ( بالكفر وهم قد خرجوا ) من عندكم متلبسين ( به ) ولم يؤمنوا ( والله أعلم بما كانوا يكتمونـ ) ـه من النفاق 62. ( وترى كثيرا منهم ) أي اليهود ( يسارعون ) يقعون سريعاً ( في الإثم ) الكذب ( والعدوان ) الظلم ( وأكلهم السحت ) الحرام كالرشا ( لبئس ما كانوا يعملونـ ) ـه عملهم هذا 63. ( لولا ) هلا ( ينهاهم الربانيون والأحبار ) منهم ( عن قولهم الإثم ) الكذب ( وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعونـ ) ـه ترك نهيهم 64. ( وقالت اليهود ) لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا ( يد الله مغلولة ) مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل تعالى الله عن ذلك قال تعالى ( غُلَّت ) أمسكت ( أيديهم ) عن فعل الخيرات دعاء عليهم ( ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) مبالغة في الوصف بالجود وثني اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أي يعطي بيديه ( ينفق كيف يشاء ) من توسيع وتضييق لا اعتراض عليه ( وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك ) من القرآن ( طغيانا وكفرا ) لكفرهم به ( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) فكل يوم فرقة منهم تخالف الأخرى ( كلما أوقدوا نارا للحرب ) أي لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ( أطفأها الله ) أي كلما أرادوه ردهم ( ويسعون في الأرض فسادا ) أي مفسدين بالمعاصي ( والله لا يحب المفسدين ) بمعنى أنه يعاقبهم 65. ( ولو أن أهل الكتاب آمنوا ) بمحمد صلى الله عليه وسلم ( واتقوا ) الكفر ( لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ) 66. ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ) بالعمل بما فيهما ومنه الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ( وما أنزل إليهم ) من الكتب ( من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) بأن يوسع عليهم الرزق ويفيض من كل جهة ( منهم أمة ) جماعة ( مقتصدة ) تعمل به وهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام وأصحابه ( وكثير منهم ساء ) بئس ( ما ) شيئا ( يعملونـ ) ـه |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 17 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:04 am | |
| 67. ( يا أيها الرسول بلغ ) جميع ( ما أنزل إليك من ربك ) ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه ( وإن لم تفعل ) أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك ( فما بلغت رسالته ) بالإفراد والجمع لأن كتمان بعضها ككتمان كلها ( والله يعصمك من الناس ) أن يقتلوك وكان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فقال: « انصرفوا فقد عصمني الله » رواه الحاكم ( إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) 68. ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء ) من الدين معتد به ( حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) بأن تعملوا بما فيه ومنه الإيمان بي ( وليزيدن كثيرا ) ( منهم ما أنزل إليك من ربك ) من القرآن ( طغيانا وكفرا ) لكفرهم به ( فلا تأس ) تحزن ( على القوم الكافرين ) إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم 69. ( إن الذين آمنوا والذين هادوا ) هم اليهود مبتدأ ( والصابئون ) فرقة منهم ( والنصارى ) ويبدل من المبتدأ ( من آمن ) منهم ( بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة خبر المبتدأ ودال على خبر إن 70. ( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل ) على الإيمان بالله ورسله ( وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول ) منهم ( بما لا تهوى أنفسهم ) من الحق كذبوه ( فريقا ) منهم ( كذبوا وفريقا ) منهم ( يقتلون ) كزكريا ويحيى والتعبير به دون قتلوا حكاية للحال الماضية للفاصلة 71. ( وحسبوا ) ظنوا ( أ ) ن ( لا تكونُ ) بالرفع فأن مخففة والنصب فهي ناصبة أي تقع ( فتنة ) عذاب بهم على تكذيب الرسل وقتلهم ( فعموا ) عن الحق فلم يبصروه ( وصموا ) عن استماعه ( ثم تاب الله عليهم ) لما تابوا ( ثم عموا وصموا ) ثانيا ( كثير منهم ) بدل من الضمير ( والله بصير بما يعملون ) فيجازيهم به 72. ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) سبق مثله ( وقال ) لهم ( المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم ) فإني عبد ولست بإله ( إنه من يشرك بالله ) في العبادة غيره ( فقد حرم الله عليه الجنة ) منعه أن يدخلها ( ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) يمنعوهم من عذاب الله 73. ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ) آلهة ( ثلاثة ) أي أحدها والآخران عيسى وأمه وهم فرقة من النصارى ( وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ) من التثليث ويوحدوا ( ليمسن الذين كفروا ) أي ثبتوا على الكفر ( منهم عذاب أليم ) مؤلم وهو النار 74. ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) مما قالوا استفهام توبيخ ( والله غفور ) لمن تاب ( رحيم ) به 75. ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت ) مضت ( من قبله الرسل ) فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى ( وأمه صدِّيقة ) مبالغة في الصدق ( كانا يأكلان الطعام ) كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ من البول والغائط ( انظر ) متعجبا ( كيف نبين لهم الآيات ) على وحدانيتنا ( ثم انظر أنى ) كيف ( يؤفكون ) يصرفون عن الحق مع قيام البرهان 76. ( قل أتعبدون من دون الله ) أي غيره ( ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع ) لأقوالكم ( العليم ) بأحوالكم والاستفهام للإنكار 77. ( قل يا أهل الكتاب ) اليهود والنصارى ( لا تغلوا ) تجاوزوا الحد ( في دينكم ) غلوا ( غير الحق ) بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل ) بغلوهم وهم أسلافهم ( وأضلوا كثيرا ) من الناس ( وضلوا عن سواء السبيل ) عن طريق الحق والسواء في الأصل الوسط 78. ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود ) بأن دعا عليهم فمسخوا قردة وهم أصحاب أيلة ( وعيسى ابن مريم ) بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير وهم أصحاب المائدة ( ذلك ) اللعن ( بما عصوا وكانوا يعتدون ) 79. ( كانوا لا يتناهون ) أي لا ينهى بعضهم بعضا ( عن ) معاودة ( منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) فعلهم هذا 80. ( ترى ) يا محمد ( كثيرا منهم يتولون الذين كفروا ) من أهل مكة بغضا لك ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ) من العمل لمعادهم الموجب لهم ( أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) 81. ( ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي ) محمد ( وما أنزل إليه ما اتخذوهم ) أي الكفار ( أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ) خارجون عن الإيمان 82. ( لتجدن ) يا محمد ( أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك ) أي قرب مودتهم للمؤمنين ( بأن ) بسبب أن ( منهم قسيسين ) علماء ( ورهبانا ) عبادا ( وأنهم لا يستكبرون ) عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى 83. قال تعالى: ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ) من القرآن ( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا ) صدقنا بنبيك وكتابك ( فاكتبنا مع الشاهدين ) المقربين بتصديقهم 84. ( و ) قالوا في جواب من عيرهم بالإسلام من اليهود ( ما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ) القرآن أي لا مانع لنا من الإيمان مع وجود مقتضيه ( ونطمع ) عطف على نؤمن ( أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) المؤمنين الجنة 85. قال تعالى: ( فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) بالإيمان 86. ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) 87. ونزل لما همَّ قوم من الصحابة أن يلازموا الصوم والقيام ولا يقربوا النساء والطيب ولا يأكلوا اللحم ولا يناموا على الفراش ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ) تتجاوزوا أمر الله ( إن الله لا يحب المعتدين ) 88. ( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) مفعول والجار والمجرور قبله حال متعلق به ( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ) 89. ( لا يؤاخذكم الله باللغو ) الكائن ( في أيمانكم ) هو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف كقول الإنسان: لا والله ، وبلى والله ( ولكن يؤاخذكم بما عَقَدْتُم ) بالتخفيف والتشديد وفي قراءة { عاقدتم } ( الأيمان ) عليه بأن حلفتم عن قصد ( فكفارته ) أي اليمين إذا حنثتم فيه ( إطعام عشرة مساكين ) لكل مسكين مد ( من أوسط ما تطعمون ) منه ( أهليكم ) أي أقصده وأغلبه لا أعلاه ولا أدناه ( أو كسوتهم ) بما يسمى كسوة كقميص وعمامة وإزار ولا يكفي دفع ما ذكر إلى مسكين واحد وعليه الشافعي ( أو تحرير ) عتق ( رقبة ) أي مؤمنة كما في كفارة القتل والظهار حملا للمطلق على المقيد ( فمن لم يجد ) واحدا مما ذكر ( فصيام ثلاثة أيام ) كفارته وظاهره أنه لا يشترط التتابع وعليه الشافعي ( ذلك ) المذكور ( كفارة أيمانكم إذا حلفتم ) وحنثتم ( واحفظوا أيمانكم ) أن تنكثوها ما لم تكن على فعل بر أو إصلاح بين الناس كما في سورة البقرة ( كذلك ) أي مثل ما بين لكم ما ذكر ( يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرونـ ) ـه على ذلك 90. ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر ) المسكر الذي يخامر العقل ( والميسر ) القمار ( والأنصاب ) الأصنام ( والأزلام ) قداح الاستقسام ( رجس ) خبيث مستقذر ( من عمل الشيطان ) الذي يزينه ( فاجتنبوه ) أي الرجس المعبر به عن هذه الأشياء أن تفعلوه ( لعلكم تفلحون ) 91. ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) إذا أتيتموها لما يحصل فيهما من الشر والفتن ( ويصدكم ) بالاشتغال بهما ( عن ذكر الله وعن الصلاة ) خصها بالذكر تعظيما لها ( فهل أنتم منتهون ) عن إتيانهما ، أي انتهوا 92. ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ) المعاصي ( فإن توليتم ) عن الطاعة ( فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) الإبلاغ البين وجزاؤكم علينا 93. ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) أكلوا من الخمر والميسر قبل التحريم ( إذا ما اتقوا ) المحرمات ( وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ) ثبتوا على التقوى والإيمان ( ثم اتقوا وأحسنوا ) العمل ( والله يحب المحسنين ) بمعنى أنه يثيبهم 94. ( يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم ) ليختبرنكم ( الله بشيء ) يرسله لكم ( من الصيد تناله ) أي الصغار منه ( أيديكم ورماحكم ) الكبار منه ، وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون فكانت الوحش والطير تغشاهم في رحالهم ( ليعلم الله ) علم الظهور ( من يخافه بالغيب ) حال أي غائبا لم يره فيجتنب الصيد ( فمن اعتدى بعد ذلك ) النهي عنه فاصطاده ( فله عذاب أليم ) 95. ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) محرمون بحج أو عمرة ( ومن قتله منكم متعمدا فجزاء ) بالتنوين ورفع ما بعده أي فعليه جزاء هو ( مثل ما قتل من النعم ) أي شبهه في الخلقة وفي قراءة بإضافة جزاء ( يحكم به ) أي بالمثل رجلان ( ذوا عدل منكم ) لهم فطنة يميزان بها أشبه الأشياء به وقد حكم ابن عباس وعمر وعلي رضي الله عنهم في النعامة ببدنة وابن عباس وأبو عبيدة في بقر الوحش وحماره ببقرة وابن عمر وابن عوف في الظبي بشاة وحكم بها ابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام لأنه يشبهها في العب ( هديا ) حال من جزاء ( بالغ الكعبة ) أي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به على مساكينه ولا يجوز أن يذبح حيث كان ونصبه نعتا لما قبله وإن أضيف لأن إضافته لفظية لا تفيد تعريفا فإن لم يكن للصيد مثل من النعم كالعصفور والجراد فعليه قيمته ( أو ) عليه ( كفارة ) غير الجزاء وإن وجده هي ( طعام مساكين ) من غالب قوت البلد ما يساوي قيمة الجزاء لكل مسكين مد ، وفي قراءة بإضافة كفارة لما بعده وهي للبيان ( أو ) عليه ( عدل ) مثل ( ذلك ) الطعام ( صياما ) يصومه عن كل مد يوم وإن وجده وجب ذلك عليه ( ليذوق وبال ) ثقل جزاء ( أمره ) الذي فعله ( عفا الله عما سلف ) من قتل الصيد قبل تحريمه ( ومن عاد ) إليه ( فينتقم الله منه والله عزيز ) غالب على أمره ( ذو انتقام ) ممن عصاه ، وألحق بقتله متعمدا فيما ذكر الخطأ 96. ( أحل لكم ) أيها الناس حِلاً كنتم أو محرمين ( صيد البحر ) أن تأكلوه وهو ما لا يعيش إلا فيه كالسمك بخلاف ما يعيش فيه وفي البر كالسرطان ( وطعامه ) ما يقذفه ميتا ( متاعا ) تمتيعا ( لكم ) تأكلونه ( وللسيارة ) المسافرين منكم يتزودونه ( وحرم عليكم صيد البر ) وهو ما يعيش فيه من الوحش المأكول أن تصيدوه ( ما دمتم حرما ) فلو صاده مُحِل فللمحرم أكله كما بينته السنة ( واتقوا الله الذي إليه تحشرون ) 97. ( جعل الله الكعبة البيت الحرام ) المحرم ( قياما للناس ) يقوم به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن داخله وعدم التعرض له وجبي ثمرات كل شيء إليه وفي قراءة { قيما } بلا ألف مصدر قام غير معل ( والشهر الحرام ) بمعنى الأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة المحرم ورجب قياما لهم بأمنهم من القتال فيها ( والهدي والقلائد ) قياما لهم بأمن صاحبهما من التعرض له ( ذلك ) الجعل المذكور ( لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ) فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن 98. ( اعلموا أن الله شديد العقاب ) لأعدائه ( وأن الله غفور ) لأوليائه ( رحيم ) بهم 99. ( ما على الرسول إلا البلاغ ) لكم ( والله يعلم ما تبدون ) تظهرون من العمل ( وما تكتمون ) تخفون منه فيجازيكم به 100. ( قل لا يستوي الخبيث ) الحرام ( والطيب ) الحلال ( ولو أعجبك ) أي سرك ( كثرة الخبيث فاتقوا الله ) في تركه ( يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ) تفوزون 101. ونزل لما أكثروا سؤاله صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد ) تظهر ( لكم تسؤكم ) لما فيها من المشقة ( وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن ) في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ( تبد لكم ) المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها قد ( عفا الله عنها ) عن مسألتكم فلا تعودوا ( والله غفور حليم ) 102. ( قد سألها ) أي الأشياء ( قوم من قبلكم ) أنبياءهم فأجيبوا ببيان أحكامها ( ثم أصبحوا ) صاروا ( بها كافرين ) بتركهم العمل بها 103. ( ما جعل ) شرع ( الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ) كما كان أهل الجاهلية يفعلونه ، روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنح درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس ، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء ، والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر ، والحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي ( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) في ذلك وفي نسبته إليه ( وأكثرهم لا يعقلون ) أن ذلك افتراء لأنهم قلدوا فيه آباءهم 104. ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول ) أي إلى حكمه من تحليل ما حرمتم ( قالوا حسبنا ) كافينا ( ما وجدنا عليه آباءنا ) من الدين والشريعة قال تعالى: ( أ ) حسبهم ذلك ( ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ) إلى الحق |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 18 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:04 am | |
| 105. ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ) أي احفظوها وقوموا بصلاحها ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) قيل المراد لا يضركم من ضل من أهل الكتاب وقيل المراد غيرهم لحديث أبي ثعلبة الخشني: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك » رواه الحاكم وغيره ( إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) فيجازيكم به 106. ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ) أسبابه ( حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم ) خبر بمعنى الأمر أي ليشهد ، وإضافة شهادة لـ « بين » على الاتساع ، وحين بدل من إذا أو ظرف لحضر ( أو آخران من غيركم ) أي غير ملتكم ( إن أنتم ضربتم ) سافرتم ( في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما ) توقفونهما صفة آخران ( من بعد الصلاة ) أي صلاة العصر ( فيقسمان ) يحلفان ( بالله إن ارتبتم ) شككتم فيها ويقولان ( لا نشتري به ) بالله ( ثمنا ) عوضا نأخذه بدله من الدنيا بأن نحلف به أو نشهد كذبا لأجله ( ولو كان ) المقسم له والمشهود له ( ذا قربى ) قرابة منا ( ولا نكتم شهادة الله ) التي أمرنا بها ( إنا إذا ) إن كتمناها ( لمن الآثمين ) 107. ( فإن عثر ) اطلع بعد حلفهما ( على أنهما استحقا إثماً ) أي فعلا ما يوجبه من خيانة أو كذب في الشهادة بأن وجد عندهما مثلا ما اتهما به وادعيا أنهما ابتاعاه من الميت أو أوصى لهما به ( فآخران يقومان مقامهما ) في توجه اليمين عليهما ( من الذين استحق عليهم ) الوصية وهم الورثة ويبدل من آخران ( الأوليان ) بالميت أي الأقربان إليه وفي قراءة { الأوَّلين } جمع أول صفة أو بدل من الذين ( فيقسمان بالله ) على خيانة الشاهدين ويقولان ( لشهادتنا ) يميننا ( أحق ) أصدق ( من شهادتهما ) يمينهما ( وما اعتدينا ) تجاوزنا الحق في اليمين ( إنا إذاً لمن الظالمين ) المعنى ليشهد المحتضر على وصيته اثنين أو يوصي إليهما من أهل دينه أو غيرهم إن فقدهم لسفر ونحوه فإن ارتاب الورثة فيهما فادعوا أنهما خانا بأخذ شيء أو دفعه إلى شخص زعما أن الميت أوصى له به فليحلفا إلى آخره فإن اطلع على أمارة تكذيبهما فادَّعيا دافعا له حلف أقرب الورثة على كذبهما وصدق ما ادعوه والحكم ثابت في الوصيين منسوخ في الشاهدين وكذا شهادة غير أهل الملة منسوخة واعتبار صلاة العصر للتغليظ وتخصيص الحلف في الآية باثنين من أقرب الورثة لخصوص الواقعة التي نزلت لها وهي ما رواه البخاري أن رجلا من بني سهم خرج مع تميم الداري وعدي بن بداء أي وهما نصرانيان فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاماً من فضة مَخُوصا بالذهب فرفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فأحلفهما ثم وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فنزلت الآية الثانية فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا وفي رواية الترمذي فقام عمرو بن العاص ورجل آخر منهم فحلفا وكان أقرب إليه ، وفي رواية فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله فلما مات أخذا الجام ودفعا إلى أهله ما بقي 108. ( ذلك ) الحكم المذكور من رد اليمين على الورثة ( أدنى ) أقرب إلى ( أن يأتوا ) أي الشهود أو الأوصياء ( بالشهادة على وجهها ) الذي تحملوها عليه من غير تحريف ولا خيانة ( أو ) أقرب إلى أن ( يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم ) على الورثة المدعين فيحلفون على خيانتهم وكذبهم فيفتضحون ويغرمون فلا يكذبوا ( واتقوا الله ) بترك الخيانة والكذب ( واسمعوا ) ما تؤمرون به سماع قبول ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ) الخارجين عن طاعته إلى سبيل الخير 109. اذكر ( يوم يجمع الله الرسل ) هو يوم القيامة ( فيقول ) لهم توبيخا لقومهم ( ماذا ) أي الذي ( أُجبتم ) به حين دعوتم إلى التوحيد ( قالوا لا علم لنا ) بذلك ( إنك أنت علام الغيوب ) ما غاب عن العباد وذهب عنهم علمه لشدة هول يوم القيامة وفزعهم ثم يشهدون على أممهم لما يسكنون 110. اذكر ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ) اشكرها ( إذ أيدتك ) قويتك ( بروح القدس ) جبريل ( تكلم الناس ) حال من الكاف في أيدتك ( في المهد ) أي طفلا ( وكهلا ) يفيد نزوله قبل الساعة لأنه رفع قبل الكهولة كما سبق في آل عمران ( وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة ) كصورة ( الطير ) والكاف اسم بمعنى مثل مفعول ( بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني ) بإرادتي ( وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى ) من قبورهم أحياء ( بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك ) حين هموا بقتلك ( إذ جئتهم بالبينات ) المعجزات ( فقال الذين كفروا منهم إن ) ما ( هذا ) الذي جئت به ( إلا سحر مبين ) وفي قراءة { ساحر } أي عيسى 111. ( وإذ أوحيت إلى الحواريين ) أمرتهم على لسانه ( أن ) أي بأن ( آمنوا بي وبرسولي ) عيسى ( قالوا آمنا ) بك وبرسولك ( واشهد بأننا مسلمون ) 112. اذكر ( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ) أي يفعل ( ربك ) وفي قراءة بالفوقانية ونصب ما بعده أي تقدر أن تسأله ( أن ينزل علينا مائدة من السماء قال ) لهم عيسى ( اتقوا الله ) في اقتراح الآيات ( إن كنتم مؤمنين ) 113. ( قالوا نريد ) سؤالها من أجل ( أن نأكل منها وتطمئن ) تسكن ( قلوبنا ) بزيادة اليقين ( ونعلم ) نزداد علما ( أن ) مخففة أي أنك ( قد صدقتنا ) في ادعاء النبوة ( ونكون عليها من الشاهدين ) 114. ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا ) أي يوم نزولها ( عيدا ) نعظمه ونشرفه ( لأولنا ) بدل من لنا بإعادة الجار ( وآخرنا ) لمن يأتي بعدنا ( وآية منك ) على قدرتك ونبوتي ( وارزقنا ) إياها ( وأنت خير الرازقين ) 115. ( قال الله ) مستجيبا له ( إني منْزِلُها ) بالتخفيف والتشديد ( عليكم فمن يكفر بعد ) أي نزولها ( منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) فنزلت الملائكة بها من السماء عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات فأكلوا منها حتى شبعوا قاله ابن عباس وفي حديث أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما فأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير 116. ( و ) اذكر ( إذ قال ) أي يقول ( الله ) لعيسى في القيامة توبيخاً لقومه ( يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال ) عيسى وقد أرعد ( سبحانك ) تنزيها لك عما لا يليق بك من شريك وغيره ( ما يكون ) ما ينبغي ( لي أن أقول ما ليس لي بحق ) خبر ليس ، ولي للتبيين ( إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما ) أخفيه ( في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) أي ما تخفيه من معلوماتك ( إنك أنت علام الغيوب ) 117. ( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ) وهو ( أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ) رقيبا أمنعهم مما يقولون ( ما دمت فيهم فلما توفيتني ) قبضتني بالرفع إلى السماء ( كنت أنت الرقيب عليهم ) الحفيظ لأعمالهم ( وأنت على كل شيء ) من قولي لهم وقولهم بعدي وغير ذلك ( شهيد ) مطلع عالم به 118. ( إن تعذبهم ) أي من أقام على الكفر منهم ( فإنهم عبادك ) وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك ( وإن تغفر لهم ) أي لمن آمن منهم ( فإنك أنت العزيز ) على أمره ( الحكيم ) في صنعه 119. ( قال الله هذا ) أي يوم القيامة ( يوم ينفع الصادقين ) في الدنيا كعيسى ( صدقهم ) لأنه يوم الجزاء ( لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ) بطاعته ( ورضوا عنه ) بثوابه ( ذلك الفوز العظيم ) ولا ينفع الكاذبين في الدنيا صدقهم فيه كالكفار لما يؤمنون عند رؤية العذاب 120. ( لله ملك السماوات والأرض ) خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها ( وما فيهن ) أتى بما تغليبا لغير العاقل ( وهو على كل شيء قدير ) ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 19 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:10 am | |
| 6. سورة الأنعام [ مكية إلا الآيات 20 و 23 و 91 و 93 و 114 و 141 و 151 و 152 و 153 فمدنية وآياتها 165 نزلت بعد الحجر ] 1. ( الحمد ) وهو الوصف بالجميل ثابت ( لله ) وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به أو الثناء به أو هما احتمالات أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف ( الذي خلق السماوات والأرض ) خصهما بالذكر لأنهما أعظم المخلوقات للناظرين ( وجعل ) خلق ( الظلمات والنور ) أي كل ظلمة ونور وجمعها دونه لكثرة أسبابها وهذا من دلائل وحدانيته ( ثم الذين كفروا ) مع قيام هذا الدليل ( بربهم يعدلون ) يسوون غيره في العبادة 2. ( هو الذي خلقكم من طين ) بخلق أبيكم آدم منه ( ثم قضى أجلا ) لكم تموتون عند انتهائه ( وأجل مسمى ) مضروب ( عنده ) لبعثكم ( ثم أنتم ) أيها الكفار ( تمترون ) تشكون في البعث بعد علمكم أنه ابتدأ خلقكم ومن قدر على الابتداء فهو على الإعادة أقدر 3. ( وهو الله ) مستحق العبادة ( في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ) ما تسرون وما تجهرون به بينكم ( ويعلم ما تكسبون ) تعملون من خير وشر 4. ( وما تأتيهم ) أي أهل مكة ( من ) صلة ( آية من آيات ربهم ) من القرآن ( إلا كانوا عنها معرضين ) 5. ( فقد كذبوا بالحق ) بالقرآن ( لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ) عواقب ( ما كانوا به يستهزئون ) 6. ( ألم يروا ) في أسفارهم إلى الشام ( كم ) خبرية بمعنى كثيرا ( أهلكنا من قبلهم من قرن ) أمة من الأمم الماضية ( مكناهم ) أعطيناهم مكانا ( في الأرض ) بالقوة والسعة ( ما لم نمكن ) نعط ( لكم ) فيه التفات عن الغيبة ( وأرسلنا السماء ) المطر ( عليهم مدرارا ) متتابعا ( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم ) تحت مساكنهم ( فأهلكناهم بذنوبهم ) بتكذيبهم الأنبياء ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) 7. ( ولو نزلنا عليك كتابا ) مكتوبا ( في قرطاس ) رق كما اقترحوه ( فلمسوه بأيديهم ) أبلغ من عاينوه لأنه أنفى للشك ( لقال الذين كفروا إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) تعنتا وعنادا 8. ( وقالوا لولا ) هلا ( أنزل عليه ) على محمد صلى الله عليه وسلم ( ملك ) يصدقه ( ولو أنزلنا ملكا ) كما اقترحوا فلم يؤمنوا ( لقضي الأمر ) بهلاكهم ( ثم لا ينظرون ) يمهلون لتوبة أو معذرة كعادة الله فيمن قبلهم من إهلاكهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا 9. ( ولو جعلناه ) أي المنزَّل إليهم ( ملكا لجعلناه ) أي الملك ( رجلا ) أي على صورته ليتمكنوا من رؤيته إذ لا قوة للبشر على رؤية الملك لو أنزلناه وجعلناه رجلا ( وللبسنا ) شبهنا ( عليهم ما يلبسون ) على أنفسهم بأن يقولوا ما هذا إلا بشر مثلكم 10. ( ولقد استهزئ برسل من قبلك ) فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( فحاق ) نزل ( بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ) وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك 11. ( قل ) لهم ( سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) الرسل من هلاكهم بالعذاب ليعتبروا 12. ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله ) إن لم يقولوه لا جواب غيره ( كتب على نفسه ) قضى على نفسه ( الرحمة ) فضلا منه وفيه تلطيف في دعائهم إلى الإيمان ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة ) ليجازيكم بأعمالكم ( لا ريب ) لا شك ( فيه الذين خسروا أنفسهم ) بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره ( فهم لا يؤمنون ) 13. ( وله ) تعالى ( ما سكن ) حلَّ ( في الليل والنهار ) أي كل شيء فهو ربه وخالقه ومالكه ( وهو السميع ) لما يقال ( العليم ) بما يفعل 14. ( قل ) لهم ( أغير الله أتخذ وليا ) أعبده ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعهما ( وهو يُطْعِم ) يرزِق ( ولا يُطْعَم ) لايُرزَق ( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ) لله من هذه الأمة ( و ) قيل لي ( لا تكونن من المشركين ) به 15. ( قل إني أخاف إن عصيت ربي ) بعبادة غيره ( عذاب يوم عظيم ) هو يوم القيامة 16. ( من يصرف ) بالبناء للمفعول أي العذاب وللفاعل أي الله والعائد محذوف ( عنه يومئذ فقد رحمه ) تعالى أي أراد له الخير ( وذلك الفوز المبين ) النجاة الظاهرة 17. ( وإن يمسسك الله بضر ) بلاء كمرض وفقر ( فلا كاشف ) رافع ( له إلا هو وإن يمسسك بخير ) كصحة وغنى ( فهو على كل شيء قدير ) ومنه مسك به ولا يقدر على رده عنك غيره 18. ( وهو القاهر ) القادر الذي لا يعجزه شيء مستعليا ( فوق عباده وهو الحكيم ) في خلقه ( الخبير ) ببواطنهم كظواهرهم 19. ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك ( قل ) لهم ( أي شيء أكبر شهادة ) تمييز محول عن المبتدأ ( قل الله ) إن لم يقولوه لا جواب غيره هو ( شهيد بيني وبينكم ) على صدقي ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم ) أخوفكم يا أهل مكة ( به ومن بلغ ) عطف على ضمير أنذركم أي بلغه القرآن من الإنس والجن ( أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى ) استفهام إنكار ( قل ) لهم ( لا أشهد ) بذلك ( قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون ) معه من الأصنام 20. ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ) أي محمداً بنعته في كتابهم ( كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم ) منهم ( فهم لا يؤمنون ) به 21. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بنسبة الشريك إليه ( أو كذب بآياته ) القرآن ( إنه ) أي الشأن ( لا يفلح الظالمون ) بذلك 22. ( و ) اذكر ( يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا ) توبيخا ( أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) أنهم شركاء الله 23. ( ثم لم تكن ) بالتاء والياء ( فتنتهم ) بالنصب والرفع أي معذرتهم ( إلا أن قالوا ) أي قولهم ( والله ربنا ) بالجر نعت والنصب نداء ( ما كنا مشركين ) 24. قال تعالى: ( انظر ) يا محمد ( كيف كذبوا على أنفسهم ) بنفي الشرك عنهم ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترونـ ) ـه على الله من شركاء 25. ( ومنهم من يستمع إليك ) إذا قرأت ( وجعلنا على قلوبهم أكنة ) أغطية لـ ( أن ) لا ( يفقهوه ) يفهموا القرآن ( وفي آذانهم وقراً ) صمماً فلا يسمعونه سماع قبول ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن ) ما ( هذا ) القرآن ( إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين ) كالأضاحيك والأعاجيب جمع أسطورة بالضم 26. ( وهم ينهون ) الناس ( عنه ) عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ( وينأون ) يتباعدون ( عنه ) فلا يؤمنون به ، وقيل نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذاه ولا يؤمن به ( وإن ) ما ( يهلكون ) بالنأي عنه ( إلا أنفسهم ) لأن ضرره عليهم ( وما يشعرون ) بذلك 27. ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ وُقِفوا ) عرضوا ( على النار فقالوا يا ) للتنبيه ( ليتنا نُرَد ) إلى الدنيا ( ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) برفع الفعلين استئنافا ونصبهما في جواب التمني ورفع الأول ونصب الثاني وجواب لو رأيت أمرا عظيما 28. قال تعالى ( بل ) للإضراب عن إرادة الإيمان المفهوم من التمني ( بدا ) ظهر ( لهم ما كانوا يخفون من قبل ) يكتمون بقولهم { والله ربنا ما كنا مشركين بشهادة } جوارحهم فتمنوا ذلك ( ولو ردوا ) إلى الدنيا فرضا ( لعادوا لما نهوا عنه ) من الشرك ( وإنهم لكاذبون ) في وعدهم بالإيمان |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 20 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:10 am | |
| 29. ( وقالوا ) أي منكر والبعث ( إن ) ما ( هي ) أي الحياة ( إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) 30. ( ولو ترى إذ وُقفوا ) عرضوا ( على ربهم ) لرأيت أمرا عظيما ( قال ) لهم على لسان الملائكة توبيخا ( أليس هذا ) البعث والحساب ( بالحق قالوا بلى وربنا ) إنه لحق ( قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) به في الدنيا 31. ( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ) بالبعث ( حتى ) غاية للتكذيب ( إذا جاءتهم الساعة ) القيامة ( بغتة ) فجأة ( قالوا يا حسرتنا ) هي شدة التألم ونداؤها مجاز أي هذا أوانك فاحضري ( على ما فرطنا ) قصرنا ( فيها ) أي الدنيا ( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ) بأن تأتيهم عند البعث في أقبح شيء صورة وأنتنه ريحا فتركبهم ( ألا ساء ) بئس ( ما يزرون ) يحملونه حملهم ذلك 32. ( وما الحياة الدنيا ) أي الاشتغال بها ( إلا لعب ولهو ) وأما الطاعة وما يعين عليها فمن أمور الآخرة ( وللدار الآخرة ) وفي قراءة { ولدار الآخرة } أي الجنة ( خير للذين يتقون ) الشرك ( أفلا يعقلون ) بالياء والتاء ذلك فيؤمنوا 33. ( قد ) للتحقيق ( نعلم إنه ) أي الشأن ( ليحزنك الذي يقولون ) لك من التكذيب ( فإنهم لا يكذبونك ) في السر لعلمهم أنك صادق وفي قراءة بالتخفيف أي لا ينسبونك إلى الكذب ( ولكن الظالمين ) وضعه موضع المضمر ( بآيات الله ) القرآن ( يجحدون ) يكذبون 34. ( ولقد كذبت رسل من قبلك ) فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) بإهلاك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهلاك قومك ( ولا مبدل لكلمات الله ) مواعيده ( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ) ما يسكن به قلبك 35. ( وإن كان كبر ) عظم ( عليك إعراضهم ) عن الإسلام لحرصك عليهم ( فإن استطعت أن تبتغي نفقا ) سربا ( في الأرض أو سلما ) مصعدا ( في السماء فتأتيهم بآية ) مما اقترحوا فافعل ، المعنى أنك لا تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم الله ( ولو شاء الله ) هدايتهم ( لجمعهم على الهدى ) ولكن لم يشأ ذلك فلم يؤمنوا ( فلا تكونن من الجاهلين ) بذلك 36. ( إنما يستجيب ) دعاءك إلى الإيمان ( الذين يسمعون ) سماع تفهم واعتبار ( والموتى ) أي الكفار شبههم بهم في عدم السماع ( يبعثهم الله ) في الآخرة ( ثم إليه يرجعون ) يردون فيجازيهم بأعمالهم 37. ( وقالوا ) أي كفار مكة ( لولا ) هلا ( نزل عليه آية من ربه ) كالناقة والعصا والمائدة ( قل ) لهم ( إن الله قادر على أن ينزِّل ) بالتشديد والتخفيف ( آية ) مما اقترحوا ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن نزولها بلاء عليهم لوجوب هلاكهم إن جحدوها 38. ( وما من ) زائدة ( دابة ) تمشي ( في الأرض ولا طائر يطير ) في الهواء ( بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) في تدبير خلقها ورزقها وأحوالهم ( ما فرطنا ) تركنا ( في الكتاب ) اللوح المحفوظ ( من ) زائدة ( شيء ) فلم نكتبه ( ثم إلى ربهم يحشرون ) فيقضي بينهم ويقتص للجماء من القرناء ثم يقول لهم كونوا ترابا 39. ( والذين كذبوا بآياتنا ) القرآن ( صم ) عن سماعها سماع قبول ( وبكم ) عن النطق بالحق ( في الظلمات ) الكفر ( من يشأ الله ) إضلاله ( يضلله ومن يشأ ) هدايته ( يجعله على صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام 40. ( قل ) يا محمد لأهل مكة ( أرأيتكم ) أخبروني ( إن أتاكم عذاب الله ) في الدنيا ( أو أتتكم الساعة ) القيامة المشتملة عليه بغتة ( أغير الله تدعون ) لا ( إن كنتم صادقين ) في أن الأصنام تنفعكم فادعوها 41. ( بل إياه ) لا غيره ( تدعون ) في الشدائد ( فيكشف ما تدعون إليه ) أن يكشفه عنكم من الضر ونحوه ( إن شاء ) كشفه ( وتنسون ) تتركون ( ما تشركون ) معه من الأصنام فلا تدعونه 42. ( ولقد أرسلنا إلى أمم من ) زائدة ( قبلك ) رسلا فكذبوهم ( فأخذناهم بالبأساء ) شدة الفقر ( والضراء ) المرض ( لعلهم يتضرعون ) يتذللون فيؤمنوا 43. ( فلولا ) فهلا ( إذ جاءهم بأسنا ) عذابنا ( تضرعوا ) أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له ( ولكن قست قلوبهم ) فلم تلن للإيمان ( وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) من المعاصي فأصروا عليها 44. ( فلما نسوا ) تركوا ( ما ذكروا ) وعظوا وخوفوا ( به ) من البأساء والضراء فلم يتعظوا ( فتحنا ) بالتخفيف والتشديد ( عليهم أبواب كل شيء ) من النعم استدراجا لهم ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) فرح بطر ( أخذناهم ) بالعذاب ( بغتة ) فجأة ( فإذا هم مبلسون ) آيسون من كل خير 45. ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا ) أي آخرهم بأن استؤصلوا ( والحمد لله رب العالمين ) على نصر الرسل وإهلاك الكافرين 46. ( قل ) لأهل مكة ( أرأيتم ) أخبروني ( إن أخذ الله سمعكم ) أصمكم ( وأبصاركم ) أعمالكم ( وختم ) طبع ( على قلوبكم ) فلا تعرفون شيئا ( من إله غير الله يأتيكم به ) بما أخذه منكم بزعمكم ( انظر كيف نصرف ) نبين ( الآيات ) الدلالات على وحدانيتنا ( ثم هم يصدفون ) يعرضون عنها فلا يؤمنون 47. ( قل ) لهم ( أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة ) ليلا أو نهارا ( هل يهلك إلا القوم الظالمون ) الكافرون أي ما يهلك إلا هم 48. ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ) من آمن بالجنة ( ومنذرين ) من كفر بالنار ( فمن آمن ) بهم ( وأصلح ) عمله ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة 49. ( والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون ) يخرجون عن الطاعة 50. ( قل ) لهم ( لا أقول لكم عندي خزائن الله ) التي منها يرزق ( ولا ) أني ( أعلم الغيب ) ما غاب عني ولم يوح إلي ( ولا أقول لكم إني ملك ) من الملائكة ( إن ) ما ( أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى ) الكافر ( والبصير ) المؤمن ؟ لا ( أفلا تتفكرون ) في ذلك فتؤمنون 51. ( وأنذر ) خوف ( به ) أي القرآن ( الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ) أي غيره ( ولي ) ينصرهم ( ولا شفيع ) يشفع لهم وحملة النفي حال من ضمير يحشروا وهي محل الخوف والمراد بهم المؤمنون العاصون ( لعلهم يتقون ) الله بإقلاعهم عما هم فيه وعمل الطاعات 52. ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون ) بعبادتهم ( وجهه ) تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك طمعا في إسلامهم ( ما عليك من حسابهم من ) زائدة ( شيء ) إن كان باطنهم غير مرضي ( وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم ) جواب النفي ( فتكون من الظالمين ) إن فعلت 53. ( وكذلك فتنا ) ابتلينا ( بعضهم ببعض ) أي الشريف بالوضيع والغني بالفقير بأن قدمناه بالسبق إلى الإيمان ( ليقولوا ) أي الشرفاء والأغنياء منكرين ( أهؤلاء ) الفقراء ( من الله عليهم من بيننا ) بالهداية أي لو كان ما هم عليه هدى ما سبقونا إليه قال تعالى: ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) له فيهديهم ، بلى 54. ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل ) لهم ( سلام عليكم كتب ) قضى ( ربكم على نفسه الرحمة أنه ) أي الشأن ، وفي قراءة بالفتح بدل من الرحمة ( من عمل منكم سوءاً بجهالة ) منه حيث ارتكبه ( ثم تاب ) رجع ( من بعده ) بعد عمله منه ( وأصلح ) عمله ( فإنه ) أي الله ( غفور ) له ( رحيم ) به وفي قراءة بالفتح أي فالمغفرة له 55. ( وكذلك ) كما بينا ما ذكر ( نفصل ) نبين ( الآيات ) القرآن ليظهر الحق فيعمل به ( ولتستبين ) تظهر ( سبيل ) طريق ( المجرمين ) فتُجتَنب ، وفي قراءة بالتحتانية وفي أخرى بالفوقانية ونصب سبيل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم 56. ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله قل لا أتبع أهواءكم ) في عبادتها ( قد ضللت إذا ) إن اتبعتها ( وما أنا من المهتدين ) 57. ( قل إني على بينة ) بيان ( من ربي و ) قد ( كذبتم به ) بربي حيث أشركتم ( ما عندي ما تستعجلون به ) من العذاب ( إن ) ما ( الحكم ) في ذلك وغيره ( إلا لله يقضي ) القضاء ( الحق وهو خير الفاصلين ) الحاكمين ، وفي قراءة { يَقُصُّ } أي يقول 58. ( قل ) لهم ( لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم ) بأن أعجله لكم وأستريح ولكنه عند الله ( والله أعلم بالظالمين ) متى يعاقبهم 59. ( وعنده ) تعالى ( مفاتح الغيب ) خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه ( لا يعلمها إلا هو ) وهي الخمسة التي في قوله { إن الله عنده علم الساعة } الآية كما رواه البخاري ( ويعلم ما ) يحدث ( في البر ) القفار ( والبحر ) القرى التي على الأنهار ( وما تسقط من ) زائدة ( ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس ) عطف على ورقة ( إلا في كتاب مبين ) هو اللوح المحفوظ والاستئناف بدل اشتمال من الاستثناء قبله 60. ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) يقبض أرواحكم عند النوم ( ويعلم ما جرحتم ) كسبتم ( بالنهار ثم يبعثكم فيه ) أي النهار بردِّ أرواحكم ( ليقضى أجل مسمى ) هو أجل الحياة ( ثم إليه مرجعكم ) بالبعث ( ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ) فيجازيكم به 61. ( وهو القاهر ) مستعليا ( فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) ملائكة تحصي أعمالكم ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته ) وفي قراءة { توفاه } ( رسلنا ) الملائكة الموكلون بقبض الأرواح ( وهم لا يفرِّطون ) يقصرون فيما يؤمرون به 62. ( ثم ردوا ) أي الخلق ( إلى الله مولاهم ) مالكهم ( الحق ) الثابت العدل ليجازيهم ( ألا له الحكم ) القضاء النافذ فيهم ( وهو أسرع الحاسبين ) يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك 63. ( قل ) يا محمد لأهل مكة ( من ينجِّيكم من ظلمات البر والبحر ) أهوالها في أسفاركم حين ( تدعونه تضرعا ) علانية ( وخفية ) سراً تقولون ( لئن ) لام قسم ( أنجيتنا ) وفي قراءة { أنجانا } أي الله ( من هذه ) الظلمات والشدائد ( لنكونن من الشاكرين ) المؤمنين 64. ( قل ) لهم ( الله ينجيكم ) بالتخفيف والتشديد ( منها ومن كل كرب ) غم سواها ( ثم أنتم تشركون ) به 65. ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ) من السماء كالحجارة والصيحة ( أو من تحت أرجلكم ) كالخسف ( أو يلبسكم ) يخلطكم ( شيعا ) فرقا مختلفة الأهواء ( ويذيق بعضكم بأس بعض ) بالقتال قال صلى الله عليه وسلم لما نزلت : « هذا أهون وأيسر » ولما نزل ما قبله : « أعوذ بوجهك » رواه البخاري وروى مسلم حديث « سألت ربي ألا يجعل بأس أمتي بينهم فمنعنيها » وفي حديث « لما نزلت قال أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد » ( انظر كيف نصرف ) نبين لهم ( الآيات ) الدالات على قدرتنا ( لعلهم يفقهون ) يعلمون أن ما هم عليه باطل 66. ( وكذب به ) بالقرآن ( قومك وهو الحق ) الصدق ( قل ) لهم ( لست عليكم بوكيل ) فأجازيكم إنما أنا منذر وأمركم إلى الله وهذا قبل الأمر بالقتال 67. ( لكل نبأ ) خبر ( مستقر ) وقت يقع فيه ويستقر ومنه عذابكم ( وسوف تعلمون ) تهديد لهم 68. ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) القرآن بالاستهزاء ( فأعرض عنهم ) ولا تجالسهم ( حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( ينْسينك ) بسكون النون والتخفيف وفتحها والتشديد ( الشيطان ) فقعدت معهم ( فلا تقعد بعد الذكرى ) أي تذكرة ( مع القوم الظالمين ) فيه وضع الظاهر موضع المضمر 69. وقال المسلمون إن قمنا كلما خاضوا لم نستطع أن نجلس في المسجد وأن نطوف فنزل : ( وما على الذين يتقون ) الله ( من حسابهم ) أي الخائضين ( من ) زائدة ( شيء ) إذا جالسوهم ( ولكن ) عليهم ( ذكرى ) تذكرة لهم وموعظة ( لعلهم يتقون ) الخوض 70. ( وذر ) اترك ( الذين اتخذوا دينهم ) الذي كلفوه ( لعبا ولهوا ) باستهزائهم به ( وغرتهم الحياة الدنيا ) فلا تتعرض لهم وهذا قبل الأمر بالقتال ( وذكر ) عظ ( به ) بالقرآن الناس ( أن ) لا ( تبسل نفس ) تسلم إلى الهلاك ( بما كسبت ) عملت ( ليس لها من دون الله ) أي غيره ( ولي ) ناصر ( ولا شفيع ) يمنع عنها العذاب ( وإن تعدل كل عدل ) تفد كل فداء ( لا يؤخذ منها ) ما تفدى به ( أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم ) ماء بالغ نهاية الحرارة ( وعذاب أليم ) مؤلم ( بما كانوا يكفرون ) بكفرهم 71. ( قل أندعو ) أنعبد ( من دون الله ما لا ينفعنا ) بعبادته ( ولا يضرنا ) بتركها وهو الأصنام ( ونرد على أعقابنا ) نرجع مشركين ( بعد إذ هدانا الله ) إلى الإسلام ( كالذي استهوته ) أضلته ( الشياطين في الأرض حيران ) متحيرا لا يدري أين يذهب حال من الهاء ( له أصحاب ) رفقة ( يدعونه إلى الهدى ) أي ليهدوه الطريق يقولون له ( ائتنا ) فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للإنكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد ( قل إن هدى الله ) الذي هو الإسلام ( هو الهدى ) وما عداه ضلال ( وأمرنا لنسلم ) أي بأن نسلم ( لرب العالمين ) 72. ( وأن ) أي بأن ( أقيموا الصلاة واتقوه ) تعالى ( وهو الذي إليه تحشرون ) تجمعون يوم القيامة للحساب 73. ( وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ) أي محقا ( و ) اذكر ( يوم يقول ) للشيء ( كن فيكون ) هو يوم القيامة يقول للخلق قوموا فيقوموا ( قوله الحق ) الصدق الواقع لا محالة ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الثانية من إسرافيل لا ملك فيه لغيره { لمن الملك اليوم لله } ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد ( وهو الحكيم ) في خلقه ( الخبير ) بباطن الأشياء كظاهرها 74. واذكر ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ) هو لقبه واسمه تارخ ( أتتخذ أصناما آلهة ) تعبدها استفهام توبيخ ( إني أراك وقومك ) باتخاذها ( في ضلال ) عن الحق ( مبين ) بين 75. ( وكذلك ) كما أريناه إضلال أبيه وقومه ( نري إبراهيم ملكوت ) ملك ( السماوات والأرض ) ليستدل به على وحدانيتنا ( وليكون من الموقنين ) بها وجملة وكذلك وما بعدها اعتراض وعطف على قال 76. ( فلما جن ) أظلم ( عليه الليل رأى كوكبا ) قيل هو الزُّهَرة ( قال ) لقومه وكانوا نجَّامين ( هذا ربي ) في زعمكم ( فلما أفل ) غاب ( قال لا أحب الآفلين ) أن أتخذهم أربابا لأن الرب لا يجوز عليه التغير والانتقال لأنهما من شأن الحوادث فلم ينجع فيهم ذلك 77. ( فلما رأى القمر بازغا ) طالعا ( قال ) لهم ( هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي ) يثبتني على الهدى ( لأكونن من القوم الضالين ) تعريض لقومه بأنهم على ضلال فلم ينجع فيهم ذلك 78. ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ) ذكره لتذكيره خبره ( ربي هذا أكبر ) من الكوكب والقمر ( فلما أفلت ) وقويت عليهم الحجة ولم يرجعوا ( قال يا قوم إني بريء مما تشركون ) بالله من الأصنام والأجرام المحدثة المحتاجة إلى محدث فقالوا له ما تعبد ؟ 79. قال ( إني وجهت وجهي ) قصدت بعبادتي ( للذي فطر ) خلق ( السماوات والأرض ) أي الله ( حنيفا ) مائلا إلى الدين القيم ( وما أنا من المشركين ) به 80. ( وحاجَّه قومه ) جادلوه في دينه وهددوه بالأصنام أن تصيبه بسوء إن تركها ( قال أتحاجُّونِّي ) بتشديد النون وتخفيفها بحذف إحدى النونين وهي نون الرفع عند النجاة ونون الوقاية عند القراء أتجادلونني ( في ) وحدانية ( الله وقد هدان ) تعالى إليها ( ولا أخاف ما تشركونـ ) ـه ( به ) من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء ( إلا ) لكن ( أن يشاء ربي شيئا ) من المكروه يصيبني فيكون ( وسع ربي كل شيء علما ) أي وسع علمه كل شيء ( أفلا تتذكرون ) هذا فتؤمنوا 81. ( وكيف أخاف ما أشركتم ) بالله وهي لا تضر ولا تنفع ( ولا تخافون ) أنتم من الله ( أنكم أشركتم بالله ) في العبادة ( ما لم ينزل به ) بعبادته ( عليكم سلطانا ) حجة وبرهانا وهو القادر على كل شيء ( فأي الفريقين أحق بالأمن ) أنحن أم أنتم ( إن كنتم تعلمون ) من الأحق به أي وهو نحن فاتبعوه 82. قال تعالى: ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ) يخلطوا ( إيمانهم بظلم ) أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين ( أولئك لهم الأمن ) من العذاب ( وهم مهتدون ) 83. ( وتلك ) مبتدأ ويبدل منه ( حجتنا ) التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أُفول الكوكب وما بعده والخبر ( آتيناها إبراهيم ) أرشدناه لها حجة ( على قومه نرفع درجات من نشاء ) بالإضافة والتنوين في العلم والحكمة ( إن ربك حكيم ) في صنعه ( عليم ) بخلقه 84. ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ) ابنيه ( كلا ) منهما ( هدينا ونوحا هدينا من قبل ) أي قبل إبراهيم ( ومن ذريته ) أي نوح ( داود وسليمان ) ابنه ( وأيوب ويوسف ) بن يعقوب ( وموسى وهارون وكذلك ) كما جزيناهم ( نجزي المحسنين ) 85. ( وزكريا ويحيى ) ابنه ( وعيسى ) ابن مريم يفيد أن الذرية تتناول أولاد البنت ( وإلياس ) ابن هارون أخي موسى ( كل ) منهم ( من الصالحين ) 86. ( وإسماعيل ) بن إبراهيم ( واليسع ) اللام زائدة ( ويونس ولوطا ) بن هاران أخي إبراهيم ( وكلا ) منهم ( فضلنا على العالمين ) بالنبوة 87. ( ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ) عطف على كلاً أو نوحاً ومن للتبغيض لأن بعضهم لم يكن له ولد وبعضهم كان في ولده كافر ( واجتبيناهم ) اخترناهم ( وهديناهم إلى صراط مستقيم ) 88. ( ذلك ) الدين الذي هدوا إليه ( هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا ) فرضاً ( لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) 89. ( أولئك الذين آتيناهم الكتاب ) بمعنى الكتب ( والحكم ) الحكمة ( والنبوة فإن يكفر بها ) أي بهذه الثلاثة ( هؤلاء ) أي أهل مكة ( فقد وكلنا بها ) أرصدنا لها ( قوما ليسوا بها بكافرين ) هم المهاجرون والأنصار 90. ( أولئك الذين هدى ) هم ( الله فبهداهم ) طريقهم من التوحيد والصبر ( اقتده ) بهاء السكت ووصلاً وفي قراءة بحذفها وصلا ( قل ) لأهل مكة ( لا أسألكم عليه ) أي القرآن ( أجرا ) تعطونيه ( إن هو ) ما القرآن ( إلا ذكرى ) عظة ( للعالمين ) الإنس والجن 91. ( وما قدروا ) أي اليهود ( الله حق قدره ) أي ما عظموه حق عظمته أو ما عرفوه حق معرفته ( إذ قالوا ) للنبي صلى الله عليه وسلم وقد خاصموه في القرآن ( ما أنزل الله على بشر من شيء قل ) لهم ( من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه ) بالياء والتاء في المواضع الثلاثة ( قراطيس ) أي يكتبونه في دفاتر مقطعة ( يبدونها ) أي ما يحبون إبداءه منها ( ويخفون كثيرا ) مما فيها كنعت محمد صلى الله عليه وسلم ( وعلمتم ) أيها اليهود في القرآن ( ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ) من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه ( قل الله ) أنزله إن لم يقولوه لا جواب غيره ( ثم ذرهم في خوضهم ) باطلهم ( يلعبون ) 92. ( وهذا ) القرآن ( كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ) قبله من الكتب ( ولتنذر ) بالتاء والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به ( أم القرى ومن حولها ) أي أهل مكة وسائر الناس ( والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ) خوفا من عقابها 93. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بادعاء النبوة ولم ينبأ ( أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ) نزلت في مسيلمة ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ الظالمون ) المذكورون ( في غمرات ) سكرات ( الموت والملائكة باسطوا أيديهم ) إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفا ( أخرجوا أنفسكم ) إلينا لنقبضها ( اليوم تجزون عذاب الهون ) الهوان ( بما كنتم تقولون على الله غير الحق ) بدعوى النبوة والإيحاء كذبا ( وكنتم عن آياته تستكبرون ) تتكبرون عن الإيمان بها وجواب لو رأيت أمرا فظيعا 94. ويقال لهم إذا بعثوا ( ولقد جئتمونا فرادى ) منفردين عن الأهل والمال والولد ( كما خلقناكم أول مرة ) أي حفاةً عراةً غُرْلاً ( وتركتم ما خولناكم ) أعطيناكم من الأموال ( وراء ظهوركم ) في الدنيا بغير اختياركم ويقال لهم توبيخاً ( وما نرى معكم شفعاءكم ) الأصنام ( الذين زعمتم أنهم فيكم ) أي في استحقاق عبادتكم ( شركاء ) لله ( لقد تقطع بينكم ) وصلكم ، أي تشتت جمعكم وفي قراءة بالنصب ظرف أي وصلكم بينكم ( وضل ) ذهب ( عنكم ما كنتم تزعمون ) في الدنيا في شفاعتها |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 21 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:11 am | |
| 95. ( إن الله فالق ) شاق ( الحب ) عن النبات ( والنوى ) عن البخل ( يخرج الحي من الميت ) كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة ( ومخرج الميت ) النطفة والبيضة ( من الحي ذلكم ) الفالق المخرج ( الله فأنى تؤفكون ) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان 96. ( فالق الإصباح ) مصدر بمعنى الصبح أي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن ظلمة الليل ( وجعل الليل سكنا ) تسكن فيه الخلق من التعب ( والشمس والقمر ) بالنصب عطفا من محل الليل ( حسبانا ) حسابا للأوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر أي يجريان بحسبان كما في آية الرحمن ( ذلك ) المذكور ( تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه 97. ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) في الأسفار ( قد فصلنا ) بينا ( الآيات ) الدلالات على قدرتنا ( لقوم يعلمون ) يتدبرون 98. ( وهو الذي أنشأكم ) خلقكم ( من نفس واحدة ) هي آدم ( فمستقِرٌّ ) منكم في الرحم ( ومستودع ) منكم في الصلب ، وفي قراءة بفتح القاف أي مكان قرار لكم ( قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ) ما يقال لهم 99. ( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا ) فيه التفات عن الغيبة ( به ) بالماء ( نبات كل شيء ) ينبت ( فأخرجنا منه ) أي النبات شيئا ( خَضِرا ) بمعنى أخضر ( نخرج منه ) من الخضر ( حبا متراكبا ) يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها ( ومن النخل ) خبر ويبدل منه ( من طلعها ) أول ما يخرج منها والمبتدأ ( قنوان ) عراجين ( دانية ) قريب بعضها من بعض ( و ) أخرجنا به ( جنات ) بساتين ( من أعناب والزيتون والرمان مشتبها ) ورقهما حال ( وغير متشابه ) ثمرها ( انظروا ) يا مخاطبون نظر اعتبار ( إلى ثمره ) بفتح الثاء والميم وبضمهما وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب ( إذا أثمر ) أول ما يبدو كيف هو ( و ) إلى ( ينعه ) نضجه إذا أدرك كيف يعود ( إن في ذلكم لآيات ) دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره ( لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين 100. ( وجعلوا لله ) مفعول ثان ( شركاء ) مفعول أول ويبدل منه ( الجن ) حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان ( و ) قد ( خلقهم ) فكيف يكونون شركاء ( وخرقوا ) بالتخفيف والتشديد أي اختلفوا ( له بنين وبنات بغير علم ) حيث قالوا عزير ابن الله والملائكة بنات الله ( سبحانه ) تنزيها له ( وتعالى عما يصفون ) بأن له ولدا 101. هو ( بديع السماوات والأرض ) مبدعهما من غير مثال سبق ( أنى ) كيف ( يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) زوجة ( وخلق كل شيء ) من شأنه أن يخلق ( وهو بكل شيء عليم ) 102. ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه ) وحدوه ( وهو على كل شيء وكيل ) حفيظ 103. ( لا تدركه الأبصار ) أي لا تراه وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في الآخرة لقوله تعالى { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وحديث الشيخين « إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر » وقيل المراد لا تحيط به ( وهو يدرك الأبصار ) أي يراها ولا تراه ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر ولا يدركه أو يحيط به علما ( وهو اللطيف ) بأوليائه ( الخبير ) بهم 104. قل يا محمد لهم: ( قد جاءكم بصائر ) حجج ( من ربكم فمن أبصر ) ها فآمن ( فلنفسه ) أبصر لأن ثواب إبصاره له ( ومن عمي ) عنها فضل ( فعليها ) وبال إضلاله ( وما أنا عليكم بحفيظ ) رقيب لأعمالكم إنما أنا نذير 105. ( وكذلك ) كما بينا ما ذكر ( نصرف ) نبين ( الآيات ) ليعتبروا ( وليقولوا ) أي الكفار في عاقبة الأمر ( دارست ) ذاكرت أهل الكتاب وفي قراءة { درست } أي كتب الماضين وجئت بهذا منها ( ولنبينه لقوم يعلمون ) 106. ( اتبع ما أوحي إليك من ربك ) أي القرآن ( لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ) 107. ( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ) فتجازيهم بأعمالهم ( وما أنت عليهم بوكيل ) فتجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالقتال 108. ( ولا تسبوا الذين يدعونـ ) ـهم ( من دون الله ) أي الأصنام ( فيسبوا الله عدوا ) اعتداء وظلما ( بغير علم ) أي جهلا منهم بالله ( كذلك ) كما زينا لهؤلاء ما هم عليه ( زينا لكل أمة عملهم ) من الخير والشر فأتوه ( ثم إلى ربهم مرجعهم ) في الآخرة ( فينبئهم بما كانوا يعملون ) فيجازيهم به 109. ( وأقسموا ) أي كفار مكة ( بالله جهد أيمانهم ) أي غاية اجتهادهم فيها ( لئن جاءتهم آية ) مما اقترحوا ( ليؤمنن بها قل ) لهم ( إنما الآيات عند الله ) ينزلها كما يشاء وإنما أنا نذير ( وما يشعركم ) يدريكم بأيمانهم إذا جاءت أي أنتم لا تدرون ذلك ( أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) لما سبق في علمي ، وفي قراءة بالتاء خطابا للكفار وفي أخرى بفتح أنَّ بمعنى لعل أو معمولة لما قبلها 110. ( ونقلب أفئدتهم ) نحول قلوبهم عن الحق فلا يفهمونه ( وأبصارهم ) عنه فلا يبصرونه ولا يؤمنون ( كما لم يؤمنوا به ) أي بما أنزل من الآيات ( أول مرة ونذرهم ) نتركهم ( في طغيانهم ) ضلالهم ( يعمهون ) يترددون متحيرين 111. ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى ) كما اقترحوا ( وحشرنا ) جمعنا ( عليهم كل شيء قُبُلا ) بضمتين جمع قبيل أي فوجاً فوجاً وبكسر القاف وفتح الباء أي معاينة فشهدوا بصدقك ( ما كانوا ليؤمنوا ) لما سبق علم الله ( إلا ) لكم ( أن يشاء الله ) إيمانهم فيؤمنوا ( ولكن أكثرهم يجهلون ) ذلك 112. ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً ) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه ( شياطين ) مردة ( الإنس والجن يوحي ) يوسوس ( بعضهم إلى بعض زخرف القول ) مموهه من الباطل ( غرورا ) أي ليغروهم ( ولو شاء ربك ما فعلوه ) أي الإيحاء المذكور ( فذرهم ) دع الكفار ( وما يفترون ) من الكفر غيره مما زين لهم وهذا ما قبل الأمر بالقتال 113. ( ولتصغى ) عطف على غرورا أي تميل ( إليه ) أي الزخرف ( أفئدة ) قلوب ( الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ) يكتسبوا ( ما هم مقترفون ) من الذنوب فيعاقبوا عليه 114. ونزل لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل بينه وبينهم حكماً ، قل ( أفغير الله أبتغي ) أطلب ( حكما ) قاضيا بيني وبينكم ( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب ) القرآن ( مفصلا ) مبينا فيه الحق من الباطل ( والذين آتيناهم الكتاب ) التوراة كعبد الله بن سلام وأصحابه ( يعلمون أنه منزل ) بالتخفيف والتشديد ( من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ) الشاكين فيه والمراد بذلك التقرير للكفار أنه حق 115. ( وتمت كلمة ربك ) بالأحكام والمواعيد ( صدقا وعدلا ) تمييز ( لا مبدل لكلماته ) بنقص أو خلف ( وهو السميع ) لما يقال ( العليم ) بما يفعل 116. ( وإن تطع أكثر من في الأرض ) أي الكفار ( يضلوك عن سبيل الله ) دينه ( إن ) ما ( يتبعون إلا الظن ) في مجادلتهم لك في أمر الميتة إذ قالوا ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم ( وإن ) ما ( هم إلا يخرصون ) يكذبون في ذلك 117. ( إن ربك هو أعلم ) أي عالم ( من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) فيجازي كلا منهم 118. ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) أي ذبح على اسمه ( إن كنتم بآياته مؤمنين ) 119. ( وما لكم أ ) ن ( لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) من الذبائح ( وقد فُصِّل ) بالبناء للمفعول وللفاعل في الفعلين ( لكم ما حرم عليكم ) في آية { حرمت عليكم الميتة } ( إلا ما اضطررتم إليه ) منه فهو أيضا حلال لكم المعنى لا مانع لكم من أكل ما ذكر وقد بين لكم المحرم أكله وهذا ليس منه ( وإن كثيرا ليَضلون ) بفتح الياء وضمها ( بأهوائهم ) بما تهواه أنفسهم من تحليل الميتة وغيرها ( بغير علم ) يعتمدونه في ذلك ( إن ربك هو أعلم بالمعتدين ) المتجاوزين الحلال إلى الحرام 120. ( وذروا ) اتركوا ( ظاهر الإثم وباطنه ) علانيته وسره والإثم قيل الزنا ، وقيل كل معصية ( إن الذين يكسبون الإثم سيجزون ) في الآخرة ( بما كانوا يقترفون ) يكتسبون 121. ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإلا فما ذبحه المسلم ولم يسم فيه عمداً أو نسيانا فهو حلال قاله ابن عباس وعليه الشافعي ( وإنه ) أي الأكل منه ( لفسق ) خروج عما يحل ( وإن الشياطين ليوحون ) يوسوسون ( إلى أوليائهم ) الكفار ( ليجادلوكم ) في تحليل الميتة ( وإن أطعتموهم ) فيه ( إنكم لمشركون ) 122. ونزل في أبي جهل وغيره ( أو من كان ميتا ) بالكفر ( فأحييناه ) بالهدى ( وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) يتبصر به الحق من غيره وهو الإيمان ( كمن مثله ) مثل زائدة أي كمن هو ( في الظلمات ليس بخارج منها ) وهو الكافر ؟ لا ( كذلك ) كما زين للمؤمنين الإيمان ( زين للكافرين ما كانوا يعملون ) من الكفر والمعاصي 123. ( وكذلك ) كما جعلنا فساق مكة أكابرها ( جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ) بالصد عن الإيمان ( وما يمكرون إلا بأنفسهم ) لأن وباله عليهم ( وما يشعرون ) بذلك 124. ( وإذا جاءتهم ) أي أهل مكة ( آية ) على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ( قالوا لن نؤمن ) به ( حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ) من الرسالة والوحي إلينا لأنا أكثر مالا وأكبر سنا قال تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالاته ) بالجمع والإفراد ، وحيث مفعول به لفعل دل عليه أعلم أي يعلم الموضع الصالح لوضعها فيه فيضعها وهؤلاء ليسوا أهلا لها ( سيصيب الذين أجرموا ) بقولهم ذلك ( صغار ) ذل ( عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون ) أي بسبب مكرهم 125. ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) بأن يقذف في قلبه نورا فينفسح له ويقبله كما ورد في حديث ( ومن يرد ) الله ( أن يضله يجعل صدره ضيْقا ) بالتخفيف والتشديد عن قبوله ( حرِجا ) شديد الضيق بكسر الراء صفة وفتحها مصدر وصف فيه مبالغة ( كأنما يصَّعد ) وفي قراءة { يصَّاعد } وفيهما إدغام التاء في الأصل في الصاد وفي أخرى بسكونها ( في السماء ) إذا كلف الإيمان لشدته عليه ( كذلك ) الجعل ( يجعل الله الرجس ) العذاب أو الشيطان أي يسلطه ( على الذين لا يؤمنون ) 126. ( وهذا ) الذي أنت عليه يا محمد ( صراط ) مستقيم ( ربك مستقيماً ) لا عوج فيه ونصبه على الحال المؤكد للجملة والعامل فيها معنى الإشارة ( قد فصلنا ) بينا ( الآيات لقوم يذَّكَّرون ) فيه إدغام التاء في الأصل في الذال أي يتعظون وخصوا بالذكر لأنهم المنتفعون 127. ( لهم دار السلام ) أي السلامة وهي الجنة ( عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) 128. ( و ) اذكر ( يوم يحشرهم ) بالنون والياء أي الله الخلق ( جميعا ) ويقال لهم ( يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ) باغوائكم ( وقال أولياؤهم ) الذين أطاعوهم ( من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض ) انتفع الإنس بتزيين الجن لهم الشهوات والجن بطاعة الإنس لهم ( وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ) وهو يوم القيامة وهذا تحسر منهم ( قال ) تعالى لهم على لسان الملائكة ( النار مثواكم ) مأواكم ( خالدين فيها إلا ما شاء الله ) من الأوقات التي يخرجون فيها لشرب الحميم فإنه خارجها كما قال تعالى { ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم } وعن ابن عباس أنه فيمن علم الله أنهم يؤمنون فما بمعنى من ( إن ربك حكيم ) في صنعه ( عليم ) بخلقه 129. ( وكذلك ) لما متعنا عصاة الإنس والجن بعضهم ببعض ( نولي ) من الولاية ( بعض الظالمين بعضاً ) أي على بعض ( بما كانوا يكسبون ) من المعاصي 130. ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ) أي من مجموعكم أي بعضكم الصادق بالإنس أو رسل الجن نذرهم الذين يستمعون كلام الرسل فيبلغون قومهم ( يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا ) أن قد بلغنا قال تعالى ( وغرتهم الحياة الدنيا ) فلم يؤمنوا ( وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ) 131. ( ذلك ) أي إرسال الرسل ( أن ) اللام مقدرة وهي مخففة أي لأنه ( لم يكن ربك مهلك القرى بظلم ) منها ( وأهلها غافلون ) ألم يرسل إليهم رسول يبين لهم 132. ( ولكل ) من العاملين ( درجات ) جزاء ( مما عملوا ) من خير وشر ( وما ربك بغافل عما يعملون ) بالياء والتاء 133. ( وربك الغني ) عن خلقه وعبادتهم ( ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ) يا أهل مكة بالإهلاك ( ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) من الخلق ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم 134. ( إن ما توعدون ) من الساعة والعذاب ( لآت ) لا محالة ( وما أنتم بمعجزين ) فائتين عذابنا 135. ( قل ) لهم ( يا قوم اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( فسوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( تكون له عاقبة الدار ) أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أنحن أم أنتم ( إنه لا يفلح ) يسعد ( الظالمون ) الكافرون 136. ( وجعلوا ) أي كفار مكة ( لله مما ذرأ ) خلق ( من الحرث ) الزرع ( والأنعام نصيبا ) يصرفونه إلى الضيفان والمساكين ولشركائهم نصيبا يصرفونه إلى سدنتها ( فقالوا هذا لله بزعمهم ) بالفتح والضم ( وهذا لشركائنا ) فكانوا إذا سقط في نصيب الله شيء من نصيبها التقطوه أو في نصيبها شيء من نصيبه تركوه وقالوا إن الله غني عن هذا كما قال تعالى ( فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ) أي لجهته ( وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ) بئس ( ما يحكمون ) حكمهم هذا 137. ( وكذلك ) كما زين لهم ما ذكر ( زَيَّنَ لكثير من المشركين قتلَ أولادِهم ) بالوأد ( شركاؤُهم ) من الجن بالرفع ، فاعل زيَّنَ وفي قراءة ببناءه للمفعول ورفع قتل ونصب الأولاد به وجر شركائهم باضافته وفيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ولا يضر وإضافة القتل إلى الشركاء لأمرهم به ( ليردوهم ) يهلكوهم ( وليلبسوا ) يخلطوا ( عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) 138. ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر ) حرام ( لا يطعمها إلا من نشاء ) من خدمة الأوثان وغيرهم ( بزعمهم ) أي لا حجة لهم فيه ( وأنعام حرمت ظهورها ) فلا تركب كالسوائب والحوامي ( وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) عند ذبحها بل يذكرون اسم أصنامهم ونسبوا ذلك إلى الله ( افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ) عليه 139. ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام ) المحرمة وهي السوائب والبحائر ( خالصة ) حلال ( لذكورنا ومحرم على أزواجنا ) أي النساء ( وإن يكن ميتة ) بالرفع والنصب مع تأنيث الفعل وتذكيره ( فهم فيه شركاء سيجزيهم ) الله ( وصفهم ) ذلك بالتحليل والتحريم أي جزاءه ( إنه حكيم ) في صنعه ( عليم ) بخلقه 140. ( قد خسر الذين قتلوا ) بالتخفيف والتشديد ( أولادهم ) بالوأد ( سفها ) جهلا ( بغير علم وحرموا ما رزقهم الله ) مما ذكر ( افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ) 141. ( وهو الذي أنشأ ) خلق ( جنات ) بساتين ( معروشات ) مبسوطات على الأرض كالبطيخ ( وغير معروشات ) بأن ارتفعت على ساق كالنخل ( و ) أنشأ ( النخل والزرع مختلفا أكله ) ثمره وحبه في الهيئة والطعم ( والزيتون والرمان متشابهاً ) ورقُهُما ، حال ( وغير متشابه ) طعمهما ( كلوا من ثمره إذا أثمر ) قبل النضج ( وآتوا حقه ) زكاته ( يوم حصاده ) بالفتح والكسر من العشر أو نصفه ( ولا تسرفوا ) بإعطاء كله فلا يبقى لعيالكم شيء ( إنه لا يحب المسرفين ) المتجاوزين ما حد لهم 142. ( و ) أنشأ ( من الأنعام حمولة ) صالحة للحمل عليها كالإبل الكبار ( وفَرْشا ) لا تصلح له كالإبل الصغار والغنم سميت فرشا لأنها كالفرش للأرض لدنوها منها ( كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) طرائقه من التحريم والتحليل ( إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة 143. ( ثمانية أزواج ) أصناف بدل من حمولة وفرشا ( من الضأن ) زوجين ( اثنين ) ذكر وأنثى ( ومن المعز ) بالفتح والسكون ( اثنين قل ) يا محمد لمن حرم ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى ونسب ذلك إلى الله ( آلذكرين ) من الضأن والمعز ( حرم ) الله عليكم ( أم الأنثيين ) منهما ( أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ) ذكراً كان أو أنثى ( نبئوني بعلم ) عن كيفية تحريم ذلك ( إن كنتم صادقين ) فيه ، المعنى من أين جاء التحريم فإن كان من قبل الذكورة فجميع الذكور حرام أو الأنوثة فجميع الإناث أو اشتمال الرحم فالزوجان فمن أين التخصيص؟ والاستفهام للإنكار 144. ( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم ) بل ( كنتم شهداء ) حضوراً ( إذ وصاكم الله بهذا ) التحريم فاعتمدتم ذلك لا بل أنتم كاذبون فيه ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بذلك ( ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) 145. ( قل لا أجد فيما أوحي إلي ) شيئاً ( محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ) بالياء والتاء ( ميتة ) بالنصب وفي قراءة بالرفع مع التحتانية ( أو دما مسفوحا ) سائلا بخلاف غيره كالكبد والطحال ( أو لحم خنزير فإنه رجس ) حرام ( أو ) إلا أن يكون ( فسقا أهل لغير الله به ) أي ذبح على اسم غيره ( فمن اضطر ) إلى شيء مما ذكر فأكله ( غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور ) له ما أكل ( رحيم ) به ويلحق بما ذكر بالسنة كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير 146. ( وعلى الذين هادوا ) أي اليهود ( حرمنا كل ذي ظفر ) وهو ما لم تفرق أصابعه كالإبل والنعام ( ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما ) الثروب وشحم الكلي ( إلا ما حملت ظهورهما ) أي ما علق بها منه ( أو ) حملته ( الحوايا ) الأمعاء جمع حاوياء أو حاوية ( أو ما اختلط بعظم ) منه وهو شحم الأَلْيَة فإنه أحل لهم ( ذلك ) التحريم ( جزيناهم ) به ( ببغيهم ) بسبب طلعهم بما سبق في سورة النساء ( وإنا لصادقون ) في أخبارنا ومواعيدنا 147. ( فإن كذبوك ) فيما جئت به ( فقل ) لهم ( ربكم ذو رحمة واسعة ) حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وفيه تلطف بدعائهم إلى الإيمان ( ولا يرد بأسه ) عذابه إذا جاء ( عن القوم المجرمين ) 148. ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ) نحن ( ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ) فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راضٍ به! قال تعالى ( كذلك ) كما كذب هؤلاء ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم ( حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم ) بأن الله راض بذلك ( فتخرجوه لنا ) أي لا علم عندكم ( إن ) ما ( تتبعون ) في ذلك ( إلا الظن وإن ) ما ( أنتم إلا تخرصون ) تكذبون فيه 149. ( قل ) إن لم يكن لكم حجة ( فلله الحجة البالغة ) التامة ( فلو شاء ) هدايتكم ( لهداكم أجمعين ) 150. ( قل هلم ) أحضروا ( شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا ) الذي حرمتموه ( فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون ) يشركون 151. ( قل تعالوا أتل ) أقرأ ( ما حرم ربكم عليكم أ ) ن مفسرة ( لا تشركوا به شيئا و ) أحسنوا ( بالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم ) بالوأد ( من ) أجل ( إملاق ) فقر تخافونه ( نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ) الكبائر كالزنا ( ما ظهر منها وما بطن ) أي علانيتها وسرها ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) كالقود وحد الردة ورجم المحصن ( ذلكم ) المذكور ( وصاكم به لعلكم تعقلون ) تتدبرون 152. ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي ) أي بالخصلة التي ( هي أحسن ) وهي ما فيه صلاحه ( حتى يبلغ أشده ) بأن يحتلم ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ) بالعدل وترك البخس ( لا نكلف نفسا إلا وسعها ) طاقتها في ذلك فإن أخطأ في الكيل والوزن والله يعلم صحته نيته فلا مؤاخذة عليه ورد كما في حديث ( وإذا قلتم ) في حكم أو غيره ( فاعدلوا ) بالصدق ( ولو كان ) القول له أو عليه ( ذا قربى ) قرابة ( وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكَّرون ) بالتشديد ، تتعظون والسكون 153. ( وأنَّ ) بالفتح على تقدير اللام والكسر استئنافا ( هذا ) الذي وصيتكم به ( صراطي مستقيما ) حال ( فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) الطرق المخالفة له ( فتفرق ) فيه حذف إحدى التاءين تميل ( بكم عن سبيله ) دينه ( ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) 154. ( ثم آتينا موسى الكتاب ) التوراة وثم لترتيب الأخبار ( تماما ) للنعمة ( على الذي أحسن ) بالقيام به ( وتفصيلا ) بيانا ( لكل شيء ) يحتاج إليه في الدين ( وهدى ورحمة لعلهم ) أي بني إسرائيل ( بلقاء ربهم ) بالبعث ( يؤمنون ) 155. ( وهذا ) القرآن ( كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه ) يا أهل مكة بالعمل بما فيه ( واتقوا ) الكفر ( لعلكم ترحمون ) 156. أنزلناه ( أن ) لا ( تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين ) اليهود والنصارى ( من قبلنا وإن ) مخففة واسمها محذوف أي إنا ( كنا عن دراستهم ) قراءتهم ( لغافلين ) لعدم معرفتنا لها إذ ليست بلغتنا 157. ( أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ) لجودة أذهاننا ( فقد جاءكم بينة ) بيان ( من ربكم وهدى ورحمة ) لمن اتبعه ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف ) أعرض ( عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب ) أي أشده ( بما كانوا يصدفون ) 158. ( هل ينظرون ) ما ينتظر المكذبون ( إلا أن تأتيهم ) بالتاء والياء ( الملائكة ) لقبض أرواحهم ( أو يأتي ربك ) أي أمره بمعنى عذابه ( أو يأتي بعض آيات ربك ) أي علاماته الدالة على الساعة ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) وهي طلوع الشمس من مغربها كما في حديث الصحيحين ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) الجملة صفة النفس ( أو ) نفسا لم تكن ( كسبت في إيمانها خيرا ) طاعة أي لا تنفعها توبتها كما في الحديث ( قل انتظروا ) أحد هذه الأشياء ( إنا منتظرون ) ذلك 159. ( إن الذين فرقوا دينهم ) باختلافهم فيه فأخذوا بعضه وتركوا بعضه ( وكانوا شيعا ) فرقا في ذلك ، وفي قراءة { فارقوا } أي تركوا دينهم الذي أمروا به وهم اليهود والنصارى ( لست منهم في شيء ) أي فلا تتعرض لهم ( إنما أمرهم إلى الله ) يتولاه ( ثم ينبئهم ) في الآخرة ( بما كانوا يفعلون ) فيجازيهم به ، وهذا منسوخ بآية السيف 160. ( من جاء بالحسنة ) أي لا إله إلا الله ( فله عشر أمثالها ) أي جزاء عشر حسنات ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها ) أي جزاؤه ( وهم لا يظلمون ) ينقصون من جزائهم شيئا 161. ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ) ويبدل من محله ( ديناً قِيَمَاً ) مستقيماً ( ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) 162. ( قل إن صلاتي ونسكي ) عبادتي من حج وغيره ( ومحياي ) حياتي ( ومماتي ) موتي ( لله رب العالمين ) 163. ( لا شريك له ) في ذلك ( وبذلك ) أي التوحيد ( أمرت وأنا أول المسلمين ) من هذه الأمة 164. ( قل أغير الله أبغي ربا ) إلها أي لا أطلب غيره ( وهو رب ) مالك ( كل شيء ولا تكسب كل نفس ) ذنبا ( إلا عليها ولا تزر ) تحمل نفس ( وازرة ) آثمة ( وزر ) نفس ( أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) 165. ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) جمع خليفة ، أي يخلف بعضكم بعضاً فيها ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) بالمال والجاه وغير ذلك ( ليبلوكم ) ليختبركم ( في ما آتاكم ) أعطاكم ليظهر المطيع منكم والعاصي ( إن ربك سريع العقاب ) لمن عصاه ( وإنه لغفور ) للمؤمنين ( رحيم ) بهم |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 22 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:11 am | |
| 7. سورة الأعراف 1. ( المص ) الله أعلم بمراده بذلك 2. هذا ( كتاب أنزل إليك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( فلا يكن في صدرك حرج ) ضيق ( منه ) أن تبلغه مخافة أن تكذب ( لتنذر ) متعلق بأنزل أي للإنذار ( به وذكرى ) تذكرة ( للمؤمنين ) به 3. قل لهم ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) أي القرآن ( ولا تتبعوا ) تتخذوا ( من دونه ) أي الله أي غيره ( أولياء ) تطيعونهم في معصيته تعالى ( قليلاً ما تذكرون ) بالياء والتاء تتعظون ، وفيه إدغام التاء في الأصل في الذال وفي قراءة بسكونها ، وما زائدة لتأكيد القلة 4. ( وكم ) خبرية مفعول ( من قرية ) أريد أهلها ( أهلكناها ) أردنا إهلاكها ( فجاءها بأسنا ) عذابنا ( بياتاً ) ليلاً ( أو هم قائلون ) نائمون بالظهيرة ، والقيلولة استراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم ، أي مرة جاءها ليلاً ومرة جاءها نهاراً 5. ( فما كان دعواهم ) قولهم ( إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ) 6. ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ) أي الأمم عن إجابتهم الرسل وعملهم فيما بلغهم ( ولنسألن المرسلين ) عن الإبلاغ 7. ( فلنقصن عليهم بعلم ) لنخبرنهم عن علم بما فعلوه ( وما كنا غائبين ) عن إبلاغ الرسل والأمم الخالية فيما عملوا 8. ( والوزنُ ) للأعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكفتان9. ( ومن خفت موازينه ) بالسيئات ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) بتصييرها إلى النار ( بما كانوا بآياتنا يظلمون ) يجحدون 10. ( ولقد مكناكم ) يا بني آدم ( في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش ) بالياء أسبابا تعيشون بها جمع معيشة ( قليلا ما ) لتأكيد القلة ( تشكرون ) على ذلك 11. ( ولقد خلقناكم ) أي أباكم آدم ( ثم صورناكم ) أي صورناه وأنتم في ظهره ( ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) سجودَ تحيةٍ بالانحناء ( فسجدوا إلا إبليس ) أبا الجن كان بين الملائكة ( لم يكن من الساجدين ) 12. ( قال ) تعالى ( ما منعك أ ) ن ( لا ) زائدة ( تسجد إذ ) حين ( أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) 13. ( قال فاهبط منها ) أي من الجنة ، وقيل من السماوات ( فما يكون ) ينبغي ( لك أن تتكبر فيها فاخرج ) منها ( إنك من الصاغرين ) الذليلين 14. ( قال أَنظِرني ) أَخِّرني ( إلى يوم يبعثون ) أي الناس 15. ( قال إنك من المنظرين ) وفي آية أخرى { إلى يوم الوقت المعلوم } أي يوم النفخة الأولى 16. ( قال فبما أغويتني ) أي بإغوائك لي ، والباء للقسم وجوابه ( لأقعدن لهم ) أي لبني آدم ( صراطك المستقيم ) أي على الطريق الموصل إليك 17. ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) أي من كل جهة فأمنعهم عن سلوكه ، قال ابن عباس: ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين رحمة الله تعالى. ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) مؤمنين 18. ( قال اخرج منها مذؤوما ) بالهمزة معيبا أو ممقوتا ( مدحورا ) مبعدا عن الرحمة ( لمن تبعك منهم ) من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو ( لأملأن جهنم منكم أجمعين ) أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه 19. ( و ) قال ( يا آدم اسكن أنت ) تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه ( وزوجك ) حواء بالمد ( الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ) بالأكل منها وهي الحنطة ( فتكونا من الظالمين ) 20. ( فوسوس لهما الشيطان ) إبليس ( ليبدي ) يظهر ( لهما ما ووري ) فوعل من المواراة ( عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ) كراهةَ ( أن تكونا مَلَكَين ) وقرئ بكسر اللام ( أو تكونا من الخالدين ) أي وذلك لازم عن الأكل منها كما في آية أخرى { هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } 21. ( وقاسمهما ) أي أقسم لهما بالله ( إني لكما لمن الناصحين ) في ذلك 22. ( فدلاهما ) حطَّهما عن منزلتهما ( بغرور ) منه ( فلما ذاقا الشجرة ) أي أكلا منها ( بدت لهما سوآتهما ) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه ( وطفقا يخصفان ) أخذا يلزقان ( عليهما من ورق الجنة ) ليستترا به ( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ) بين العداوة ، والاستفهام للتقرير 23. ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) بمعصيتنا ( وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) 24. ( قال اهبطوا ) أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما ( بعضكم ) بعض الذرية ( لبعض عدو ) من ظلم بعضهم بعضا ( ولكم في الأرض مستقر ) أي مكان استقرار ( ومتاع ) تمتع ( إلى حين ) تنقضي فيه آجالكم 25. ( قال فيها ) أي الأرض ( تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ) بالبعث بالبناء للفاعل والمفعول 26. ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا ) أي خلقناه لكم ( يواري ) يستر ( سوآتكم وريشا ) وهو ما يتجمل به من الثياب ( ولباس التقوى ) العمل الصالح والسمت الحسن ، بالنصب عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره جملة ( ذلك خير ، ذلك من آيات الله ) دلائل قدرته ( لعلهم يذكرون ) فيؤمنوا فيه التفات عن الخطاب 27. ( يا بني آدم لا يفتنَنَّكم ) يضلنكم ( الشيطان ) أي لا تتبعوه ( كما أخرج أبويكم ) بفتنته ( من الجنة ينزع ) حال ( عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه ) أي الشيطان ( يراكم هو وقبيله ) جنوده ( من حيث لا ترونهم ) للطافة أجسادهم أو عدم ألوانهم ( إنا جعلنا الشياطين أولياء ) أعوانا وقرناء ( للذين لا يؤمنون ) 28. ( وإذا فعلوا فاحشة ) كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنهوا عنها ( قالوا وجدنا عليها آباءنا ) فاقتدينا بهم ( والله أمرنا بها ) أيضا ( قل ) لهم ( إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) أنه قال ، استفهام إنكار 29. ( قل أمر ربي بالقسط ) بالعدل ( وأقيموا ) معطوف على معنى بالقسط ، أي قال أقسطوا وأقيموا أو قبله فاقبلوا مقدرا ( وجوهكم ) لله ( عند كل مسجد ) أي أخلصوا له سجودكم ( وادعوه ) اعبدوه ( مخلصين له الدين ) من الشرك ( كما بدأكم ) خلقكم ولم تكونوا شيئا ( تعودون ) أي يعيدكم أحياء يوم القيامة 30. ( فريقا ) منكم ( هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ) أي غيره ( ويحسبون أنهم مهتدون ) 31. ( يا بني آدم خذوا زينتكم ) ما يستر عورتكم ( عند كل مسجد ) عند الصلاة والطواف ( وكلوا واشربوا ) ما شئتم ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) 32. ( قل ) إنكارا عليهم ( من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ) من اللباس ( والطيبات ) المستلذات ( من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ) بالاستحقاق وإن شاركهم فيها غيرهم ( خالصة ) خاصة بهم بالرفع والنصب حال ( يوم القيامة كذلك نفصل الآيات ) نبينها مثل ذلك التفصيل ( لقوم يعلمون ) يتدبرون فإنهم المنتفعون بها 33. ( قل إنما حرم ربي الفواحش ) الكبائر كالزنا ( ما ظهر منها وما بطن ) أي جهرها وسرها ( والإثم ) المعصية ( والبغي ) على الناس ( بغير الحق ) وهو الظلم ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به ) بإشراكه ( سلطانا ) حجة ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) من تحريم ما لم يحرم وغيره 34. ( ولكل أمة أجل ) مدة ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ) عنه ( ساعة ولا يستقدمون ) عليه 35. ( يا بني آدم إمَّا ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى ) الشرك ( وأصلح ) عمله ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة 36. ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا ) تكبروا ( عنها ) فلم يؤمنوا بها ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) 37. ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بنسبة الشريك والولد إليه ( أو كذب بآياته ) القرآن ( أولئك ينالهم ) يصيبهم ( نصيبهم ) حظهم ( من الكتاب ) مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرزق والأجل وغير ذلك ( حتى إذا جاءتهم رسلنا ) أي الملائكة ( يتوفونهم قالوا ) لهم تبكيتا ( أين ما كنتم تدعون ) تعبدون ( من دون الله قالوا ضلوا ) غابوا ( عنا ) فلم نرهم ( وشهدوا على أنفسهم ) عند الموت ( أنهم كانوا كافرين ) 38. ( قال ) لهم تعالى يوم القيامة ( ادخلوا في ) جملة ( أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في ) متعلق بادخلوا ( النار كلما دخلت ) النار ( أمة لعنت أختها ) التي قبلها لضلالها بها ( حتى إذا ادَّاركوا ) تلاحقوا ( فيها جميعا قالت أخراهم ) وهم الأتباع ( لأولاهم ) أي لأجلائهم وهم المتبوعون ( ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً ) مضعفاً ( من النار قال ) تعالى ( لكل ) منكم ومنهم ( ضعف ) عذاب مضعف ( ولكن لا يعلمون ) 39. ( وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل ) لأنكم تكفرون بسببنا فنحن وأنتم سواء ، قال تعالى لهم ( فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون ) 40. ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا ) تكبروا ( عنها ) فلم يؤمنوا بها ( لا تفتح لهم أبواب السماء ) إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجِّين بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج ) يدخل ( الجمل في سمّ الخياط ) ثقب الإبرة وهو غير ممكن فكذا دخولهم ( وكذلك ) الجزاء ( نجزي المجرمين ) بالكفر 41. ( لهم من جهنم مهاد ) فراش ( ومن فوقهم غواش ) أغطية من النار جمع غاشية وتنوينه عوض من الياء المحذوفة ( وكذلك نجزي الظالمين ) 42. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) مبتدأ ، وقوله ( لا نكلف نفساً إلا وسعها ) طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره وهو ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 43. ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) حقد كان بينهم في الدنيا ( تجري من تحتهم ) تحت قصورهم ( الأنهار وقالوا ) عند الاستقرار في منازلهم ( الحمد لله الذي هدانا لهذا ) العمل الذي هذا جزاؤه ( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه ( لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن ) مخففة أي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة ( تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) 44. ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار ) تقريرا أو تبكيتا ( أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا ) من الثواب ( حقا فهل وجدتم ما وعد ) كم ( ربكم ) من العذاب ( حقاً ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن ) نادى مناد ( بينهم ) بين الفريقين أسمعهم ( أن لعنة الله على الظالمين ) 45. ( الذين يصدون ) الناس ( عن سبيل الله ) دينه ( ويبغونها ) أي يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجاً ( وهم بالآخرة كافرون ) 46. ( وبينهما ) أي أصحاب الجنة والنار ( حجاب ) حاجز ، قيل هو سور الأعراف ( وعلى الأعراف ) وهو سور الجنة ( رجال ) استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث ( يعرفون كلا ) من أهل الجنة والنار ( بسيماهم ) بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم ) قال تعالى ( لم يدخلوها ) أي أصحاب الأعراف الجنة ( وهم يطمعون ) في دخولها ، قال الحسن لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال : « بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم » 47. ( وإذا صرفت أبصارهم ) أي أصحاب الأعراف ( تلقاء ) جهة ( أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا ) في النار ( مع القوم الظالمين ) 48. ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا ) من أصحاب النار ( يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم ) من النار ( جمعكم ) المال أو كثرتكم ( وما كنتم تستكبرون ) أي واستكباركم عن الإيمان ، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين 49. ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) قد قيل لهم ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) وقرئ { أُدْخِلوا } بالبناء للمفعول و { دخلوا } فجملة النفي حال أي مقولا لهم ذلك 50. ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) من الطعام ( قالوا إن الله حرمهما ) منعهما ( على الكافرين ) 51. ( الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم ) نتركهم في النار ( كما نسوا لقاء يومهم هذا ) بتركهم العمل له ( وما كانوا بآياتنا يجحدون ) أي وكما جحدوا 52. ( ولقد جئناهم ) أي أهل مكة ( بكتاب ) قرآن ( فصلناه ) بيناه بالأخبار والوعد والوعيد ( على علم ) حال أي عالمين بما فصل فيه ( هدى ) حال من الهاء ( ورحمة لقوم يؤمنون ) به 53. ( هل ينظرون ) ما ينتظرون ( إلا تأويله ) عاقبة ما فيه ( يوم يأتي تأويله ) هو يوم القيامة ( يقول الذين نسوه من قبل ) تركوا الإيمان به ( قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو ) هل ( نرد ) إلى الدنيا ( فنعمل غير الذي كنا نعمل ) نوحد الله ونترك الشرك فيقال لهم لا ، قال تعالى ( قد خسروا أنفسهم ) إذ صاروا إلى الهلاك ( وضل ) ذهب ( عنهم ما كانوا يفترون ) من دعوى الشريك 54. ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) من أيام الدنيا أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء خلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك ، استواءً يليق به ( يغشي الليل النهار ) مخففاً ومشدداً أي يغطي كلا منهما بالآخر ( يطلبه ) يطلب كل منهما الآخر طلباً ( حثيثاً ) سريعاً ( والشمس والقمر والنجوم ) بالنصب عطفاً على السماوات والرفع مبتدأ خبره ( مسخرات ) مذللات ( بأمره ) بقدرته ( ألا له الخلق ) جميعا ( والأمر ) كله ( تبارك ) تعاظم ( الله رب ) مالك ( العالمين ) 55. ( ادعوا ربكم تضرعا ) حال تذللا ( وخفية ) سرا ( إنه لا يحب المعتدين ) في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت 56. ( ولا تفسدوا في الأرض ) بالشرك والمعاصي ( بعد إصلاحها ) ببعث الرسل ( وادعوه خوفا ) من عقابه ( وطمعا ) في رحمته ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) المطيعين ، وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله 57. ( وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين يدي رحمته ) أي متفرقة قدام المطر ، وفي قراءة بسكون الشين تخفيفاً وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدراً وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون أي مبشراً ومفرد الأولى نَشُور كرسول والأخيرة بشير ( حتى إذا أقلت ) حملت الرياح ( سحابا ثقالا ) بالمطر ( سقناه ) أي السحاب وفيه التفات عن الغيبة ( لبلد ميت ) لا نبات به أي لإحيائها ( فأنزلنا به ) بالبلد ( الماء فأخرجنا به ) بالماء ( من كل الثمرات كذلك ) الإخراج ( نخرج الموتى ) من قبورهم بالإحياء ( لعلكم تذكرون ) فتؤمنوا 58. ( والبلد الطيب ) العذب التراب ( يخرج نباته ) حسناً ( بإذن ربه ) هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها ( والذي خبث ) ترابه ( لا يخرج ) نباته ( إلا نكداً ) عسراً بمشقةٍ وهذا مثلُ للكافر ( كذلك ) كما بينا ما ذكر ( نصرف ) نبين ( الآيات لقوم يشكرون ) الله فيؤمنون 59. ( لقد ) جواب قسم محذوف ( أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) بالجر صفة لإله ، والرفع بدل من محله ( إني أخاف عليكم ) إن عبدتم غيره ( عذاب يوم عظيم ) هو يوم القيامة 60. ( قال الملأ ) الأشراف ( من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ) بين 61. ( قال يا قوم ليس بي ضلالة ) هي أعم من الضلال فنفيها أبلغ من نفيه ( ولكني رسول من رب العالمين ) 62. ( أبْلِغُكم ) بالتخفيف والتشديد ( رسالات ربي وأنصح ) أريد الخير ( لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون ) 63. ( أ ) كذبتم ( وعجبتم أن جاءكم ذكر ) موعظة ( من ربكم على ) لسان ( رجل منكم لينذركم ) العذاب إن لم تؤمنوا ( ولتتقوا ) الله ( ولعلكم ترحمون ) بها 64. ( فكذبوه فأنجيناه والذين معه ) من الغرق ( في الفلك ) السفينة ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ) بالطوفان ( إنهم كانوا قوما عمين ) عن الحق 65. ( و ) أرسلنا ( إلى عاد ) الأولى ( أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) تخافونه فتؤمنون 66. ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة ) جهالة ( وإنا لنظنك من الكاذبين ) في رسالتك 67. ( قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ) 68. ( أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) مأمون على الرسالة 69. ( أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على ) لسان ( رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء ) في الأرض ( من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطةً ) قوةً وطَولاً وكان طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين ( فاذكروا آلاء الله ) نعمه ( لعلكم تفلحون ) تفوزون 70. ( قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ) نترك ( ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا ) به من العذاب ( إن كنت من الصادقين ) في قولك 71. ( قال قد وقع ) وجب ( عليكم من ربكم رجس ) عذاب ( وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها ) أي سميتم بها ( أنتم وآباؤكم ) أصناما تعبدونها ( ما نزل الله بها ) أي بعبادتها ( من سلطان ) حجة وبرهان ( فانتظروا ) العذاب ( إني معكم من المنتظرين ) ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم 72. ( فأنجيناه ) أي هوداً ( والذين معه ) من المؤمنين ( برحمة منا وقطعنا دابر ) القوم ( الذين كذبوا بآياتنا ) أي استأصلناهم ( وما كانوا مؤمنين ) عطف على كذبوا 73. ( و ) أرسلنا ( إلى ثمودَ ) بترك الصرف ، مراداً به القبيلة ( أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة ) معجزة ( من ربكم ) على صدقي ( هذه ناقة الله لكم آية ) حال عاملها معنى الإشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم من صخرة عينوها ( فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ) بعقر أو ضرب ( فيأخذكم عذاب أليم ) 74. ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء ) في الأرض ( من بعد عاد وبوأكم ) أسكنكم ( في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً ) تسكنونها في الصيف ( وتنحتون الجبال بيوتاً ) تسكنونها في الشتاء ، ونصبه على الحال المقدرة ( فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) 75. ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه ) تكبروا عن الإيمان به ( للذين استضعفوا لمن آمن منهم ) أي من قومه بدل مما قبله بإعادة الجار ( أتعلمون أن صالحاً مرسلٌ من ربه ) إليكم ( قالوا ) نعم ( إنا بما أرسل به مؤمنون ) 76. ( قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون ) 77. وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملُّوا ذلك ( فعقروا الناقة ) عقرها قُدار [ بن سالف ] بأمرهم بأن قتلها بالسيف ( وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ) به من العذاب على قتلها ( إن كنت من المرسلين ) 78. ( فأخذتهم الرجفة ) الزلزلة الشديدة من الأرض والصيحة من السماء ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين 79. ( فتولى ) أعرض صالح ( عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ) 80. ( و ) اذكر ( لوطاً ) ويبدل منه ( إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ) أي أدبار الرجال ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) الإنس والجن 81. ( إنكم ) وفي قراءة { أئنكم } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الألف بينهما على الوجهين ( لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) متجاوزون الحلال إلى الحرام 82. ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم ) أي لوطاً وأتباعه ( من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) من أدبار الرجال 83. ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب 84. ( وأمطرنا عليهم مطراً ) هو حجارة السجيل فأهلكتهم ( فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) 85. ( و ) أرسلنا ( إلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة ) معجزة ( من ربكم ) على صدقي ( فأوفوا ) أتموا ( الكيل والميزان ولا تبخسوا ) تنقصوا ( الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض ) بالكفر والمعاصي ( بعد إصلاحها ) ببعث الرسل ( ذلكم ) المذكور ( خير لكم إن كنتم مؤمنين ) مريدي الإيمان فبادروا إليه 86. ( ولا تقعدوا بكل صراط ) طريق ( توعدون ) تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم ( وتصدون ) تصرفون ( عن سبيل الله ) دينه ( من آمن به ) بتوعدكم إياه بالقتل ( وتبغونها ) تطلبون الطريق ( عوجاً ) معوجة ( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ) قبلكم بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهلاك 87. ( وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا ) به ( فاصبروا حتى يحكم الله بيننا ) وبينكم بإنجاء المحق وإهلاك المبطل ( وهو خير الحاكمين ) أعدلهم 88. ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه ) عن الإيمان ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن ) ترجعن ( في ملتنا ) ديننا ، وغلَّبوا في الخطاب الجمع على الواحد لأن شعيباً لم يكن في ملتهم قط وعلى نحوه أجاب ( قال أ ) نعود فيها ( ولو كنا كارهين ) لها استفهام إنكار 89. ( قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون ) ينبغي ( لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ) ذلك فيخذلنا ( وسع ربنا كل شيء علما ) أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم ( على الله توكلنا ربنا افتح ) احكم ( بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) الحاكمين 90. ( وقال الملأ الذين كفروا من قومه ) أي قال بعضهم لبعض ( لئن ) لام قسم ( اتبعتم شعيباً إنكم إذا لخاسرون ) 91. ( فأخذتهم الرجفة ) الزلزلة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين 92. ( الذين كذبوا شعيبا ) مبتدأ خبره ( كأن ) مخففة واسمها محذوف أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ) في ديارهم ( الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ) التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق 93. ( فتولى ) أعرض ( عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ) فلم تؤمنوا ( فكيف آسى ) أحزن ( على قوم كافرين ) استفهام بمعنى النفي 94. ( وما أرسلنا في قرية من نبي ) فكذبوه ( إلا أخذنا ) عاقبنا ( أهلها بالبأساء ) شدة الفقر ( والضراء ) المرض ( لعلهم يضَّرَّعون ) يتذللون فيؤمنوا 95. ( ثم بدلنا ) أعطيناهم ( مكان السيئة ) العذاب ( الحسنة ) الغنى والصحة ( حتى عفوا ) كثروا ( وقالوا ) كفراً للنعمة ( قد مس آباءنا الضراء والسراء ) كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى ( فأخذناهم ) بالعذاب ( بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت مجيئه قبله 88. ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه ) عن الإيمان ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن ) ترجعن ( في ملتنا ) ديننا ، وغلَّبوا في الخطاب الجمع على الواحد لأن شعيباً لم يكن في ملتهم قط وعلى نحوه أجاب ( قال أ ) نعود فيها ( ولو كنا كارهين ) لها استفهام إنكار 89. ( قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون ) ينبغي ( لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ) ذلك فيخذلنا ( وسع ربنا كل شيء علما ) أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم ( على الله توكلنا ربنا افتح ) احكم ( بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) الحاكمين 90. ( وقال الملأ الذين كفروا من قومه ) أي قال بعضهم لبعض ( لئن ) لام قسم ( اتبعتم شعيباً إنكم إذا لخاسرون ) 91. ( فأخذتهم الرجفة ) الزلزلة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين 92. ( الذين كذبوا شعيبا ) مبتدأ خبره ( كأن ) مخففة واسمها محذوف أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ) في ديارهم ( الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ) التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق 93. ( فتولى ) أعرض ( عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ) فلم تؤمنوا ( فكيف آسى ) أحزن ( على قوم كافرين ) استفهام بمعنى النفي |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 23 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:11 am | |
| 94. ( وما أرسلنا في قرية من نبي ) فكذبوه ( إلا أخذنا ) عاقبنا ( أهلها بالبأساء ) شدة الفقر ( والضراء ) المرض ( لعلهم يضَّرَّعون ) يتذللون فيؤمنوا 95. ( ثم بدلنا ) أعطيناهم ( مكان السيئة ) العذاب ( الحسنة ) الغنى والصحة ( حتى عفوا ) كثروا ( وقالوا ) كفراً للنعمة ( قد مس آباءنا الضراء والسراء ) كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى ( فأخذناهم ) بالعذاب ( بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت مجيئه قبله 105. ( حقيق ) جدير ( على أن ) أي بأن ( لا أقول على الله إلا الحق ) وفي قراءة بتشديد الياء فحقيق مبتدأ خبره أن وما بعدها ( قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي ) إلى الشام ( بني إسرائيل ) وكان استعبدهم 106. ( قال ) فرعون له ( إن كنت جئت بآية ) على دعواك ( فأت بها إن كنت من الصادقين ) فيها 107. ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) حية عظيمة 108. ( ونزع يده ) أخرجها من جيبه ( فإذا هي بيضاء ) ذات شعاع ( للناظرين ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة 109. ( قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم ) فائق في علم السحر وفي الشعراء أنه من قول فرعون نفسه فكأنهم قالوه معه على سبيل التشاور 110. ( يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون ) 111. ( قالوا أرجه وأخاه ) أخِّر أمرهما ( وأرسل في المدائن حاشرين ) جامعين 112. ( يأتوك بكل ساحر ) وفي قراءة { سحار } ( عليم ) يفضل موسى في علم السحر فجمعوا 113. ( وجاء السحرة فرعون قالوا أئنَّ ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين ) 114. ( قال نعم وإنكم لمن المقربين ) 115. ( قالوا يا موسى إما أن تلقي ) عصاك ( وإما أن نكون نحن الملقين ) ما معنا 116. ( قال ألقوا ) أمر للإذن بتقديم إلقائهم توصلاً به إلى إظهار الحق ( فلما ألقوا ) حبالهم وعصيهم ( سحروا أعين الناس ) صرفوها عن حقيقة إدراكها ( واسترهبوهم ) خوفوهم حيث خيلوها حيات تسعى ( وجاؤوا بسحر عظيم ) 117. ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ) بحذف إحدى التاءين في الأصل تبتلع ( ما يأفكون ) يقلبون بتمويههم 118. ( فوقع الحق ) ثبت وظهر ( وبطل ما كانوا يعملون ) من السحر 119. ( فغلبوا ) أي فرعون وقومه ( هنالك وانقلبوا صاغرين ) صاروا ذليلين 120. ( وألقي السحرة ساجدين ) 121. ( قالوا آمنا برب العالمين ) 122. ( رب موسى وهارون ) لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر 123. ( قال فرعون أآمنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ( به ) بموسى ( قبل أن آذن ) أنا ( لكم إن هذا ) الذي صنعتموه ( لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ) ما ينالكم مني 124. ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ) أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى ( ثم لأصلبنكم أجمعين ) 125. ( قالوا إنا إلى ربنا ) بعد موتنا بأي وجه كان ( منقلبون ) راجعون في الآخرة 126. ( وما تنقم ) تنكر ( منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً ) عند فعل ما توعدنا به لئلا نرجع كفاراً ( وتوفنا مسلمين ) 127. ( وقال الملأ من قوم فرعون ) له ( أتذر ) تترك ( موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ) بالدعاء إلى مخالفتك ( ويذرك وآلهتك ) وكان صنع لهم أصناماً صغاراً يعبدونها وقال أنا ربكم وربها ولذا قال أنا ربكم الأعلى ( قال سنقتِّل ) بالتشديد ( أبناءهم ) المولودين ( ونستحيي ) نستبقي ( نساءهم ) كفعلنا بهم من قبل ( وإنا فوقهم قاهرون ) قادرون ، ففعلوا بهم ذلك فشكا بنو إسرائيل 128. ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ) على أذاهم ( إن الأرض لله يورثها ) يعطيها ( من يشاء من عباده والعاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) الله 129. ( قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) فيها 130. ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) بالقحط ( ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) يتعظون فيؤمنون 131. ( فإذا جاءتهم الحسنة ) الخصب والغنى ( قالوا لنا هذه ) أي نستحقها ولم يشكروا عليها ( وإن تصبهم سيئة ) جدب وبلاء ( يطيروا ) يتشاءموا ( بموسى ومن معه ) من المؤمنين ( ألا إنما طائرهم ) شؤمهم ( عند الله ) يأتيهم به ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن ما يصيبهم من عنده 132. ( وقالوا ) لموسى ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) فدعا عليهم 133. ( فأرسلنا عليهم الطوفان ) وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام ( والجراد ) فأكل زرعهم وثمارهم كذلك ( والقمل ) السوس أو نوع من القراد ، فتتبع ما تركه الجراد ( والضفادع ) فملأت بيوتهم وطعامهم ( والدم ) في مياههم ( آيات مفصلات ) مبينات ( فاستكبروا ) عن الإيمان بها ( وكانوا قوماً مجرمين ) 134. ( ولما وقع عليهم الرجز ) العذاب ( قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك ) من كشف العذاب عنا إن آمنا ( لئن ) لام قسم ( كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ) 135. ( فلما كشفنا ) بدعاء موسى ( عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم 136. ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم ) البحر المالح ( بأنهم ) بسبب أنهم ( كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) لا يتدبرونها 137. ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ) بالاستعباد وهم بنو إسرائيل ( مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ) بالماء والشجر صفة للأرض وهي الشام ( وتمت كلمة ربك الحسنى ) وهي قوله { ويريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } ( على بني إسرائيل بما صبروا ) على أذى عدوهم ( ودمرنا ) أهلكنا ( ما كان يصنع فرعون وقومه ) من العمارة ( وما كانوا يعرِشون ) بكسر الراء وضمها يرفعون من البنيان 138. ( وجاوزنا ) عبرنا ( ببني إسرائيل البحر فأتوا ) فمروا ( على قوم يعكفون ) بضم الكاف وكسرها ( على أصنام لهم ) يقيمون على عبادتها ( قالوا يا موسى اجعل لنا إلها ) صنما نعبده ( كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) حيث قابلتم نعمة الله عليكم بما قلتموه 139. ( إن هؤلاء متبر ) هالك ( ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ) 140. ( قال أغير الله أبغيكم إلها ) معبوداً وأصله أبغي لكم ( وهو فضلكم على العالمين ) في زمانكم بما ذكره في قوله 141. ( و ) اذكروا ( إذ أنجيناكم ) وفي قراءة { أنجاكم } ( من آل فرعون يسومونكم ) يكلفونكم ويذيقونكم ( سوء العذاب ) أشده وهو ( يقتلون أبناءكم ويستحيون ) يستبقون ( نساءكم وفي ذلكم ) الإنجاء والعذاب ( بلاء ) إنعام أو ابتلاء ( من ربكم عظيم ) أفلا تتعظون فتنتهوا عما قلتم 142. ( وواعدنا ) بألف ودونها ( موسى ثلاثين ليلةً ) نكلمه عند انتهائها بأن يصومها وهي ذو القعدة فصامها فلما تمت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره الله بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه كما قال تعالى ( وأتممناها بعشر ) من ذي الحجة ( فتم ميقات ربه ) وقت وعده بكلامه إياه ( أربعين ) حال ( ليلة ) تمييز ( وقال موسى لأخيه هارون ) عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة ( اخلفني ) كن خليفتي ( في قومي وأصلح ) أمرهم ( ولا تتبع سبيل المفسدين ) بموافقتهم على المعاصي 143. ( ولما جاء موسى لميقاتنا ) أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه ( وكلمه ربه ) بلا واسطة كلاماً سمعه من كل جهة ( قال رب أرني ) نفسك ( أنظر إليك قال لن تراني ) أي لا تقدر على رؤيتي ، والتعبير به دون لن أُرى يفيد إمكان رؤيته تعالى ( ولكن انظر إلى الجبل ) الذي هو أقوى منك ( فإن استقر ) ثبت ( مكانه فسوف تراني ) أي تثبت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك ( فلما تجلى ربه ) أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم ( للجبل جعله دكا ) بالقصر والمد أي مدكوكاً مستوياً بالأرض ( وخر موسى صعقاً ) مغشياً عليه لهول ما رأى ( فلما أفاق قال سبحانك ) تنزيهاً لك ( تبت إليك ) من سؤال ما لم أؤمر به ( وأنا أول المؤمنين ) في زماني 144. ( قال ) تعالى له ( يا موسى إني اصطفيتك ) اخترتك ( على الناس ) أهل زمانك ( برسالاتي ) بالجمع والإفراد ( وبكلامي ) أي تكليمي إياك ( فخذ ما آتيتك ) من الفضل ( وكن من الشاكرين ) لأنعمي 145. ( وكتبنا له في الألواح ) أي ألواح التوراة وكانت من سدر الجنة أو زبرجد أو زمرد سبعة أو عشرة ( من كل شيء ) يحتاج إليه في الدين ( موعظة وتفصيلاً ) تبييناً ( لكل شيء ) بدل من الجار والمجرور قبله ( فخذها ) قبله قلنا مقدراً ( بقوة ) بجد واجتهاد ( وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ) فرعون وأتباعه وهي مصر لتعتبروا بهم 146. ( سأصرف عن آياتي ) دلائل قدرتي من المصنوعات وغيرها ( الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) بأن أخذلهم فلا يتكبرون فيها ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل ) طريق ( الرشد ) الهدى الذي جاء من عند الله ( لا يتخذوه سبيلا ) يسلكوه ( وإن يروا سبيل الغي ) الضلال ( يتخذوه سبيلا ذلك ) الصرف ( بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) تقدم مثله 147. ( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة ) البعث وغيره ( حبطت ) بطلت ( أعمالهم ) ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فلا ثواب لهم لعدم شرطه ( هل ) ما ( يجزون إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) من التكذيب والمعاصي 148. ( واتخذ قوم موسى من بعده ) أي بعد ذهابه إلى المناجاة ( من حُلِيِّهم ) الذي استعاروه من قوم فرعون بعلَّة عرس فبقي عندهم ( عجلاً ) صاغه لهم منه السامري ( جسداً ) بدل من لحما ودما ( له خوار ) أي صوت يسمع انقلب كذلك بوضع التراب الذي أخذه من حافر جبريل في فمه فإن أثره الحياة فيما يوضع فيه ، ومفعول اتخذ الثاني محذوف أي إلها ( ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ) فكيف يتخذ إلها ( اتخذوه ) إلها ( وكانوا ظالمين ) باتخاذه 149. ( ولما سقط في أيديهم ) أي ندموا على عبادته ( ورأوا ) علموا ( أنهم قد ضلوا ) بها وذلك بعد رجوع موسى ( قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا ) بالياء والتاء فيهما ( لنكونن من الخاسرين ) 150. ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان ) من جهتهم ( أسفاً ) شديد الحزن ( قال ) لهم ( بئسما ) أي بئس خلافة ( خلفتمونيـ ) ـها ( من بعدي ) خلافتكم هذه حيث أشركتم ( أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح ) ألواح التوراة غضباً لربه فتكسرت ( وأخذ برأس أخيه ) أي بشعره بيمنيه ولحيته بشماله ( يجره إليه ) غضباً ( قال ) يا ( ابن أمِّ ) بكسر الميم وفتحها ، أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه ( إن القوم استضعفوني وكادوا ) قاربوا ( يقتلونني فلا تشمت ) تفرح ( بي الأعداء ) بإهانتك إياي ( ولا تجعلني مع القوم الظالمين ) بعبادة العجل في المؤاخذة 151. ( قال رب اغفر لي ) ما صنعت بأخي ( ولأخي ) أشركه الدعاء إرضاء له ودفعا للشماتة به ( وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ) 152. قال تعالى ( إن الذين اتخذوا العجل ) إلها ( سينالهم غضب ) عذاب ( من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ) فعذبوا بالأمر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة ( وكذلك ) كما جزيناهم ( نجزي المفترين ) على الله بالإشراك وغيره 153. ( والذين عملوا السيئات ثم تابوا ) رجعوا عنها ( من بعدها وآمنوا ) بالله ( إن ربك من بعدها ) أي التوبة ( لغفور ) لهم ( رحيم ) بهم 154. ( ولما سكت ) سكن ( عن موسى الغضب أخذ الألواح ) التي ألقاها ( وفي نسختها ) أي ما نسخ فيها أي كتب ( هدى ) من الضلالة ( ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) يخافون وأدخل اللام على المفعول لتقدمه 155. ( واختار موسى قومه سبعين ) أي من قومه ( رجلاً لميقاتنا ) ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى ( فلما ) أي للوقت الذي وعدناه يإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة العجل فخرج بهم ( أخذتهم الرجفة قال ) الزلزلة الشديدة ، قال ابن عباس : لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل ، قال : وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة ( رب ) موسى ( لو شئت أهلكتهم من قبل ) أي قبل خروجي بهم ليعلن بنو إسرائيل ذلك ولا يتهموني ( وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) استفهام استعطاف أي لا تعذبنا بذنب غيرنا ( إن ) ما ( هي ) أي الفتنة التي وقع فيها السفهاء ( إلا فتنتك ) ابتلاؤك ( تضل بها من تشاء ) إضلاله ( وتهدي من تشاء ) هدايته ( أنت ولينا ) متولي أمورنا ( فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ) 156. ( واكتب ) أوجب ( لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) حسنة ( إنا هدنا ) تبنا ( إليك قال ) تعالى ( عذابي أصيب به من أشاء ) تعذيبه ( ورحمتي وسعت ) عمَّت ( كل شيء ) في الدنيا ( فسأكتبها ) في الآخرة ( للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) 157. ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) محمد صلى الله عليه وسلم ( الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ) باسمه وصفته ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ) مما حرم في شرعهم ( ويحرم عليهم الخبائث ) الميتة ونحوها ( ويضع عنهم إصرهم ) ثقلهم ( والأغلال ) الشدائد ( التي كانت عليهم ) كقتل النفس في التوبة وقطع أثر النجاسة ( فالذين آمنوا به ) منهم ( وعزَّروه ) ووقروه ( ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ) أي القرآن ( أولئك هم المفلحون ) 158. ( قل ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ) القرآن ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) ترشدون 159. ( ومن قوم موسى أمة ) جماعة ( يهدون ) الناس ( بالحق وبه يعدِلون ) في الحكم 160. ( وقطَّعناهم ) فرقنا بني إسرائيل ( اثنتي عشرة ) حال ( أسباطا ) بدل منه ، أي قبائل ( أمما ) بدل من قبله ( وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه ) في التيه ( أن اضرب بعصاك الحجر ) فضربه ( فانبجست ) انفجرت ( منه اثنتا عشرة عيناً ) بعدد الأسباط ( قد علم كل أناس ) سبط منهم ( مشربهم وظللنا عليهم الغمام ) في التيه من حر الشمس ( وأنزلنا عليهم المن والسلوى ) هما الترنجبين والطير السُّماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا لهم ( كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) 161. ( و ) اذكر ( إذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية ) بيت المقدس ( وكلوا منها حيث شئتم وقولوا ) أمرنا ( حطة وادخلوا الباب ) أي باب القرية ( سجداً ) سجود انحناء ( نغفر ) بالنون والتاء مبنيا للمفعول ( لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين ) بالطاعة ثواباً 162. ( فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم ) فقالوا حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم ( فأرسلنا عليهم رجزاً ) عذاباً ( من السماء بما كانوا يظلمون ) 163. ( واسألهم ) يا محمد توبيخاً ( عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) مجاورة بحر القلزم وهي أيلة ما وقع بأهلها ( إذ يعدون ) يعتدون ( في السبت ) بصيد السمك المأمورين بتركه فيه ( إذ ) ظرف ليعدوه ( تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ) ظاهرة على الماء ( ويوم لا يسبتون ) لا يعظمون السبت أي سائر الأيام ( لا تأتيهم ) ابتلاء من الله ( كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) ولما صادوا السمك افترقت القرية أثلاثاً ثلثٌ صادوا معهم وثلثٌ نهوهم وثلثٌ أمسكوا عن الصيد والنهي 164. ( وإذ ) عطف على إذ قبله ( قالت أمة منهم ) لم تصد ولم تنه لمن نهى ( لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا ) موعظتنا ( معذرةً ) نعتذر بها ( إلى ربكم ) لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي ( ولعلهم يتقون ) الصيد 165. ( فلما نسوا ) تركوا ( ما ذكروا ) وعظوا ( به ) فلم يرجعوا ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا ) بالاعتداء ( بعذاب بئيس ) شديد ( بما كانوا يفسقون ) 166. ( فلما عتوا ) تكبروا ( عن ) ترك ( ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة ) صاغرين فكانوها ، وهذا تفصيل لما قبله ، قال ابن عباس : ما أدري ما فعل بالفرقة الساكتة ، وقال عكرمة : لم تهلك لأنها كرهت ما فعلوه وقالت لم تعظون الخ ، وروى الحاكم عن ابن عباس : أنه رجع إليه وأعجبه 167. ( وإذ تأذن ) أعلم ( ربك ليبعثن عليهم ) أي اليهود ( إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) بالذل وأخذ الجزية فبعث عليها سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدونها إلى المجوس إلى بعث نبينا صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم ( إن ربك لسريع العقاب ) لمن عصاه ( وإنه لغفور ) لأهل طاعته ( رحيم ) بهم 168. ( وقطعناهم ) فرقناهم ( في الأرض أمما ) فرقا ( منهم الصالحون ومنهم ) ناس ( دون ذلك ) الكفار والفاسقون ( وبلوناهم بالحسنات ) بالنعم ( والسيئات ) النقم ( لعلهم يرجعون ) عن فسقهم 169. ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ) التوراة عن آبائهم ( يأخذون عرض هذا الأدنى ) أي حطام هذا الشيء الدنيء من حلال وحرام ( ويقولون سيغفر لنا ) ما فعلناه ( وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ) الجملة حال أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى مافعلوه مصرون عليه وليس في التوراة وعد المغفرة مع الإصرار ( ألم يؤخذ ) استفهام تقرير ( عليهم ميثاق الكتاب ) الإضافة بمعنى في ( أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ) عطف على يؤخذ ، قرؤوا ( ما فيه ) فلم كذبوا عليه ينسبة المغفرة إليه مع الإصرار ( والدار الآخرة خير للذين يتقون ) الحرام ( أفلا يعقلون ) بالياء والتاء ، أنها خير فيؤثرونها على الدنيا 170. ( والذين يمسِّكون ) بالتشديد والتخفيف ( بالكتاب ) منهم ( وأقاموا الصلاة ) كعبد الله بن سلام وأصحابه ( إنا لا نضيع أجر المصلحين ) الجملة خبر الذين ، وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي أجرهم 171. ( و ) اذكر ( إذ نتقنا الجبل ) رفعناه من أصله ( فوقهم كأنه ظلة وظنوا ) أيقنوا ( أنه واقع بهم ) ساقط عليهم بوعد الله إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة وكانوا أبوها لثقلها فقبلوا وقلنا لهم ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) بجد واجتهاد ( واذكروا ما فيه ) بالعمل به ( لعلكم تتقون ) 172. ( و ) اذكر ( إذ ) حين ( أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ) بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار ( ذريتهم ) بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسلاً بعد نسلٍ كنحو ما يتوالدون كالذرِّ بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلا ( وأشهدهم على أنفسهم ) قال ( ألست بربكم قالوا بلى ) أنت ربنا ( شهدنا ) بذلك والإشهاد لـ ( أن ) لا ( يقولوا ) بالياء والتاء في الموضعين ، أي الكفار ( يوم القيامة إنا كنا عن هذا ) التوحيد ( غافلين ) لا نعرفه 173. ( أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ) أي قبلنا ( وكنا ذرية من بعدهم ) فاقتدينا بهم ( أفتهلكنا ) تعذبنا ( بما فعل المبطلون ) من آبائنا بتأسيس الشرك ، المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس 174. ( وكذلك نفصل الآيات ) نبينها مثل ما بينا الميثاق ليتدبروها ( ولعلهم يرجعون ) عن كفرهم 175. ( واتل ) يا محمد ( عليهم ) أي اليهود ( نبأ ) خبر ( الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ) خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل ، سئل أن يدعو على موسى وأهدي إليه شيء فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره ( فأتبعه الشيطان ) فأدركه فصار قرينه ( فكان من الغاوين ) 176. ( ولو شئنا لرفعناه ) إلى منازل العلماء ( بها ) بأن نوفقه للعمل ( ولكنه أخلد ) سكن ( إلى الأرض ) أي الدنيا ومال إليها ( واتبع هواه ) في دعائه إليها فوضعناه ( فمثله ) صفته ( كمثل الكلب إن تحمل عليه ) بالطرد والزجر ( يلهث ) يدلع لسانه ( أو ) إن ( تتركه يلهث ) وليس غيره من الحيوان كذلك ، وجملتا الشرط حال ، أي لاهثاً ذليلاً بكل حال ، والقصد التشبيه في الوضع والخسة بقرينة الفاء المشعرة بترتيب ما بعدها على ما قبلها من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى وبقرينة قوله ( ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص ) على اليهود ( لعلهم يتفكرون ) يتدبرون فيها فيؤمنون 177. ( ساء ) بئس ( مثلاً القوم ) أي مثل القوم ( الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ) بالتكذيب 178. ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) 179. ( ولقد ذرأنا ) خلقنا ( لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ) الحق ( ولهم أعين لا يبصرون بها ) دلائل قدرة الله بصر اعتبار ( ولهم آذان لا يسمعون بها ) الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ ( أولئك كالأنعام ) في عدم الفقه والبصر والاستماع ( بل هم أضل ) من الأنعام لأنها تطلب منافعها وتهرب من مضارها وهؤلاء يقدمون على النار معاندة ( أولئك هم الغافلون ) 180. ( ولله الأسماء الحسنى ) التسعة والتسعون الوارد بها الحديث ، والحسنى مؤنث الأحسن ( فادعوه ) سموه ( بها وذروا ) اتركوا ( الذين يلحدون ) من ألحد ولحد ، يميلون عن الحق ( في أسمائه ) حيث اشتقوا منها أسماء لآلهتهم كاللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان ( سيجزون ) من الآخرة جزاء ( ما كانوا يعملون ) وهذا قبل الأمر بالقتال 181. ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث 182. ( والذين كذبوا بآياتنا ) القرآن من أهل مكة ( سنستدرجهم ) نأخذهم قليلاً قليلاً ( من حيث لا يعلمون ) 183. ( وأملي لهم ) أمهلهم ( إن كيدي متين ) شديد لا يطاق 184. ( أولم يتفكروا ) فيعلموا ( ما بصاحبهم ) محمد صلى الله عليه وسلم ( من جنة ) جنون ( إن ) ما ( هو إلا نذير مبين ) بيِّن الإنذار 185. ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات ) ملك ( والأرض و ) في ( ما خلق الله من شيء ) بيان لما ، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته ( و ) في ( أن ) أي أنه ( عسى أن يكون قد اقترب ) قرب ( أجلهم ) فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الإيمان ( فبأي حديث بعده ) أي القرآن ( يؤمنون ) 186. ( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم ) بالياء والنون مع الرفع استئنافا والجزم عطفا على محل بعد الفاء ( في طغيانهم يعمهون ) يترددون تحيراً 187. ( يسألونك ) أي أهل مكة ( عن الساعة ) القيامة ( أيان ) متى ( مرساها قل ) لهم ( إنما علمها ) متى تكون ( عند ربي لا يجليها ) يظهرها ( لوقتها ) اللام بمعنى في ( إلا هو ثقلت ) عظمت ( في السماوات والأرض ) على أهلها لهولها ( لا تأتيكم إلا بغتة ) فجأة ( يسألونك كأنك حفي ) مبالغ في السؤال ( عنها ) حتى علمتها ( قل إنما علمها عند الله ) تأكيد ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) أن علمها عنده تعالى 188. ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ) أجلبه ( ولا ضراً ) أدفعه ( إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب ) ما غاب عني ( لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار ( إن ) ما ( أنا إلا نذير ) بالنار للكافرين ( وبشير ) بالجنة ( لقوم يؤمنون ) 189. ( هو ) أي الله ( الذي خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( وجعل ) خلق ( منها زوجها ) حواء ( ليسكن إليها ) ويألفها ( فلما تغشاها ) جامعها ( حملت حملاً خفيفاً ) هو النطفة ( فمرت به ) ذهبت وجاءت لخفته ( فلما أثقلت ) بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة ( دعوا الله ربهما لئن آتيتنا ) ولداً ( صالحاً ) سوياً ( لنكونن من الشاكرين ) لك عليه 190. ( فلما آتاهما ) ولداً ( صالحاً جعلا له شركاء ) وفي قراءة بكسر الشين والتنوين أي شريكا ( فيما آتاهما ) بتسميته عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبداً إلا لله ، وليس بإشراك في العبودية لعصمة آدم وروى سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره » رواه الحاكم وقال صحيح والترمذي وقال حسن غريب ( فتعالى الله عما يشركون ) أي أهل مكة به من الأصنام والجملة مسببة عطف على خلقكم وما بينهما اعتراض 191. ( أيشركون ) به في العبادة ( ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) 192. ( ولا يستطيعون لهم ) أي لعابديهم ( نصراً ولا أنفسهم ينصرون ) بمنعها ممن أراد بهم سوءاً من كسر أو غيره والاستفهام للتوبيخ 193. ( وإن تدعوهم ) أي الأصنام ( إلى الهدى لا يتبعوكم ) بالتخفيف والتشديد ( سواء عليكم أدعوتموهم ) إليه ( أم أنتم صامتون ) عن دعائهم لا يتبعوه لعدم سماعهم 194. ( إن الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله عباد ) مملوكة ( أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ) دعاءكم ( إن كنتم صادقين ) في أنها آلهة 195. ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال ( ألهم أرجل يمشون بها أم ) بل أ ( لهم أيد ) جمع يد ( يبطشون بها أم ) بل أ ( لهم أعين يبصرون بها أم ) بل أ ( لهم آذان يسمعون بها ) استفهام إنكاري ، أي ليس لهم شيء من ذلك مما هو لكم فكيف تعبدونهم وأنتم أتم حالاً منهم ( قل ) لهم يا محمد ( ادعوا شركاءكم ) إلى هلاكي ( ثم كيدون فلا تنظرون ) تمهلون فإني لا أبالي بكم 196. ( إن وليي الله ) متولي أموري ( الذي نزل الكتاب ) القرآن ( وهو يتولى الصالحين ) بحفظه 197. ( والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ) فكيف أبالي بهم 198. ( وإن تدعوهم ) أي الأصنام ( إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ) أي الأصنام يا محمد ( ينظرون إليك ) أي يقابلونك كالناظر ( وهم لا يبصرون ) 199. ( خذ العفو ) اليسر من أخلاق الناس ولا تبحث عنها ( وأمر بالعرف ) بالمعروف ( وأعرض عن الجاهلين ) فلا تقابلهم بسفههم 200. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( ينزغنك من الشيطان نزغ ) أي إن يصرفك عما أمرت به صارف ( فاستعذ بالله ) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف أي يدفعه عنك ( إنه سميع ) للقول ( عليم ) بالفعل 201. ( إن الذين اتقوا إذا مسهم ) أصابهم ( طيف ) وفي قراءة { طائف } أي شيء ألم بهم ( من الشيطان تذكروا ) عقاب الله وثوابه ( فإذا هم مبصرون ) الحق من غيره فيرجعون 202. ( وإخوانهم ) أي أخوان الشياطين من الكفار ( يمدونهم ) أي الشياطين ( في الغي ثم ) هم ( لا يقصرون ) يكفون عنه بالتبصر كما تبصر المتقون 203. ( وإذا لم تأتهم ) أي أهل مكة ( بآية ) مما اقترحوا ( قالوا لولا ) هلا ( اجتبيتها ) أنشأتها من قبل نفسك ( قل ) لهم ( إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ) وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء ( هذا ) القرآن ( بصائر ) حجج ( من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) 204. ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) عن الكلام ( لعلكم ترحمون ) نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه وقيل في قراءة القرآن مطلقاً 205. ( واذكر ربك في نفسك ) أي سراً ( تضرعاً ) تذللاً ( وخيفةً ) خوفاً منه ( و ) فوق السر ( دون الجهر من القول ) أي قصداً بينهما ( بالغدو والآصال ) أوائل النهار وأواخره ( ولا تكن من الغافلين ) عن ذكر الله 206. ( إن الذين عند ربك ) أي الملائكة ( لا يستكبرون ) يتكبرون ( عن عبادته ويسبحونه ) ينزهونه عما لا يليق به ( وله يسجدون ) أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 24 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:12 am | |
| 8. سورة الأنفال 1. ( يسألونك ) يا محمد ( عن الأنفال ) الغنائم لمن هي ( قل ) لهم ( الأنفال لله ) يجعلها حيث شاء ( والرسول ) يقسمها بأمر الله فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء ، رواه الحاكم في المستدرك ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع ( وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) حقاً 2. ( إنما المؤمنون ) الكاملو الإيمان ( الذين إذا ذكر الله ) أي وعيده ( وجلت ) خافت ( قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) تصديقاً ( وعلى ربهم يتوكلون ) به يثقون لا بغيره 3. ( الذين يقيمون الصلاة ) يأتون بها بحقوقها ( ومما رزقناهم ) أعطيناهم ( ينفقون ) في طاعة الله 4. ( أولئك ) الموصوفون بما ذكر ( هم المؤمنون حقاً ) صدقاً بلا شك ( لهم درجات ) منازل في الجنة ( عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) في الجنة 5. ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ) متعلقٌ بأخرج ( وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ) الخروج والجملة حالٌ من كافِ أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في حال كراهتهم وقد كان خيراً لهم فكذلك أيضاً وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلو مكة ليذبوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لأبي جهل ارجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال إن الله وعدني إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى 6. ( يجادلونك في الحق بعد ما تبين ) ظهر لهم ( كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) إليه عياناً في كراهتهم له 7. ( و ) اذكر ( إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ) العير أو النفير ( أنها لكم وتودون ) تريدون ( أن غير ذات الشوكة ) أي البأس والسلاح وهي العير ( تكون لكم ) لقلة عددها ومددها بخلاف النفير ( ويريد الله أن يحق الحق ) يظهره ( بكلماته ) السابقة بظهور الإسلام ( ويقطع دابر الكافرين ) آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير 8. ( ليحق الحق ويبطل ) يمحق ( الباطل ) الكفر ( ولو كره المجرمون ) المشركون ذلك 17. ( فلم تقتلوهم ) ببدر بقوتكم ( ولكن الله قتلهم ) بنصره إياكم ( وما رميت ) يا محمد أعين القوم ( إذ رميت ) بالحصى لأن كفَّا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر ( ولكن الله رمى ) بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين ( وليبلي المؤمنين منه بلاءً ) عطاءً ( حسناً ) هو الغنيمة ( إن الله سميع ) لأقوالهم ( عليم ) بأحوالهم 18. ( ذلكم ) الإبلاء حق ( وأن الله موهن ) مضعف ( كيد الكافرين ) 19. ( إن تستفتحوا ) أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم : اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه ( فقد جاءكم الفتح ) القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ( وإن تنتهوا ) عن الكفر والحرب ( فهو خير لكم وإن تعودوا ) لقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعد ) لنصره عليكم ( ولن تغني ) تدفع ( عنكم فئتكم ) جماعاتكم ( شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) بكسر إن استئنافا وفتحها على تقدير اللام 20. ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا ) تعرضوا ( عنه ) بمخالفة أمره ( وأنتم تسمعون ) القرآن والمواعظ 21. ( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ) سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون 22. ( إن شر الدواب عند الله الصم ) عن سماع الحق ( البكم ) عن النطق به ( الذين لا يعقلون ) 23. ( ولو علم الله فيهم خيراً ) صلاحاً بسماع الحق ( لأسمعهم ) سماع تفهم ( ولو أسمعهم ) فرضا وقد علم أن لا خير فيهم ( لتولوا ) عنه ( وهم معرضون ) عن قبوله عناداً وجحوداً 24. ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ) بالطاعة ( إذا دعاكم لما يحييكم ) من أمر الدين لأنه سبب الحياة الأبدية ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته ( وأنه إليه تحشرون ) فيجازيكم بأعمالكم 25. ( واتقوا فتنة ) إن أصابتكم ( لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر ( واعلموا أن الله شديد العقاب ) لمن خالفه 26. ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ) أرض مكة ( تخافون أن يتخطفكم الناس ) يأخذكم الكفار بسرعة ( فآواكم ) إلى المدينة ( وأيدكم ) قواكم ( بنصره ) يوم بدر بالملائكة ( ورزقكم من الطيبات ) الغنائم ( لعلكم تشكرون ) نعمه 27. ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه إلى بني قريظة لينزلوا على حكمه فاستشاروه فأشار إليهم أنه الذبح لأن عياله وماله فيهم ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ) ولا ( وتخونوا أماناتكم ) ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره ( وأنتم تعلمون ) 28. ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) لكم صادَّة عن أمور الآخرة ( وأن الله عنده أجر عظيم ) فلا تفوتوه بمراعاة الأموال والأولاد والخيانة لأجلهم ونزل في توبته 29. ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله ) بالإنابة وغيرها ( يجعل لكم فرقاناً ) بينكم وبين ما تخافون فتنجون ( ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ) ذنوبكم ( والله ذو الفضل العظيم ) 30. ( و ) اذكر يا محمد ( إذ يمكر بك الذين كفروا ) وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة ( ليثبتوك ) يوثقوك ويحبسوك ( أو يقتلوك ) كلهم قتلة رجل واحد ( أو يخرجوك ) من مكة ( ويمكرون ) بك ( ويمكر الله ) بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج ( والله خير الماكرين ) أعلمهم به 31. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ) قاله النضر بن الحارث لأنه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ( إن ) ما ( هذا ) القرآن ( إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين ) 32. ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا ) الذي يقرؤه محمد ( هو الحق ) المنزل ( من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) مؤلم على بصيرة وجزم ببطلانه 33. قال تعالى ( وما كان الله ليعذبهم ) بما سألوه ( وأنت فيهم ) لأن العذاب إذا نزل عمَّ ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) حيث يقولون في طوافهم غفرانك غفرانك وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى { لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما } 34. ( وما لهم أ ) ن ( لا يعذبهم الله ) بالسيف بعد خروجك والمستضعفين وعلى القول الأول هي ناسخة لما قبلها وقد عذبهم الله ببدر وغيره ( وهم يصدون ) يمنعون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ( عن المسجد الحرام ) أن يطوفوا به ( وما كانوا أولياءه ) كما زعموا ( إن ) ما ( أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن لا ولاية لهم عليه 35. ( وما كان صلاتُهم عند البيت إلا مكاءً ) صفيراً ( وتصديةً ) تصفيقاً ، أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها ( فذوقوا العذاب ) ببدر ( بما كنتم تكفرون ) 36. ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ) في حرب النبي صلى الله عليه وسلم ( ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون ) في عاقبة الأمر ( عليهم حسرة ) ندامة لفواتها وفوات ما قصدوه ( ثم يغلبون ) في الدنيا ( والذين كفروا ) منهم ( إلى جهنم ) في الآخرة ( يحشرون ) يساقون 37. ( ليميز ) متعلق بتكون بالتخفيف والتشديد أي يفصل ( الله الخبيث ) الكافر ( من الطيب ) المؤمن ( ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً ) يجمعه متراكماً بعضه على بعض ( فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ) 38. ( قل للذين كفروا ) كأبي سفيان وأصحابه ( إن ينتهوا ) عن الكفر وقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( يغفر لهم ما قد سلف ) من أعمالهم ( وإن يعودوا ) إلى قتاله ( فقد مضت سنة الأولين ) أي سنتنا فيهم بالهلاك فكذا نفعل بهم 39. ( وقاتلوهم حتى لا تكون ) توجد ( فتنة ) شرك ( ويكون الدين كله لله ) وحده ولا يعبد غيره ( فإن انتهوا ) عن الكفر ( فإن الله بما يعملون بصير ) فيجازيهم به 40. ( وإن تولوا ) عن الإيمان ( فاعلموا أن الله مولاكم ) ناصركم ومتولي أموركم ( نعم المولى ) هو ( ونعم النصير ) أي الناصر لكم 41. ( واعلموا أنما غنمتم ) أخذتم من الكفار قهراً ( من شيء فأن لله خمسه ) يأمر فيه بما يشاء ( وللرسول ولذي القربى ) قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب ( واليتامى ) أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء ( والمساكين ) ذوي الحاجة من المسلمين ( وابن السبيل ) المنقطع في سفره من المسلمين ، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس ، والأخماس الأربعة الباقية للغانمين ( إن كنتم آمنتم بالله ) فاعلموا ذلك ( وما ) عطف على بالله ( أنزلنا على عبدنا ) محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات ( يوم الفرقان ) أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل ( يوم التقى الجمعان ) المسلمون والكفار ( والله على كل شيء قدير ) ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم 42. ( إذ ) بدل من يوم ( أنتم ) كائنون ( بالعُدوة الدنيا ) القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي ( وهم بالعدوة القصوى ) البعدى منها ( والركب ) العير كائنون بمكان ( أسفل منكم ) مما يلي البحر ( ولو تواعدتم ) أنتم والنفير للقتال ( لاختلفتم في الميعاد ولكن ) جمعكم بغير ميعاد ( ليقضي الله أمراً كان مفعولا ) في علمه وهو نصر الإسلام ومحق الكفر فعل ذلك ( ليهلك ) يكفر ( من هلك عن بينة ) أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير ( ويحيى ) يؤمن ( من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) 43. ( إذ يريكهم الله في منامك ) أي نومك ( قليلاً ) فأخبرت به أصحابك فسروا ( ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ) اختلفتم ( ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلَّمـ ) ـكم من الفشل والتنازع ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب 44. ( وإذ يريكموهم ) أيها المؤمنون ( إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ) نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتُقدِموا عليهم ( ويقللكم في أعينهم ) ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالهم وهذا قبل التحام الحرب فلما التحم أراهم إياكم مثليهم كما في آل عمران ( ليقضي الله أمراً كان مفعولاً وإلى الله ترجع الأمور ) 45. ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ) جماعة كافرة ( فاثبتوا ) لقتالهم ولا تنهزموا ( واذكروا الله كثيراً ) ادعوه بالنصر ( لعلكم تفلحون ) تفوزون 41. ( واعلموا أنما غنمتم ) أخذتم من الكفار قهراً ( من شيء فأن لله خمسه ) يأمر فيه بما يشاء ( وللرسول ولذي القربى ) قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب ( واليتامى ) أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء ( والمساكين ) ذوي الحاجة من المسلمين ( وابن السبيل ) المنقطع في سفره من المسلمين ، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس ، والأخماس الأربعة الباقية للغانمين ( إن كنتم آمنتم بالله ) فاعلموا ذلك ( وما ) عطف على بالله ( أنزلنا على عبدنا ) محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات ( يوم الفرقان ) أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل ( يوم التقى الجمعان ) المسلمون والكفار ( والله على كل شيء قدير ) ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم 42. ( إذ ) بدل من يوم ( أنتم ) كائنون ( بالعُدوة الدنيا ) القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي ( وهم بالعدوة القصوى ) البعدى منها ( والركب ) العير كائنون بمكان ( أسفل منكم ) مما يلي البحر ( ولو تواعدتم ) أنتم والنفير للقتال ( لاختلفتم في الميعاد ولكن ) جمعكم بغير ميعاد ( ليقضي الله أمراً كان مفعولا ) في علمه وهو نصر الإسلام ومحق الكفر فعل ذلك ( ليهلك ) يكفر ( من هلك عن بينة ) أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير ( ويحيى ) يؤمن ( من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) 43. ( إذ يريكهم الله في منامك ) أي نومك ( قليلاً ) فأخبرت به أصحابك فسروا ( ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ) اختلفتم ( ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلَّمـ ) ـكم من الفشل والتنازع ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب 44. ( وإذ يريكموهم ) أيها المؤمنون ( إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ) نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتُقدِموا عليهم ( ويقللكم في أعينهم ) ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالهم وهذا قبل التحام الحرب فلما التحم أراهم إياكم مثليهم كما في آل عمران ( ليقضي الله أمراً كان مفعولاً وإلى الله ترجع الأمور ) 45. ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ) جماعة كافرة ( فاثبتوا ) لقتالهم ولا تنهزموا ( واذكروا الله كثيراً ) ادعوه بالنصر ( لعلكم تفلحون ) تفوزون 53. ( ذلك ) أي تعذيب الكفرة ( بأن ) أي بسبب أن ( الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم ) مبدلاً لها بالنقمة ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) يبدلوا نعمتهم كفراً كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل الله وقتال المؤمنين ( وأن الله سميع عليم ) 54. ( كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون ) قومه معه ( وكل ) من الأمم المكذبة ( كانوا ظالمين ) 55. ونزل في قريظة ( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ) 56. ( الذين عاهدت منهم ) أن لا يعينوا المشركين ( ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ) عاهدوا فيها ( وهم لا يتقون ) الله في غدرهم 57. ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( تثقفنهم ) تجدنهم ( في الحرب فشرد ) فرق ( بهم من خلفهم ) من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة ( لعلهم ) أي الذين خلفهم ( يذكرون ) يتعظون بهم 58. ( وإما تخافن من قوم ) عاهدوك ( خيانة ) في عهد بإمارة تلوح لك ( فانبذ ) اطرح عهدهم ( إليهم على سواء ) حال أي مستوياً أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر ( إن الله لا يحب الخائنين ) 59. ونزل فيمن أفلت يوم بدر ( ولا تحسبن ) يا محمد ( الذين كفروا سبقوا ) الله أي فاتوه ( إنهم لا يعجزون ) لا يفوتونه ، وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام 60. ( وأعدوا لهم ) لقتالهم ( ما استطعتم من قوة ) قال صلى الله عليه وسلم : « هي الرمي » رواه مسلم ( ومن رباط الخيل ) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله ( ترهبون ) تخوفون ( به عدو الله وعدوكم ) أي كفار مكة ( وآخرين من دونهم ) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود ( لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم ) جزاؤه ( وأنتم لا تظلمون ) تنقصون منه شيئاً 61. ( وإن جنحوا ) مالوا ( للسِّلم ) بكسر السين وفتحها : الصلح ( فاجنح لها ) وعاهدهم ، وقال ابن عباس : هذا منسوخ بآية السيف وقال مجاهد مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة ( وتوكل على الله ) ثق به ( إنه هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل 70. ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى ) وفي قراءة : { الأسرى } ( إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ) إيماناً وإخلاصاً ( يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ) من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة ( ويغفر لكم ) ذنوبكم ( والله غفور رحيم ) 71. ( وإن يريدوا ) أي الأسرى ( خيانتك ) بما أظهروا من القول ( فقد خانوا الله من قبل ) قبل بدر بالكفر ( فأمكن منهم ) ببدر قتلاً وأسراً فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه 72. ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) وهم المهاجرون ( والذين آووا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( ونصروا ) وهم الأنصار ( أولئك بعضهم أولياء بعض ) في النصرة والإرث ( والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من وِلايتهم ) بكسر الواو وفتحها ( من شيء ) فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة ( حتى يهاجروا ) وهذا منسوخ بآخر السورة ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) لهم من الكفار ( إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ) عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم ( والله بما تعملون بصير ) 73. ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) في النصرة والإرث فلا إرث بينكم وبينهم ( إلا تفعلوه ) أي تولي المسلمين وقمع الكفار ( تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) بقوة الكفر وضعف الإسلام 74. ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرةٌ ورزق كريم ) في الجنة 75. ( والذين آمنوا من بعد ) أي بعد السابقين إلى الإيمان والهجرة ( وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) أيها المهاجرون والأنصار ( وأولوا الأرحام ) ذوو القرابات ( بعضهم أولى ببعض ) في الإرث من التوراث في الإيمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة ( في كتاب الله ) اللوح المحفوظ ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه حكمة الميراث |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 25 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:13 am | |
| 9. سورة التوبة 1. ( براءة من الله ورسوله ) واصلة ( إلى الذين عاهدتم من المشركين ) عهداً مطلقاً أو دون أربعة أشهر أو فوقها ونقض العهد بما يذكر في قوله 2. ( فسيحوا ) سيروا آمنين أيها المشركون ( في الأرض أربعة أشهر ) أولها شوال بدليل ما سيأتي ولا أمان لكم بعدها ( واعلموا أنكم غير معجزي الله ) أي فائتي عذابه ( وأن الله مخزي الكافرين ) مذلهم في الدنيا بالقتل والأخرى بالنار 3. ( وأذان ) إعلام ( من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) يوم النحر ( أن ) أي بأن ( الله بريء من المشركين ) وعهودهم ( ورسوله ) بريء أيضا « وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً من السنة وهي سنة تسع فأذن يوم النحر بمنى بهذه الآيات وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان » رواه البخاري ( فإن تبتم ) من الكفر ( فهو خير لكم وإن توليتم ) عن الإيمان ( فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر ) أخبر ( الذين كفروا بعذاب أليم ) مؤلم وهو القتل والأسر في الدنيا والنار في الآخرة 4. ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ) من شروط العهد ( ولم يظاهروا ) يعاونوا ( عليكم أحدا ) من الكفار ( فأتموا إليهم عهدهم إلى ) إنقضاء ( مدتهم ) التي عاهدتم عليها ( إن الله يحب المتقين ) بإتمام العهود 5. ( فإذا انسلخ ) خرج ( الأشهر الحرم ) وهي آخر مدة التأجيل ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) في حل أو حرم ( وخذوهم ) بالأسر ( واحصروهم ) في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الإسلام ( واقعدوا لهم كل مرصد ) طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض ( فإن تابوا ) من الكفر ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) ولا تتعرضوا لهم ( إن الله غفور رحيم ) لمن تاب 6. ( وإن أحد من المشركين ) مرفوع بفعل يفسره ( استجارك ) استأمنك من القتل ( فأجره ) أمنه ( حتى يسمع كلام الله ) القرآن ( ثم أبلغه مأمنه ) وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره ( ذلك ) المذكور ( بأنهم قوم لا يعلمون ) دين الله فلا بد لهم من سماع القرآن ليعلموا 14. ( قاتلوهم يعذبهم الله ) يقتلهم ( بأيديكم ويخزهم ) يذلهم بالأسر والقهر ( وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) بما فعل بهم بنو خزاعة 15. ( ويذهب غيظ قلوبهم ) كربها ( ويتوب الله على من يشاء ) بالرجوع إلى الإسلام كأبي سفيان ( والله عليم حكيم ) 16. ( أم ) بمعنى همزة الإنكار ( حسبتم أن تتركوا ولما ) لم ( يعلم الله ) علم ظهور ( الذين جاهدوا منكم ) بإخلاص ( ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ) بطانة وأولياء ، المعنى ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم ( والله خبير بما تعملون ) 17. ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ) بالإفراد والجمع بدخوله والقعود فيه ( شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت ) بطلت ( أعمالهم وفي النار هم خالدون ) 18. ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش ) أحداً ( إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) 19. ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) أي أهل ذلك ( كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ) في الفضل ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين ، نزلت رداً على من قال ذلك وهو العباس أو غيره 20. ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة ) رتبة ( عند الله ) من غيرهم ( وأولئك هم الفائزون ) الظافرون بالخير 21. ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ) دائم 22. ( خالدين ) حال مقدرة ( فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم ) 23. ونزل فيمن ترك الهجرة لأجل أهله وتجارته ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا ) اختاروا ( الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ) 24. ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم ) أقرباؤكم وفي قراءة { عشيراتكم } ( وأموال اقترفتموها ) اكتسبتموها ( وتجارة تخشون كسادها ) عدم نفاذها ( ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ) فقعدتم لأجله عن الهجرة والجهاد ( فتربصوا ) انتظروا ( حتى يأتي الله بأمره ) تهديد لهم ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ) 25. ( لقد نصركم الله في مواطن ) للحرب ( كثيرة ) كبدر وقريظة والنضير ( و ) اذكر ( يوم حنين ) واد بين مكة والطائف ، أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوال سنة ثمان ( إذ ) بدل من يوم ( أعجبتكم كثرتكم ) فقلتم لن نغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف ( فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ) ما مصدرية أي مع رحبها أي سمتها فلم تجدوا مكانا تطمئنون إليه لشدة ما لحقكم من الخوف ( ثم وليتم مدبرين ) منهزمين ، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وليس معه غير العباس وأبو سفيان آخذ بركابه 26. ( ثم أنزل الله سكينته ) طمأنينته ( على رسوله وعلى المؤمنين ) فردوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ناداهم العباس بإذنه وقاتلوا ( وأنزل جنوداً لم تروها ) ملائكة ( وعذب الذين كفروا ) بالقتل والأسر ( وذلك جزاء الكافرين ) 27. ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ) منهم بالإسلام ( والله غفور رحيم ) 28. ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ) قذر لخبث باطنهم ( فلا يقربوا المسجد الحرام ) أي لا يدخلوا الحرم ( بعد عامهم هذا ) عام تسع من الهجرة ( وإن خفتم عَيْلة ) فقراً بانقطاع تجارتهم عنكم ( فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) وقد أغناهم بالفتوح والجزية ( إن الله عليم حكيم ) 29. ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) وإلا لآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ( ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ) كالخمر ( ولا يدينون دين الحق ) الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام ( من الذين ) بيان للذين ( أوتوا الكتاب ) أي اليهود والنصارى ( حتى يعطوا الجزية ) الخراج المضروب عليهم كل عام ( عن يد ) حال أي منقادين أو بأيديهم لا يوكلون بها ( وهم صاغرون ) أذلاء منقادون لحكم الإسلام 30. ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ) عيسى ( ابن الله ذلك قولهم بأفواههم ) لا مستند لهم عليه بل ( يضاهئون ) يشابهون به ( قول الذين كفروا من قبل ) من آبائهم تقليداً لهم ( قاتلهم ) لعنهم ( الله أنى ) كيف ( يؤفكون ) يُصرفون عن الحق مع قيام الدليل 31. ( اتخذوا أحبارهم ) علماء اليهود ( ورهبانهم ) عبَّاد النصارى ( أرباباً من دون الله ) حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل ( والمسيح ابن مريم وما أمروا ) في التوراة والإنجيل ( إلا ليعبدوا ) أي يعبدوا ( إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه ) تنزيهاً له ( عما يشركون ) 32. ( يريدون أن يطفئوا نور الله ) شرعه وبراهينه ( بأفواههم ) بأقوالهم فيه ( ويأبى الله إلا أن يتم ) يظهر ( نوره ولو كره الكافرون ) ذلك 33. ( هو الذي أرسل رسوله ) محمداً صلى الله عليه وسلم ( بالهدى ودين الحق ليظهره ) يعليه ( على الدين كله ) جميع الأديان المخالفة له ( ولو كره المشركون ) ذلك 34. ( يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون ) يأخذون ( أموال الناس بالباطل ) كالرشا في الحكم ( ويصدون ) الناس ( عن سبيل الله ) دينه ( والذين ) مبتدأ ( يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها ) أي الكنوز ( في سبيل الله ) أي لا يؤدون منها حقه للزكاة والخير ( فبشرهم ) أخبرهم ( بعذاب أليم ) مؤلم 35. ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى ) تحرق ( بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ) وتوسع جلودهم حتى توضع عليها كلها ويقال لهم ( هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) أي جزاءه 36. ( إن عدة الشهور ) المعتد بها للسنة ( عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله ) اللوح المحفوظ ( يوم خلق السماوات والأرض منها ) أي الشهور ( أربعة حرم ) محرَّمة هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ( ذلك ) أي تحريمها ( الدين القيم ) المستقيم ( فلا تظلموا فيهن ) أي الأشهر الحرم ( أنفسكم ) بالمعاصي فإنها أعظم وزرا وقيل في الأشهر كلها ( وقاتلوا المشركين كافةً ) جميعا في كل الشهور ( كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) بالعون والنصر 37. ( إنما النسيء ) أي التأخير لحرمة شهر إلى آخره كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة المحرم إذا حل وهم في القتال إلى صفر ( زيادة في الكفر ) لكفرهم بحكم الله فيه ( يُضل ) بضم الياء وفتحها ( به الذين كفروا يحلونه ) أي النسيء ( عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا ) يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله ( عدة ) عدد ( ما حرم الله ) من الأشهر فلا يزيدوا على تحريم أربعة ولا ينقصوا ولا ينظروا إلى أعيانها ( فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم ) فظنوه حسناً ( والله لا يهدي القوم الكافرين ) 38. ونزل لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدة وحر فشق عليهم ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم ) بإدغام التاء في الأصل في المثلثة واجتلاب همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد ( إلى الأرض ) والقعود فيها والاستفهام للتوبيخ ( أرضيتم بالحياة الدنيا ) ولذاتها ( من الآخرة ) أي بدل نعيمها ( فما متاع الحياة الدنيا في ) جنب متاع ( الآخرة إلا قليل ) حقير 39. ( إلا ) بإدغام لا في نون إن الشرطية في الموضعين ( تنفروا ) تخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد ( يعذبكم عذاباً أليماً ) مؤلماً ( ويستبدل قوماً غيركم ) أي يأت بهم بدلكم ( ولا تضروه ) أي الله أو النبي صلى الله عليه وسلم ( شيئا ) بترك نصره فإن الله ناصر دينه ( والله على كل شيء قدير ) ومنه نصر دينه ونبيه 40. ( إلا تنصروه ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( فقد نصره الله إذ ) حين ( أخرجه الذين كفروا ) من مكة أي الجأوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة ( ثاني اثنين ) حال أي أحد اثنين والآخر أبو بكر المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها ( إذ ) بدل من إذ قبله ( هما في الغار ) نقب في جبل ثور ( إذ ) بدل ثان ( يقول لصاحبه ) أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين : لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا ( لا تحزن إن الله معنا ) بنصره ( فأنزل الله سكينته ) طمأنينته ( عليه ) قيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل على أبي بكر ( وأيده ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( بجنود لم تروها ) ملائكة في الغار ومواطن قتاله ( وجعل كلمة الذين كفروا ) أي دعوة الشرك ( السفلى ) المغلوبة ( وكلمة الله ) أي كلمه الشهادة ( هي العليا ) الظاهرة الغالبة ( والله عزيز ) في ملكه ( حكيم ) في صنعه 41. ( انفروا خفافاً وثقالاً ) نشاطاً وغير نشاط وقيل أقوياء وضعفاء أو أغنياء وفقراء وهي منسوخة بآية { ليس على الضعفاء } ( وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) أنه خير لكم فلا تثاقلوا 42. ونزل في المنافقين الذين تخلفوا ( لو كان ) ما دعوتهم إليه ( عرضاً ) متاعاً من الدنيا ( قريباً ) سهل المأخذ ( وسفراً قاصداً ) وسطاً ( لاتبعوك ) طلباً للغنيمة ( ولكن بعدت عليهم الشقة ) المسافة فتخلفوا ( وسيحلفون بالله ) إذا رجعتم إليهم ( لو استطعنا ) الخروج ( لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم ) بالحلف الكاذب ( والله يعلم إنهم لكاذبون ) في قولهم ذلك 43. وكان صلى الله عليه وسلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه ، فنزل عتاباً له وقدم العفو تطميناً لقلبه ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) في التخلف وهلا تركتهم ( حتى يتبين لك الذين صدقوا ) في العذر ( وتعلم الكاذبين ) فيه 44. ( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ) في التخلف عن ( أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين ) 45. ( إنما يستأذنك ) في التخلف ( الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت ) شكت ( قلوبهم ) في الدين ( فهم في ريبهم يترددون ) يتحيرون 46. ( ولو أرادوا الخروج ) معك ( لأعدوا له عدة ) أهبة من الآلة والزاد ( ولكن كره الله انبعاثهم ) أي لم يرد خروجهم ( فثبطهم ) كسلهم ( وقيل ) لهم ( اقعدوا مع القاعدين ) المرضى والنساء والصبيان ، أي قدَّر الله تعالى ذلك 47. ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ) فساداً بتخذيل المؤمنين ( ولأوضعوا خلالكم ) أي أسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة ( يبغونكم ) يطلبون لكم ( الفتنة ) بإلقاء العداوة ( وفيكم سمَّاعون لهم ) ما يقولون سماع قبول ( والله عليم بالظالمين ) 48. ( لقد ابتغوا ) لك ( الفتنة من قبل ) أول ما قدمت المدينة ( وقلَّبوا لك الأمور ) أي أجالوا الفكر في كيدك وإبطال دينك ( حتى جاء الحق ) النصر ( وظهر ) عن ( أمر الله ) دينه ( وهم كارهون ) له فدخلوا فيه ظاهراً 49. ( ومنهم من يقول ائذن لي ) في التخلف ( ولا تفتني ) وهو الجد بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم : « هل لك في جلاد بني الأصفر ؟ » فقال إني مغرم بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن فافتتن ، قال تعالى ( ألا في الفتنة سقطوا ) بالتخلف ، وقرئ سقط ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) لا محيص لهم عنها 50. ( إن تصبك حسنةٌ ) كنصر وغنيمة ( تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ ) شدة ( يقولوا قد أخذنا أمرنا ) بالحزم حين تخلفنا ( من قبل ) قبل هذه المعصية ( ويتولوا وهم فرحون ) بما أصابك 51. ( قل ) لهم ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) إصابة ( هو مولانا ) ناصرنا ومتولي أمورنا ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) 52. ( قل هل تربَّصون ) فيه حذف إحدى التاءين من الأصل أي تنتظرون أي يقع ( بنا إلا إحدى ) العاقبتين ( الحسنيين ) تثنية حسنى ، تأنيث أحسن النصر أو الشهادة ( ونحن نتربص ) ننتظر ( بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ) بقارعة من السماء ( أو بأيدينا ) بأن يؤذن لنا في قتالكم ( فتربصوا ) بنا ذلك ( إنا معكم متربصون ) عاقبتكم 53. ( قل أنفقوا ) في طاعة الله ( طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم ) ما أنفقتموه ( إنكم كنتم قوماً فاسقين ) والأمر هنا بمعنى الخبر 54. ( وما منعهم أن تقبل ) بالياء والتاء ( منهم نفقاتهم إلا أنهم ) فاعلٌ ، وأن تقبل مفعول ( كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) متثاقلون ( ولا ينفقون إلا وهم كارهون ) النفقة لأنهم يعدونها مغرماً 55. ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) أي لا تستحسن نعمنا عليهم فهي استدراج ( إنما يريد الله ليعذبهم ) أي أن يعذبهم ( بها في الحياة الدنيا ) بما يلقون في جمعها من المشقة وفيها من المصائب ( وتزهق ) تخرج ( أنفسهم وهم كافرون ) فيعذبهم في الآخرة أشد العذاب 56. ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم ) أي مؤمنون ( وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ) يخافون أن تفعلوا بهم كالمشركين فيحلفون تقية 57. ( لو يجدون ملجأ ) يلجأون إليه ( أو مغارات ) سراديب ( أو مدخلاً ) موضعاً يدخلونه ( لولوا إليه وهم يجمحون ) يسرعون في دخوله والانصراف عنكم إسراعاً لا يرده شيء كالفرس الجموع 58. ( ومنهم من يلمزك ) يعيبك ( في ) قسم ( الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) 59. ( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ) من الغنائم ونحوها ( وقالوا حسبنا ) كافينا ( الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ) من غنيمة أخرى ما يكفينا ( إنا إلى الله راغبون ) أن يغنينا ، وجواب لو لكان خيرا لهم 60. ( إنما الصدقات ) الزكوات مصروفة ( للفقراء ) الذين لا يجدون ما يقع موقعاً من كفايتهم ( والمساكين ) الذين لا يجدون ما يكفيهم ( والعاملين عليها ) أي الصدقات من جاب وقاسم وكاتب وحاشر ( والمؤلفة قلوبهم ) ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام الأول والأخير لا يعطيان اليوم عند الشافعي رضي الله تعالى عنه لعز الإسلام بخلاف الآخرين فيعطيان على الأصح ( وفي ) فك ( الرقاب ) أي المكاتبين ( والغارمين ) أهل الدَّين إن استدانوا لغير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو لإصلاح ذات البين ولو أغنياء ( وفي سبيل الله ) أي القائمين بالجهاد ممن لا فيء لهم ولو أغنياء ( وابن السبيل ) المنقطع في سفره ( فريضة ) نصب بفعله المقدر ( من الله والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه فلا يجوز صرفها لغير هؤلاء ولا منع صنف منهم إذا وجد فيقسمها الإمام عليهم السواء وله تفضيل بعض آحاد الصنف على بعض وأفادت اللام وجوب استغراق أفراده لكن لا يجب على صاحب المال إذا قسم لعسره بل يكفي إعطاء ثلاثة من كل صنف ولا يكفي دونها كما أفادته صيغة الجمع وبينت السنة أن شرط المعطى منها الإسلام وأن لا يكون هاشمياً ولا مطلبياً 61. ( ومنهم ) أي المنافقين ( الذين يؤذون النبي ) بعيبه وبنقل حديثه ( ويقولون ) إذا نهوا عن ذلك لئلا يبلغه ( هو أذن ) أي يسمع كل قيل ويقبله فإذا حلفنا له أنا لم نقل صدقنا ( قل ) هو ( أذُن ) مستمع ( خير لكم ) لا مستمع شر ( يؤمن بالله ويؤمن ) يصدق ( للمؤمنين ) فيما أخبروه به لا لغيرهم واللام زائدة للفرق بين إيمان التسليم وغيره ( ورحمة ) بالرفع عطفاً على أذن والجر عطفاً على خير ( للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 26 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:13 am | |
| 62. ( يحلفون بالله لكم ) أيها المؤمنون فيما بلغكم عنهم من أذى الرسول أنهم ما أتوه ( ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه ) بالطاعة ( إن كانوا مؤمنين ) حقاً وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين وخبر الله أو رسوله محذوف 63. ( ألم يعلموا أنه ) أي الشأن ( من يحادد ) يشاقق ( الله ورسوله فأن له نار جهنم ) جزاء ( خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ) 64. ( يحذر ) يخاف ( المنافقون أن تنزل عليهم ) أي المؤمنين ( سورة تنبئهم بما في قلوبهم ) من النفاق وهم مع ذلك يستهزئون ( قل استهزئوا ) أمر تهديد ( إن الله مخرج ) مظهر ( ما تحذرون ) إخراجه من نفاقكم 65. ( ولئن ) لام القسم ( سألتهم ) عن استهزائهم بك والقرآن وهم سائرون معك إلى تبوك ( ليقولن ) معتذرين ( إنما كنا نخوض ونلعب ) في الحديث لنقطع به الطريق ولم نقصد ذلك ( قل ) لهم ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) 66. ( لا تعتذروا ) عنه ( قد كفرتم بعد إيمانكم ) أي ظهر كفركم بعد إظهار الإيمان ( إن نعف ) بالياء مبنياً للمفعول والنون مبنياً للفاعل ( عن طائفة منكم ) بإخلاصها وتوبتها كجحش بن حمير ( نعذب ) بالتاء والنون ( طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) مصرين على النفاق والاستهزاء 67. ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ) أي متشابهون في الدين كأبعاض الشيء الواحد ( يأمرون بالمنكر ) الكفر والمعاصي ( وينهون عن المعروف ) الإيمان والطاعة ( ويقبضون أيديهم ) عن الإنفاق في الطاعة ( نسوا الله ) تركوا طاعته ( فنسيهم ) تركهم من لطفه ( إن المنافقين هم الفاسقون ) 68. ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ) جزاءً وعقاباً ( ولعنهم الله ) أبعدهم عن رحمته ( ولهم عذاب مقيم ) دائم 69. أنتم أيها المنافقون ( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا ) تمتعوا ( بخلاقهم ) نصيبهم من الدنيا ( فاستمتعتم ) أيها المنافقون ( بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم ) في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ( كالذي خاضوا ) أي كخوضهم ( أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ) 70. ( ألم يأتهم نبأ ) خبر ( الذين من قبلهم قوم نوح وعاد ) قوم هود ( وثمود ) قوم صالح ( وقوم إبراهيم وأصحاب مدين ) قوم شعيب ( والمؤتفكات ) قرى قوم لوط أي أهلها ( أتتهم رسلهم بالبينات ) بالمعجزات فكذبوهم فأهلكوا ( فما كان الله ليظلمهم ) بأن يعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب 71. ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز ) لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده ( حكيم ) لا يضع شيئا إلا في محله 72. ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ) إقامة ( ورضوان من الله أكبر ) أعظم من ذلك كله ( ذلك هو الفوز العظيم ) 73. ( يا أيها النبي جاهد الكفار ) بالسيف ( والمنافقين ) باللسان والحجة ( واغلظ عليهم ) بالانتهار والمقت ( ومأواهم جهنم وبئس المصير ) المرجع هي 74. ( يحلفون ) أي المنافقين ( بالله ما قالوا ) ما بلغك عنهم من السب ( ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) أظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام ( وهموا بما لم ينالوا ) من الفتك بالنبي ليلة العقبة عند عوده من تبوك وهم بضعة عشر رجلاً فضرب عمار بن ياسر وجوه الرواحل لما غشوه فردوا ( وما نقموا ) أنكروا ( إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) بالغنائم بعد شدة حاجتهم والمعنى لم ينلهم منه إلا هذا وليس مما ينقم ( فإن يتوبوا ) عن النفاق ويؤمنوا بك ( يك خيرا لهم وإن يتولوا ) عن الإيمان ( يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا ) بالقتل ( والآخرة ) بالنار ( وما لهم في الأرض من ولي ) يحفظهم منه ( ولا نصير ) يمنعهم 75. ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصَّدَّقن ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد ( ولنكوننَّ من الصالحين ) وهو ثعلبة بن حاطب ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يرزقه الله مالا ويؤدي منه إلى كل ذي حق حقه فدعا له فوسع عليه فانقطع عن الجمعة والجماعة ومنع الزكاة كما قال تعالى : 76. ( فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا ) عن طاعة الله ( وهم معرضون ) 77. ( فأعقبهم ) أي فصيَّر عاقبتهم ( نفاقاً ) ثابتاً ( في قلوبهم إلى يوم يلقونه ) أي الله وهو يوم القيامة ( بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) فيه فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بركاته فقال إن الله منعني أن أقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه ، ثم جاء إلى أبي بكر فلم يقبلها ، ثم إلى عمر فلم يقبلها ثم إلى عثمان فلم يقبلها ومات في زمانه 78. ( ألم يعلموا ) أي المنافقين ( أن الله يعلم سرهم ) ما أسروه في أنفسهم ( ونجواهم ) ما تناجوا به بينهم ( وأن الله علام الغيوب ) ما غاب عن العيان ولما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بشيء كثير فقال المنافقون مراء ، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله غني عن صدقة هذا فنزل 79. ( الذين ) مبتدأ ( يلمزون ) يعيبون ( المطوعين ) المتنفلين ( من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ) طاقتهم فيأتون به ( فيسخرون منهم ) والخبر ( سخر الله منهم ) جازاهم على سخريتهم ( ولهم عذاب أليم ) 80. ( استغفر ) يا محمد ( لهم أو لا تستغفر لهم ) تخيير له في الاستغفار وتركه قال صلى الله عليه وسلم : « إني خيرت فاخترت يعني الاستغفار » رواه البخاري ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة الاستغفار وفي البخاري حديث « لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لزدت عليها » وقيل المراد العدد المخصوص لحديثه أيضاً « وسأزيد على السبعين » فبين له حسم المغفرة بآية { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } ( ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين ) 81. ( فرح المخلفون ) عن تبوك ( بمقعدهم ) أي بقعودهم ( خلاف ) أي بعد ( رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا ) أي قال بعضهم لبعض ( لا تنفروا ) تخرجوا إلى الجهاد ( في الحر قل نار جهنم أشد حراً ) من تبوك فالأولى أن يتقوها بترك التخلف ( لو كانوا يفقهون ) يعلمون ذلك ما تخلفوا 82. ( فليضحكوا قليلاً ) في الدنيا ( وليبكوا ) في الآخرة ( كثيراً جزاءً بما كانوا يكسبون ) خبر عن حالهم بصيغة الأمر 83. ( فإن رجعك ) ردك ( الله ) من تبوك ( إلى طائفة منهم ) ممن تخلف بالمدينة من المنافقين ( فاستأذنوك للخروج ) معك إلى غزوة أخرى ( فقل ) لهم ( لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ) المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان وغيرهم 84. ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أُبَيِّ نزل ( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره ) لدفن أو زيارة ( إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) كافرون 85. ( ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق ) تخرج ( أنفسهم وهم كافرون ) 86. ( وإذا أنزلت سورة ) أي طائفة من القرآن ( أن ) أي بأن ( آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول ) ذوو الغنى ( منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ) 87. ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) جمع خالفة أي النساء اللاتي تخلفهن في البيوت ( وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) الخبر 88. ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات ) في الدنيا والآخرة ( وأولئك هم المفلحون ) أي الفائزون 89. ( أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ) 90. ( وجاء المعذَّرون ) بإدغام التاء في الأصل في الذال أي المعتذرون بمعنى المعذروين وقرئ به ( من الأعراب ) إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( ليؤذن لهم ) في القعود لعذرهم فأذن لهم ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) في ادعاء الإيمان من منافقي الأعراب عن المجيء للاعتذار ( سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم ) 91. ( ليس على الضعفاء ) كالشيوخ ( ولا على المرضى ) كالعمي والزَّمنى ( ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون ) في الجهاد ( حرج ) إثم في التخلف عنه ( إذا نصحوا لله ورسوله ) في حال قعودهم بعدم الإرجاف والتثبيط والطاعة ( ما على المحسنين ) بذلك ( من سبيل ) طريق بالمؤاخذة ( والله غفور ) لهم ( رحيم ) بهم في التوسعة في ذلك 92. ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) معك إلى الغزو وهم سبعة من الأنصار وقيل بنو مُقَرِّن ( قلت لا أجد ما أحملكم عليه ) حال ( تولَّوا ) جواب إذا أي انصرفوا ( وأعينهم تفيض ) تسيل ( من ) للبيان ( الدمع حزَناً ) لأجل ( ألا يجدوا ما ينفقون ) في الجهاد 93. ( إنما السبيل على الذين يستأذنونك ) في التخلف ( وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ) تقدم مثله 94. ( يعتذرون إليكم ) في التخلف ( إذا رجعتم إليهم ) من الغزو ( قل ) لهم ( لا تعتذروا لن نؤمن لكم ) نصدقكم ( قد نبأنا الله من أخباركم ) أي أخبرنا بأحوالكم ( وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون ) بالبعث ( إلى عالم الغيب والشهادة ) أي الله ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) فيجازيكم عليه 95. ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم ) رجعتم ( إليهم ) من تبوك أنهم معذورون في التخلف ( لتعرضوا عنهم ) بترك المعاتبة ( فأعرضوا عنهم إنهم رجس ) قذر لخبث باطنهم ( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ) 96. ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) أي عنهم ولا ينفع رضاكم مع سخط الله 97. ( الأعراب ) أهل البدو ( أشد كفراً ونفاقاً ) من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن ( وأجدر ) أولى ( ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) من الأحكام والشرائع ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم 98. ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق ) في سبيل الله ( مغرماً ) غرامةً وخسراناً لأنه لا يرجو ثوابه بل ينفقه خوفاً وهم بنو أسد وغطفان ( ويتربص ) ينتظر ( بكم الدوائر ) دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتخلص ( عليهم دائرة السَّوء ) بالضم الفتح ، أي يدور العذاب والهلاك عليهم لا عليكم ( والله سميع ) لأقوال عباده ( عليم ) بأفعالهم 99. ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) كجهينة ومزينة ( ويتخذ ما ينفق ) في سبيل الله ( قربات ) تقربه ( عند الله و ) وسيلة إلى ( صلوات ) دعوات ( الرسول ) له ( ألا إنها ) أي نفقتهم ( قُرُبة ) بضم الراء وسكونها ( لهم ) عنده ( سيدخلهم الله في رحمته ) جنته ( إن الله غفور ) لأهل طاعته ( رحيم ) بهم 100. ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) وهم من شهد بدراً أو جميع الصحابة ( والذين اتبعوهم ) إلى يوم القيامة ( بإحسان ) في العمل ( رضي الله عنهم ) بطاعته ( ورضوا عنه ) بثوابه ( وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ) وفي قراءةٍ بزيادة { من } ( خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) 101. ( وممن حولكم ) يا أهل المدينة ( من الأعراب منافقون ) كأسلم وأشجع وغفار ( ومن أهل المدينة ) منافقون أيضا ( مردوا على النفاق ) لجُّوا فيه واستمروا ( لا تعلمهم ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ) بالفضيحة أو القتل في الدنيا وعذاب القبر ( ثم يردون ) في الآخرة ( إلى عذاب عظيم ) هو النار 102. ( و ) قوم ( آخرون ) مبتدأ ( اعترفوا بذنوبهم ) من التخلف نعته والخبر ( خلطوا عملاً صالحاً ) وهو جهادهم قبل ذلك أو اعترافهم بذنوبهم أو غير ذلك ( وآخر سيئاً ) وهو تخلفهم ( عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ) نزلت في أبي لبابة وجماعة أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد لما بلغهم ما نزل في المتخلفين وحلفوا لا يحلهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فحلهم لما نزلت 103. ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) من ذنوبهم فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها ( وصل عليهم ) أي ادع لهم ( إن صلاتك سكن ) رحمة ( لهم ) وقيل طمأنينة بقبول توبتهم ( والله سميع عليم ) 104. ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ ) يقبل ( الصدقات وأن الله هو التواب ) على عباده بقبول توبتهم ( الرحيم ) بهم ، والاستفهام للتقرير والقصد به هو تهييجهم إلى التوبة والصدقة 105. ( وقل ) لهم أو للناس ( اعملوا ) ما شئتم ( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ) بالبعث ( إلى عالم الغيب والشهادة ) أي الله ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) يجازيكم به 106. ( وآخرون ) من المتخلفين ( مُرْجَؤون ) بالهمز وتركه مؤخرون عن التوبة ( لأمر الله ) فيهم بما شاء ( إما يعذبهم ) بأن يميتهم بلا توبة ( وإما يتوب عليهم والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم ، وهم الثلاثة الآتون بعد مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية تخلفوا كسلاً وميلاً إلى الدعة لا نفاقاً ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد 107. ( و ) منهم ( الذين اتخذوا مسجداً ) وهم اثنا عشر من المنافقين ( ضراراً ) مضارة لأهل مسجد قباء ( وكفراً ) لأنهم بنوه بأمر أبي عامر الراهب ليكون معقلاً له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر لقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( وتفريقاً بين المؤمنين ) الذين يصلون بقباء بصلاة بعضهم في مسجدهم ( وإرصاداً ) ترقباً ( لمن حارب الله ورسوله من قبل ) أي قبل بنائه وهو أبو عامر المذكور ( وليحلفن إن ) ما ( أردنا ) ببنائه ( إلا ) الفعلة ( الحسنى ) من الرفق بالمسكين في المطر والحر والتوسعة على المسلمين ( والله يشهد إنهم لكاذبون ) في ذلك ، وكانوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أي يصلي فيه فنزل 108. ( لا تقم ) تصل ( فيه أبداً ) فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانه كناسة تلقى فيها الجيف ( لمسجد أسس ) بنيت قواعده ( على التقوى من أول يوم ) وضع يوم حللت بدار الهجرة ، وهو مسجد قباء كما في البخاري ( أحق ) منه ( أن ) أي بأن ( تقوم ) تصلي ( فيه فيه رجال ) هم الأنصار ( يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) أي يثيبهم ، فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء ، روى ابن خزيمة في صحيحه عن عويمر بن ساعدة أنه صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به ، قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا وفي حديث رواه البزار فقالوا : نتبع الحجارة بالماء فقال : هو ذاك فعليكموه 109. ( أفمن أسس بنيانه على تقوى ) مخافة ( من الله و ) رجاء ( رضوان ) منه ( خير أم من أسس بنيانه على شفا ) طرف ( جُرُف ) بضم الراء وسكونها جانب ( هار ) مشرف على السقوط ( فانهار به ) سقط مع بانيه ( في نار جهنم ) خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه والاستفهام للتقرير ، أي الأول خير وهو مثال مسجد قباء والثاني مثال مسجد الضرار ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) 110. ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة ) شكَّا ( في قلوبهم إلا أن تقطع ) تنفصل ( قلوبهم ) بأن يموتوا ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم 111. ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد ( بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) جملة استئناف بيان للشراء ، وفي قراءة بتقديم المبني للمفعول أي فيُقتل بعضهم ويقاتل الباقي ( وعداً عليه حقاً ) مصدران منصوبان بفعلهما المحذوف ( في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله ) أي لا أحد أوفى منه ( فاستبشروا ) فيه التفاتٌ عن الغيبة ( ببيعكم الذي بايعتم به وذلك ) البيع ( هو الفوز العظيم ) المنيل غاية المطلوب 112. ( التائبون ) رفع على المدح بتقدير مبتدأ من الشرك والنفاق ( العابدون ) المخلصون العبادة لله ( الحامدون ) له على كل حال ( السائحون ) الصائمون ( الراكعون الساجدون ) أي المصلون ( الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ) لأحكامه بالعمل بها ( وبشر المؤمنين ) بالجنة 113. ونزل في استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب واستغفار بعض الصحابة لأبويه المشركين ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ) ذوي قرابة ( من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) النار بأن ماتوا على الكفر 114. ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ) بقوله : سأستغفر لك ربي ، رجاءَ أن يسلم ( فلما تبين له أنه عدو لله ) بموته على الكفر ( تبرأ منه ) وترك الاستغفار له ( إن إبراهيم لأوَّاه ) كثير التضرع والدعاء ( حليم ) صبور على الأذى 115. ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم ) للإسلام ( حتى يبين لهم ما يتقون ) من العمل فلا يتقوه فيستحقوا الإضلال ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه مستحق الإضلال والهداية 116. ( إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم ) أيها الناس ( من دون الله ) أي غيره ( من ولي ) يحفظكم منه ( ولا نصير ) يمنعكم من ضرره 117. ( لقد تاب الله ) أي أدام توبته ( على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) أي وقتها وهي حالهم في غزوة تبوك كان الرجلان يقتسمان تمرة والعشرة يعتقبون البعير الواحد ، واشتد الحرب حتى شربوا الفَرث ( من بعد ما كاد يزيغ ) بالياء والتاء تميل ( قلوب فريق منهم ) عن اتباعه إلى التخلف لما هم فيه من الشدة ( ثم تاب عليهم ) بالثبات ( إنه بهم رؤوف رحيم ) 118. ( و ) تاب ( على الثلاثة الذين خلفوا ) عن التوبة عليهم بقرينة ( حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) أي مع رحبها ، أي سعتها فلا يجدون مكانا يطمئنون إليه ( وضاقت عليهم أنفسهم ) قلوبهم للغم والوحشة بتأخير توبتهم فلا يسعها سرور ولا أنس ( وظنُّوا ) أيقنوا ( أن ) مخففة ( لا ملجأَ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ) وفقهم للتوبة ( ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ) 119. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) بترك معاصيه ( وكونوا مع الصادقين ) في الإيمان والعهود بأن تلزموا الصدق 120. ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ) إذا غزا ( ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ) بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد ، وهو نهي بلفظ الخبر ( ذلك ) النهي عن التخلف ( بأنهم ) بسبب أنهم ( لا يصيبهم ظمأ ) عطش ( ولا نصب ) تعب ( ولا مخمصة ) جوع ( في سبيل الله ولا يطؤون موطئا ) مصدر بمعنى وطأ ( يغيظ ) يغضب ( الكفار ولا ينالون من عدو ) لله ( نيلاً ) قتلاً أو أسراً أو نهباً ( إلا كتب لهم به عمل صالح ) ليجازوا عليه ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) أي أجرهم بل يثيبهم 121. ( ولا ينفقون ) فيه ( نفقة صغيرة ) ولو تمرة ( ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً ) بالسير ( إلا كتب لهم ) به عمل صالح ( ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) أي جزاءهم 122. ولما وُبِّخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل : ( وما كان المؤمنون لينفروا ) إلى الغزو ( كافة فلولا ) فهلا ( نفر من كل فرقة ) قبيلة ( منهم طائفة ) جماعة ، ومكث الباقون ( ليتفقهوا ) أي الماكثون ( في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ) من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام ( لعلهم يحذرون ) عقاب الله بامتثال أمره ونهيه ، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا ، والتي قبلها بالنهي عن تخلف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم 123. ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) أي الأقرب فالأقرب منهم ( وليجدوا فيكم غلظة ) شدة أي أغلظوا عليهم ( واعلموا أن الله مع المتقين ) بالعون والنصر 124. ( وإذا ما أنزلت سورة ) من القرآن ( فمنهم ) أي المنافقين ( من يقول ) لأصحابه استهزاء ( أيكم زادته هذه إيماناً ) تصديقاً ، قال تعالى ( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً ) لتصديقهم بها ( وهم يستبشرون ) يفرحون بها 125. ( وأما الذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) كفراً إلى كفرهم لكفرهم بها ( وماتوا وهم كافرون ) 126. ( أولا يرون أنهم ) بالياء أي المنافقون والتاء أيها المؤمنون ( يفتنون في ) يبتلون ( كل عام مرة أو مرتين ثم ) بالقحط والأمراض ( لا يتوبون ) من نفاقهم ( ولا هم يذكرون ) يتعظون 127. ( وإذا ما أنزلت سورة ) فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم ( نظر بعضهم إلى بعض ) يريدون الهرب يقولون ( هل يراكم من أحد ) إذا قمتم فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا ثبتوا ( ثم انصرفوا ) على كفرهم ( صرف الله قلوبهم ) عن الهدى ( بأنهم قوم لا يفقهون ) الحق لعدم تدبرهم 128. ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أي منكم : محمد صلى الله عليه وسلم ( عزيز ) شديد ( عليه ما عنتم ) أي عنتكم أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه ( حريص عليكم ) أن تهتدوا ( بالمؤمنين رؤوف ) شديد الرحمة ( رحيم ) يريد لهم الخير 129. ( فإن تولوا ) عن الإيمان بك ( فقل حسبي ) كافيّ ( الله لا إله إلا هو عليه توكلت ) به وثقت لا بغيره ( وهو رب العرش ) الكرسي ( العظيم ) خصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات ، وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال : آخر آية نزلت { لقد جاءكم رسول } إلى آخر السورة |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 27 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:13 am | |
| 10. سورة يونس 1. ( الر ) الله أعلم بمراده بذلك ( تلك ) أي هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن والإضافة بمعنى من ( الحكيم ) المحكم 2. ( أكان للناس ) أي أهل مكة استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله ( عجباً ) بالنصب خبر كان وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على الأولى ( أن أوحينا ) أي إيحاؤنا ( إلى رجل منهم ) محمد صلى الله عليه وسلم ( أن ) مفسرة ( أنذر ) خوف ( الناس ) الكافرين بالعذاب ( وبشر الذين آمنوا أن ) أي بأن ( لهم قدم ) سلف ( صدق عند ربهم ) أي أجراً حسناً بما قدموه من الأعمال ( قال الكافرون إن هذا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( لسحر مبين ) بيِّن وفي قراءة { لساحر } والمشار إليه القرآن المشتمل على ذلك 3. ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) من الدنيا ، أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولا قمر ولو شاء لخلقهن في لمحة ، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت ( ثم استوى على العرش ) استواء يليق به ( يدبر الأمر ) بين الخلائق ( ما من ) صلة ( شفيع ) يشفع لأحد ( إلا من بعد إذنه ) رد لقولهم إن الأصنام تشفع لكم ( ذلكم ) الخالق المدبر ( الله ربكم فاعبدوه ) وحدوه ( أفلا تذَّكَّرون ) بإدغام التاء في الأصل في الذال 4. ( إليه ) تعالى ( مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً ) مصدران منصوبان بفعلهما المقدر ( إنه ) بالكسر استئنافا والفتح على تقدير اللام ( يبدأ الخلق ) أي بدأه بالإنشاء ( ثم يعيده ) بالبعث ( ليجزي ) يثيب ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم ) ماء بالغ نهاية الحرارة ( وعذاب أليم ) مؤلم ( بما كانوا يكفرون ) أي بسبب كفرهم 5. ( هو الذي جعل الشمس ضياء ) ذات ضياء أي نور ( والقمر نوراً وقدره ) من حيث سيره ( منازل ) ثمانية وعشرين ليلة من كل شهر منزلاً من ثمان وعشرين ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً أو ليلةً إن كان تسعة وعشرين يوماً ( لتعلموا ) بذلك ( عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك ) المذكور ( إلا بالحق ) لا عبثاً ، تعالى عن ذلك ( يفصل ) بالياء والنون يبين ( الآيات لقوم يعلمون ) يتدبرون 6. ( إن في اختلاف الليل والنهار ) بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان ( وما خلق الله في السماوات ) من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك ( والأرض ) في الأرض من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها ( لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يتقون ) فيؤمنون خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بها 7. ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ) بالبعث ( ورضوا بالحياة الدنيا ) بدل الآخرة لإنكارهم لها ( واطمأنوا بها ) سكنوا إليها ( والذين هم عن آياتنا ) دلائل وحدانيتنا ( غافلون ) تاركون النظر فيها 8. ( أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) من الشرك والمعاصي 9. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ) يرشدهم ( ربهم بإيمانهم ) به بأن يجعل لهم نوراً يهتدون به يوم القيامة ( تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ) 10. ( دعواهم فيها ) طلبهم يشتهونه في الجنة أن يقولوا ( سبحانك اللهم ) أي يا الله فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم ( وتحيتهم ) فيما بينهم ( فيها سلام وآخر دعواهم أن ) مفسرة ( الحمد لله رب العالمين ) 11. ونزل لما استعجل المشركون العذاب ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم ) أي كاستعجالهم ( بالخير لقضي ) بالبناء للمفعول وللفاعل ( إليهم أجلهم ) بالرفع والنصب بأن يهلكهم ولكن يمهلهم ( فنذر ) نترك ( الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ) يترددون متحيرين 12. ( وإذا مس الإنسان ) الكافر ( الضر ) المرض والفقر ( دعانا لجنبه ) أي مضطجعاً ( أو قاعداً أو قائماً ) أي في كل حالٍ ( فلما كشفنا عنه ضره مر ) على كفره ( كأنْ ) مخففة واسمها محذوف أي كأنه ( لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك ) كما زين له الدعاء عند الضرر والإعراض عند الرخاء ( زين للمسرفين ) المشركين ( ما كانوا يعملون ) 13. ( ولقد أهلكنا القرون ) الأمم ( من قبلكم ) يا أهل مكة ( لما ظلموا ) بالشرك ( و ) قد ( جاءتهم رسلهم بالبينات ) الدالات على صدقهم ( وما كانوا ليؤمنوا ) عطف على ظلموا ( كذلك ) كما أهلكنا أولئك ( نجزي القوم المجرمين ) الكافرين 14. ( ثم جعلناكم ) يا أهل مكة ( خلائف ) جمع خليفة ( في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) فيها وهل تعتبرون بهم فتصدقوا رسلنا 15. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( بيناتٍ ) ظاهراتٍ حال ( قال الذين لا يرجون لقاءنا ) لا يخافون البعث ( ائت بقرآن غير هذا ) ليس فيه عيب آلهتنا ( أو بدِّله ) من تلقاء نفسك ( قل ) لهم ( ما يكون ) ينبغي ( لي أن أبدله من تلقاء ) قبل ( نفسي إن ) ما ( أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي ) بتبديله ( عذاب يوم عظيم ) هو يوم القيامة 16. ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم ) أعلمكم ( به ) ولا نافية عطف على ما قبله ، وفي قراءة بلام جواب لو : أي لأعلمكم به على لسان غيري ( فقد لبثت ) مكثت ( فيكم عمراً ) سنيناً أربعين ( من قبله ) لا أحدثكم بشيء ( أفلا تعقلون ) أنه ليس من قِبَلي 17. ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك إليه ( أو كذب بآياته ) القرآن ( إنه ) أي الشأن ( لا يفلح ) يسعد ( المجرمون ) المشركون 18. ( ويعبدون من دون الله ) أي غيره ( ما لا يضرهم ) إن لم يعبدوه ( ولا ينفعهم ) إن عبدوه وهو الأصنام ( ويقولون ) عنها ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل ) لهم ( أتنبئون الله ) تخبرونه ( بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ) استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه إذ لا يخفي عليه شيء ( سبحانه ) تنزيهاً له ( وتعالى عما يشركونـ ) ـه معه 19. ( وما كان الناس إلا أمة واحدة ) على دين واحد وهو الإسلام ، من لدن آدم إلى نوح ، وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحيّ ( فاختلفوا ) بأن ثبت بعض وكفر بعض ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الجزاء إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) أي الناس في الدنيا ( فيما فيه يختلفون ) من الدين بتعذيب الكافرين 20. ( ويقولون ) أي أهل مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) على محمد صلى الله عليه وسلم ( آية من ربه ) كما كان للأنبياء من الناقة والعصا واليد ( فقل ) لهم ( إنما الغيب ) ما غاب عن العباد أي أمره ( لله ) ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ ( فانتظروا ) العذاب إن لم تؤمنوا ( إني معكم من المنتظرين ) 26. ( للذين أحسنوا ) بالإيمان ( الحسنى ) الجنة ( وزيادة ) هي النظر إليه تعالى كما في حديث مسلم ( ولا يرهق ) يغشى ( وجوههم قتر ) سواد ( ولا ذلة ) كآبة ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 27. ( والذين ) عطف على الذين أحسنوا ، أي وللذين ( كسبوا السيئات ) عملوا الشرك ( جزاء سيئةٍ بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من ) زائدة ( عاصم ) مانع ( كأنما أغشيت ) ألبست ( وجوههم قطَعاً ) بفتح الطاء ، جمع قطعة وإسكانها أي جزءاً ( من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) 28. ( و ) اذكر ( يوم نحشرهم ) أي الخلق ( جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم ) نصب بالزموا مقدراً ( أنتم ) تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه ( وشركاؤكم ) أي الأصنام ( فزيَّلنا ) ميزنا ( بينهم ) وبين المؤمنين كما في آية { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } ( وقال ) لهم ( شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ) ما نافية وقدم المفعول للفاصلة 29. ( فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن ) مخففة أي إنا ( كنا عن عبادتكم لغافلين ) 30. ( هنالك ) أي ذلك اليوم ( تبلُو ) من البلوى ، وفي قراءة بتاءين { تتلو } من التلاوة ( كل نفس ما أسلفت ) قدمت من العمل ( وردوا إلى الله مولاهم الحق ) الثابت الدائم ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) عليه من الشركاء 31. ( قل ) لهم ( من يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أم من يملك السمع ) بمعنى الأسماع أي خلقها ( والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر ) بين الخلائق ( فسيقولون ) هو ( الله فقل ) لهم ( أفلا تتقون ) فتؤمنون 32. ( فذلكم ) الفاعل لهذه الأشياء ( الله ربكم الحق ) الثابت ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) استفهام تقرير ، أي ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال ( فأنى ) كيف ( تصرفون ) عن الإيمان مع قيام البرهان 33. ( كذلك ) كما صرف هؤلاء عن الإيمان ( حقت كلمة ربك على الذين فسقوا ) كفروا ، وهي { لأملأن جهنم } الآية ، أو هي ( أنهم لا يؤمنون ) 34. ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ) تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل 35. ( قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ) بنصب الحجج وخلق الاهتداء ( قل الله يهدي للحق ، أفمن يهدي إلى الحق ) وهو الله ( أحق أن يتبع أم من لا يهدِّي ) يهتدي ( إلا أن يُهدى ) أحق أن يتبع ، استفهام تقرير وتوبيخ ، أي الأول أحق ( فما لكم كيف تحكمون ) هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه 36. ( وما يتبع أكثرهم ) في عبادة الأصنام ( إلا ظناً ) حيث قلَّدوا فيه آباءهم ( إن الظن لا يغني من الحق شيئاً ) فيما المطلوب منه العلم ( إن الله عليم بما يفعلون ) فيجازيهم عليه 37. ( وما كان هذا القرآن أن يفترى ) أي افتراء ( من دون الله ) غيره ( ولكن ) أنزل ( تصديقَ الذي بين يديه ) من الكتب ( وتفصيلَ الكتاب ) تبيين ما كتبه الله من الأحكام وغيرها ( لا ريب ) لا شك ( فيه من رب العالمين ) متعلق بتصديق أو بأنزل المحذوف وقرئ برفع تصديق وتفصيل بتقدير هو 38. ( أم ) بل ( يقولون افتراه ) اختلقه محمد ( قل فأتوا بسورة مثله ) في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي ( وادعوا ) للإعانة عليه ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك 39. قال تعالى ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) أي القرآن ولم يتدبروه ( ولما ) لم ( يأتهم تأويله ) عاقبة ما فيه من الوعيد ( كذلك ) التكذيب ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) بتكذيب الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فكذلك نهلك هؤلاء 40. ( ومنهم ) أي أهل مكة ( من يؤمن به ) لعلم الله ذلك منهم ( ومنهم من لا يؤمن به ) أبداً ( وربك أعلم بالمفسدين ) تهديد لهم 41. ( وإن كذبوك فقل ) لهم ( لي عملي ولكم عملكم ) أي لكل جزاء عمله ( أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) وهذا منسوخ بآية السيف 42. ( ومنهم من يستمعون إليك ) إذا قرأت القرآن ( أفأنت تسمع الصم ) شبههم بهم في عدم الانتفاع بما يتلى عليهم ( ولو كانوا ) مع الصمم ( لا يعقلون ) يتدبرون 43. ( ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ) شبَّههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } 44. ( إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) 45. ( ويوم يحشرهم كأن ) أي كأنهم ( لم يلبثوا ) في الدنيا أو القبور ( إلا ساعةً من النهار ) لهول ما رأوا ، وجملة التشبيه حال من الضمير ( يتعارفون بينهم ) يعرف بعضهم بعضاً إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدة الأحوال والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف ( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ) بالبعث ( وما كانوا مهتدين ) 46. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( نُرينَّك بعض الذي نعدهم ) به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ( فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد ) مطلع ( على ما يفعلون ) من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب 47. ( ولكل أمة ) من الأمم ( رسول فإذا جاء رسولهم ) إليهم فكذبوه ( قضي بينهم بالقسط ) بالعدل فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه ( وهم لا يظلمون ) بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤلاء 48. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه 49. ( قل لا أملك لنفسي ضراً ) أدفعه ( ولا نفعاً ) أجلبه ( إلا ما شاء الله ) أي يقدرني عليه ، فكيف أملك لكم حلول العذاب ( لكل أمة أجل ) مدة معلومة لهلاكهم ( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ) يتأخرون عنه ( ساعة ولا يستقدمون ) يتقدمون عليه 50. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( إن أتاكم عذابه ) أي الله ( بياتاً ) ليلاً ( أو نهاراً ماذا ) أي شيء ( يستعجل منه ) أي العذاب ( المجرمون ) المشركون ، فيه وضع الظاهر موضع المضمر وجملة الاستفهام جواب شرط : كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني ، والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه 51. ( أثُم إذا ما وقع ) حلَّ بكم ( آمنتم به ) أي الله أو العذاب عند نزوله والهمزة لإنكار التأخير فلا يقبل منكم ويقال لكم ( آلآن ) تؤمنون ( وقد كنتم به تستعجلون ) استهزاء 52. ( ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ) أي الذي تخلدون فيه ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( بما كنتم تكسبون ) 53. ( ويستنبئونك ) يستخبرونك ( أحق هو ) أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث ( قل إي ) نعم ( وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) بفائتين العذاب 54. ( ولو أن لكل نفس ظلمت ) كفرت ( ما في الأرض ) جميعاً من الأموال ( لافتدت به ) من العذاب يوم القيامة ( وأسروا الندامة ) على ترك الإيمان ( لما رأوا العذاب ) أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين أضلوهم مخافة التعيير ( وقضي بينهم ) بين الخلائق ( بالقسط ) بالعدل ( وهم لا يظلمون ) شيئاً 55. ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله ) بالبعث والجزاء ( حق ) ثابت ( ولكن أكثرهم ) أي الناس ( لا يعلمون ) ذلك 56. ( هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ) في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم 57. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( قد جاءتكم موعظة من ربكم ) كتاب فيه ما لكم وما عليكم وهو القرآن ( وشفاء ) دواء ( لما في الصدور ) من العقائد الفاسدة والشكوك ( وهدى ) من الضلال ( ورحمة للمؤمنين ) به 58. ( قل بفضل الله ) الإسلام ( وبرحمته ) القرآن ( فبذلك ) الفضل والرحمة ( فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) من الدنيا بالياء والتاء 59. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( ما أنزل الله ) خلق ( لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً ) كالبحيرة والسائبة والميتة ( قل آلله أذن لكم ) في ذلك بالتحليل والتحريم لا ( أم ) بل ( على الله تفترون ) تكذبون بنسبة ذلك إليه 60. ( وما ظن الذين يفترون على الله الكذب ) أي شيء ظنهم به ( يوم القيامة ) أيحسبون أنه لا يعاقبهم لا ( إن الله لذو فضل على الناس ) بإمهالهم والإنعام عليهم ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) 61. ( وما تكون ) يا محمد ( في شأن ) أمر ( وما تتلو منه ) أي من الشأن أو الله ( من قرآن ) أنزله عليك ( ولا تعملون ) خاطبه وأمته ( من عمل إلا كنا عليكم شهوداً ) رقباء ( إذ تفيضون ) تأخذون ( فيه ) أي العمل ( وما يعزب ) يغيب ( عن ربك من مثقال ) وزن ( ذرة ) أصغر نملة ( في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) بيِّن هو اللوح المحفوظ 62. ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة 63. هم ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) الله بامتثال أمره ونهيه 64. ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له ( وفي الآخرة ) الجنة والثواب ( لا تبديل لكلمات الله ) لا خلف لمواعيده ( ذلك ) المذكور ( هو الفوز العظيم ) 65. ( ولا يحزنك قولهم ) لك لست مرسلاً وغيره ( إن ) استئناف ( العزة ) القوة ( لله جميعا هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل فيجازيهم وينصرك 66. ( ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض ) عبيداً وملكاً وخلقاً ( وما يتبع الذين يدعون ) يعبدون ( من دون الله ) أي غيره أصناماً ( شركاء ) له على الحقيقة تعالى على ذلك ( إن ) ما ( يتبعون ) في ذلك ( إلا الظن ) أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم ( وإن ) ما ( هم إلا يخرصون ) يكذبون في ذلك 67. ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ) إسناد الإبصار إليه مجاز لأنه يبصر فيه ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على وحدانيته تعالى ( لقوم يسمعون ) سماع تدبرٍ واتعاظ 68. ( قالوا ) أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله ( اتخذ الله ولداً ) قال تعالى لهم ( سبحانه ) تنزيهاً له عن الولد ( هو الغني ) عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكاً وخلقاً وعبيداً ( إن ) ما ( عندكم من سلطانٍ ) حجةٍ ( بهذا ) الذي تقولونه ( أتقولون على الله ما لا تعلمون ) استفهام توبيخ 69. ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب ) بنسبه الولد إليه ( لا يفلحون ) لا يسعدون 70. لهم ( متاع ) قليل ( في الدنيا ) يتمتعون به مدة حياتهم ( ثم إلينا مرجعهم ) بالموت ( ثم نذيقهم العذاب الشديد ) بعد الموت ( بما كانوا يكفرون ) 71. ( واتل ) يا محمد ( عليهم ) أي كفار مكة ( نبأ ) خبر ( نوح ) ويبدل منه ( إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبُر ) شق ( عليكم مَقامي ) لبثي فيكم ( وتذكيري ) وعظي إياكم ( بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم ) اعزموا على أمر تفعلونه بي ( وشركاءكم ) الواو بمعنى مع ( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ) مستوراً بل أظهروه وجاهروني به ( ثم اقضوا إلي ) امضوا فيما أردتموه ( ولا تُنظرون ) تمهلون فإني لست مبالياً بكم 72. ( فإن توليتم ) عن تذكيري ( فما سألتكم من أجر ) ثواب عليه فتُوَلُّوا ( إن ) ما ( أجري ) ثوابي ( إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ) 73. ( فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك ) السفينة ( وجعلناهم ) أي من معه ( خلائف ) في الأرض ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ) بالطوفان ( فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين ) من إهلاكهم فكذلك نفعل بمن كذب 74. ( ثم بعثنا من بعده ) أي نوح ( رسلاً إلى قومهم ) كإبراهيم وهود وصالح ( فجاؤوهم بالبينات ) المعجزات ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ) أي قبل بعث الرسل إليهم ( كذلك نطبع ) نختم ( على قلوب المعتدين ) فلا تقبل الإيمان كما طبعنا على قلوب أولئك 75. ( ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه ) قومه ( بآياتنا ) التسع ( فاستكبروا ) عن الإيمان بها ( وكانوا قوما مجرمين ) 76. ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين ) بيِّن ظاهر 77. ( قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم ) إنه لسحر ( أسحر هذا ) وقد أفلح من أتى به وأبطل سحر السحرة ( ولا يفلح الساحرون ) والاستفهام في الموضعين للإنكار 78. ( قالوا أجئتنا لتلفتنا ) لتردنا ( عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء ) الملك ( في الأرض ) أرض مصر ( وما نحن لكما بمؤمنين ) مصدقين 79. ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) فائق في علم السحر 80. ( فلما جاء السحرة قال لهم موسى ) بعد ما قالوا له { إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } ( ألقوا ما أنتم ملقون ) 81. ( فلما ألقوا ) حبالهم وعصيهم ( قال موسى ما ) استفهامية مبتدأ خبره ( جئتم به السحر ) بدل ، وفي قراءة بهمزة واحدة إخبار ، فما اسم موصول مبتدأ ( إن الله سيبطله ) أي سيمحقه ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) 82. ( ويحق ) يثبت ويظهر ( الله الحق بكلماته ) بمواعيده ( ولو كره المجرمون ) 83. ( فما آمن لموسى إلا ذرية ) طائفة ( من ) أولاد ( قومه ) أي فرعون ( على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ) يصرفهم عن دينه بتعذيبهم ( وإن فرعون لعالٍ ) متكبر ( في الأرض ) أرض مصر ( وإنه لمن المسرفين ) المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية 84. ( وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) 85. ( فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ) أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتتنوا بنا 86. ( ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) 87. ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ ) اتخذا ( لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة ) مصلى تصلون فيه لتأمنوا من الخوف ، وكان فرعون منعهم من الصلاة ( وأقيموا الصلاة ) أتموها ( وبشر المؤمنين ) بالنصر والجنة 88. ( وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ) آتيتهم ذلك ( ليضلوا ) في عاقبته ( عن سبيلك ) دينك ( ربنا اطمس على أموالهم ) امسخها ( واشدد على قلوبهم ) اطبع عليها واستوثق ( فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) المؤلم ، دعا عليهم وأمَّن هارون على دعائه 89. ( قال ) تعالى ( قد أجيبت دعوتكما ) فمسخت أموالهم حجارةً ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق ( فاستقيما ) على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب ( ولا تتبعانِّ سبيل الذين لا يعلمون ) في استعجال قضائي روي أنه مكث بعدها أربعين سنة 90. ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم ) لحقهم ( فرعون وجنوده بغياً وعدواً ) مفعول له ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ) أي بأنه وفي قراءة بالكسر استئنافا ( لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) كرره ليقبل منه فلم يقبل ، ودس جبريل في فيه حمأة البحر مخافة أن تناله الرحمة وقال له 91. ( آلآن ) تؤمن ( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) بضلالك وإضلالك عن الإيمان 92. ( فاليوم ننجيك ) نخرجك من البحر ( ببدنك ) جسدك الذي لا روح فيه ( لتكون لمن خلفك ) بعدك ( آية ) عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يُقدِموا على مثل فعلك ، وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم ليروه ( وإن كثيراً من الناس ) أي أهل مكة ( عن آياتنا لغافلون ) لا يعتبرون بها 93. ( ولقد بوأنا ) أنزلنا ( بني إسرائيل مبوَّأ صدق ) منزل كرامة وهو الشام ومصر ( ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا ) بأن آمن بعض وكفر بعض ( حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين 94. ( فإن كنت ) يا محمد ( في شك مما أنزلنا إليك ) من القصص فرضاً ( فاسأل الذين يقرؤون الكتاب ) التوراة ( من قبلك ) فإنه ثابت عندهم يخبرونك بصدقه ، قال صلى الله عليه وسلم : لا أشك ولا أسأل ( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) الشاكين فيه 95. ( ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) 96. ( إن الذين حقت ) وجبت ( عليهم كلمة ربك ) بالعذاب ( لا يؤمنون ) 97. ( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) فلا ينفعهم حينئذ 98. ( فلولا ) فهلا ( كانت قرية ) أريد أهلها ( آمنت ) قبل نزول العذاب بها ( فنفعها إيمانها إلا ) لكن ( قوم يونس لما آمنوا ) عند رؤية أمارة العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله ( كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) انقضاء آجالهم 99. ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس ) بما لم يشأه الله منهم ( حتى يكونوا مؤمنين ) لا 100. ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) بإرادته ( ويجعل الرجس ) العذاب ( على الذين لا يعقلون ) يتدبرون آيات الله 101. ( قل ) لكفار مكة ( انظروا ماذا ) أي الذي ( في السماوات والأرض ) من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى ( وما تغني الآيات والنذر ) جمع نذير ، أي الرسل ( عن قوم لا يؤمنون ) في علم الله أي ما تنفعهم 102. ( فهل ) فما ( ينتظرون ) بتكذيبك ( إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ) من الأمم أي مثل وقائعهم من العذاب ( قل فانتظروا ) ذلك ( إني معكم من المنتظرين ) 103. ( ثم ننجّي ) المضارع لحكاية الحال الماضي ( رسلنا والذين آمنوا ) من العذاب ( كذلك ) الإنجاء ( حقاً علينا ننج المؤمنين ) النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين تعذيب المشركين 104. ( قل يا أيها الناس ) أي يا أهل مكة ( إن كنتم في شك من ديني ) أنه حق ( فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ) أي غيره ، وهو الأصنام لشككم فيه ( ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم ) يقبض أرواحكم ( وأمرت أن ) أي بأن ( أكون من المؤمنين ) 105. ( و ) قيل لي ( أن أقم وجهك للدين حنيفاً ) مائلاً إليه ( ولا تكونن من المشركين ) 106. ( ولا تدع ) تعبد ( من دون الله ما لا ينفعك ) إن عبدته ( ولا يضرك ) إن لم تعبده ( فإن فعلت ) ذلك فرضاً ( فإنك إذا من الظالمين ) 107. ( وإن يمسسك ) يصيبك ( الله بضر ) كفقر ومرض ( فلا كاشف ) رافع ( له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ ) دافع ( لفضله ) الذي أرادك به ( يصيب به ) أي بالخير ( من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) 108. ( قل يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ) لأن ثواب اهتدائه له ( ومن ضل فإنما يضل عليها ) لأن وباله ضلاله عليها ( وما أنا عليكم بوكيل ) فأجبركم على الهدى 109. ( واتبع ما يوحى إليك ) من ربك ( واصبر ) على الدعوة وأذاهم ( حتى يحكم الله ) فيهم بأمره ( وهو خير الحاكمين ) أعدَلهم ، وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 28 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:14 am | |
| 11. سورة هود 1. ( الر ) الله أعلم بمراده بذلك ، هذا ( كتاب أحكمت آياته ) بعجيب النظم وبديع المعاني ( ثم فصِّلت ) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ ( من لدن حكيم خبير ) الله 2. ( ألا ) أي بأن لا ( تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير ) بالعذاب إن كفرتم ( وبشير ) بالثواب إن آمنتم 3. ( وأن استغفروا ربكم ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( يمتعكم ) في الدنيا ( متاعاً حسناً ) بطيب عيش وسعة رزق ( إلى أجل مسمى ) هو الموت ( ويؤت ) في الآخرة ( كل ذي فضلٍ ) في العمل ( فضله ) جزاءه ( وإن تَولَّوا ) فيه حذف إحدى التاءين ، أي تعرضوا ( فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) هو يوم القيامة 4. ( إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير ) ومنه الثواب والعذاب 5. ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحيي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل في المنافقين ( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ) أي الله ( ألا حين يستغشون ثيابهم ) يتغطَّون بها ( يعلم ) تعالى ( ما يسرون وما يعلنون ) فلا يغني استخفاؤهم ( إنه عليم بذات الصدور ) أي بما في القلوب 6. ( وما من ) زائدة ( دابة في الأرض ) هي ما دب عليها ( إلا على الله رزقها ) تكفل به فضلاً منه تعالى ( ويعلم مستقرها ) مسكنها في الدنيا أو الصلب ( ومستودعها ) بعد الموت أو في الرحم ( كل ) مما ذكر ( في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ 7. ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وكان عرشه ) قبل خلقها ( على الماء ) وهو على متن الريح ( ليبلوكم ) متعلق بخلق ، أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم ومصالح ليختبركم ( أيكم أحسن عملاً ) أي أطوع لله ( ولئن قلت ) يا محمد لهم ( إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن ) ما ( هذا ) القرآن الناطق بالبعث والذي تقوله ( إلا سحر مبين ) بين ، وفي قراءة { ساحر } ، والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم 8. ( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى ) مجيء ( أمة ) أوقات ( معدودة ليقولُن ) استهزاء ( ما يحبسه ) ما يمنعه من النزول قال تعالى : ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً ) مدفوعاً ( عنهم وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) من العذاب 9. ( ولئن أذقنا الإنسان ) الكافر ( منا رحمة ) غنى وصحة ( ثم نزعناها منه إنه ليؤوس ) قنوط من رحمة الله ( كفور ) شديد الكفر به 10. ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء ) فقر وشدة ( مسته ليقولن ذهب السيئات ) المصائب ( عني ) ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها ( إنه لفرح ) بطر ( فخور ) على الناس بما أوتي 11. ( إلا ) لكن ( الذين صبروا ) على الضراء ( وعملوا الصالحات ) في النعماء ( أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) هو الجنة 12. ( فلعلك ) يا محمد ( تارك بعض ما يوحى إليك ) فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به ( وضائق به صدرك ) بتلاوته عليهم لأجل ( أن يقولوا لولا ) هلا ( أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) يصدقه كما اقترحنا ( إنما أنت نذير ) فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوه ( والله على كل شيء وكيل ) حفيظ فيجازيهم 13. ( أم ) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة ( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء 14. ( فإن لم يستجيبوا لكم ) أي من دعوتموهم للمعاونة ( فاعلموا ) خطاب للمشركين ( أنما أنزل ) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن ) مخفّفة أي أنه ( لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا 15. ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً 16. ( أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه ( فيها ) أي الآخرة فلا ثواب له ( وباطل ما كانوا يعملون ) 17. ( أفمن كان على بينة ) بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن ( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي من الله وهو جبريل ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من القرآن ( إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس ) أي أهل مكة ( لا يؤمنون ) 18. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك والولد إليه ( أولئك يعرضون على ربهم ) يوم القيامة في جملة الخلق ( ويقول الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) المشركين 19. ( الذين يصدون عن سبيل الله ) دين الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون ) 13. ( أم ) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة ( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء 14. ( فإن لم يستجيبوا لكم ) أي من دعوتموهم للمعاونة ( فاعلموا ) خطاب للمشركين ( أنما أنزل ) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن ) مخفّفة أي أنه ( لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا 15. ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً 16. ( أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه ( فيها ) أي الآخرة فلا ثواب له ( وباطل ما كانوا يعملون ) 17. ( أفمن كان على بينة ) بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن ( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي من الله وهو جبريل ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من القرآن ( إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس ) أي أهل مكة ( لا يؤمنون ) 18. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك والولد إليه ( أولئك يعرضون على ربهم ) يوم القيامة في جملة الخلق ( ويقول الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) المشركين 19. ( الذين يصدون عن سبيل الله ) دين الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون ) 29. ( ويا قوم لا أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( مالاً ) تعطونيه ( إنْ ) ما ( أجري ) ثوابي ( إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا ) كما أمرتموني ( إنهم ملاقوا ربهم ) بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم ( ولكني أراكم قوما تجهلون ) عاقبة أمركم 30. ( ويا قوم من ينصرني ) يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن طردتهم ) أي لا ناصر لي ( أفلا ) فهلا ( تذِّكِّرون ) بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال : تتعظون 31. ( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا ) إني ( أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَك ) بل أنا بشر مثلكم ( ولا أقول للذين تزدري ) تحتقر ( أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً ، الله أعلم بما في أنفسهم ) قلوبهم ( إني إذاً ) إن قلت ذلك ( لمن الظالمين ) 32. ( قالوا يا نوح قد جادلتنا ) خاصمتنا ( فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا ) به من العذاب ( إن كنت من الصادقين ) فيه 33. ( قال إنما يأتيكم به الله إن شاء ) تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إلي ( وما أنتم بمعجزين ) بفائتين الله 34. ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ) أي إغواءكم ، وجواب الشرط دل عليه ولا ينفعكم نصحي ( هو ربكم وإليه ترجعون ) 35. قال تعالى : ( أم ) بل أ ( يقولون ) أي كفار مكة ( افتراه ) اختلق محمد القرآن ( قل إن افتريته فعلي إجرامي ) إثمي أي عقوبته ( وأنا بريء مما تجرمون ) من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي 36. ( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس ) تحزن ( بما كانوا يفعلون ) من الشرك ، فدعا عليهم بقوله : { رب لا تذر على الأرض } الخ ، فأجاب الله دعاءه فقال : { واصنع الفلك } الآية 37. ( واصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون ) 38. ( ويصنع الفلك ) حكاية حال ماضية ( وكلما مر عليه ملأ ) جماعة ( من قومه سخروا منه ) استهزؤوا به ( قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) إذا نجونا وغرقتم 39. ( فسوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذابٌ يخزيه ويحل ) ينزل ( عليه عذاب مقيم ) 40. ( حتى ) غاية للصنع ( إذا جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء ، وكان ذلك علامة لنوح ( قلنا احمل فيها ) في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكراً وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرها ، فجعل يضرب بيده في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة ( وأهلَكَ ) أي زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول ) أي منهم بالإهلاك وهو ولده كنعان وزوجته بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة ( ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء 41. ( وقال ) نوح ( اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومَرساها ) بفتح الميمين وضمهما مصدران ، أي جريها ورسوها أي منتهى سيرها ( إن ربي لغفور رحيم ) حيث لم يهلكنا 42. ( وهي تجري بهم في موج كالجبال ) في الارتفاع والعظم ( ونادى نوح ابنه ) كنعان ( وكان في معزل ) عن السفينة ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) 43. ( قال سآوي إلى جبل يعصمني ) يمنعني ( من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله ) عذابه ( إلا ) لكن ( من رحم ) الله فهو المعصوم ، قال تعالى ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) 44. ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ) الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء أنهاراً وبحاراً ( ويا سماء أقلعي ) أمسكي عن المطر فأمسكت ( وغيض ) نقص ( الماء وقضي الأمر ) تم أمر هلاك قوم نوح ( واستوت ) وقفت السفينة ( على الجودي ) جبل بالجزيرة بقرب الموصل ( وقيل بُعداً ) هلاكاً ( للقوم الظالمين ) الكافرين 45. ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني ) كنعان ( من أهلي ) وقد وعدتني بنجاتهم ( وإن وعدك الحق ) الذي لاخلف فيه ( وأنت أحكم الحاكمين ) أعلمهم وأعدلهم 46. ( قال ) تعالى ( يا نوح إنه ليس من أهلك ) الناجين أو من أهل دينك ( إنه ) أي سؤالك إياي بنجاته ( عملٌ غيرُ صالح ) فإنه كافر ولا نجاة للكافرين ، وفي قراءة { عَمِلَ } بكسر ميم عمل فعل ونصب { غيرَ } فالضمير لابنه ( فلا تسألنِ ) بالتشديد والتخفيف ( ما ليس لك به علم ) من إنجاء ابنك ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) بسؤالك ما لم تعلم 47. ( قال رب إني أعوذ بك ) من ( أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي ) ما فرط مني ( وترحمني أكن من الخاسرين ) 48. ( قيل يا نوح اهبط ) انزل من السفينة ( بسلام ) أو بتحية ( منا وبركات ) خيرات ( عليك وعلى أمم ممن معك ) في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون ( وأممٌ ) بالرفع ممن معك ( سنمتعهم ) في الدنيا ( ثم يمسهم منا عذاب أليم ) في الآخرة وهم الكفار 49. ( تلك ) أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح ( من أنباء الغيب ) أخبار ما غاب عنك ( نوحيها إليك ) يا محمد ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) القرآن ( فاصبر ) على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح ( إن العاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) 50. ( و ) أرسلنا ( إلى عاد أخاهم ) من القبيلة ( هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من ) زائدة ( إله غيره إن ) ما ( أنتم ) في عبادتكم الأوثان ( إلا مفترون ) كاذبون على الله 51. ( يا قوم لا أسألكم عليه ) على التوحيد ( أجراً إن ) ما ( أجري إلا على الذي فطرني ) خلقني ( أفلا تعقلون ) 52. ( ويا قوم استغفروا ربكم ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( يرسل السماء ) المطر وكانوا قد منعوه ( عليكم مدراراً ) كثير الدرور ( ويزدكم قوة إلى ) مع ( قوتكم ) بالمال والولد ( ولا تتولوا مجرمين ) مشركين 53. ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة ) برهان على قولك ( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ) أي لقولك ( وما نحن لك بمؤمنين ) 54. ( إن ) ما ( نقول ) في شأنك ( إلا اعتراك ) أصابك ( بعض آلهتنا بسوء ) فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي ( قال إني أشهد الله ) علي ( واشهدوا أني بريء مما تشركون ) به 55. ( من دونه فكيدوني ) احتالوا في هلاكي ( جميعاً ) أنتم وأوثانكم ( ثم لا تنظرون ) تمهلون 56. ( إني توكلت على الله ربي وربكم ما من ) زائدة ( دابة ) نسمة تدب على الأرض ( إلا هو آخذ بناصيتها ) أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل ( إن ربي على صراط مستقيم ) أي طريق الحق والعدل 57. ( فإن تولوا ) فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا ( فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً ) بإشراككم ( إن ربي على كل شيء حفيظ ) رقيب 58. ( ولما جاء أمرنا ) عذابنا ( نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة ) هداية ( منا ونجيناهم من عذاب غليظ ) شديد 59. ( وتلك عاد ) إشارة إلى آثارهم أي فسيحوا في الأرض وانظروا إليها ثم وصف أحوالهم فقال ( جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ) جمع لأن من عصى رسولاً جميع الرسل لاشتراكهم في أصل ما جاؤوا به وهو التوحيد ( واتبعوا ) أي السفلة ( أمر كل جبار عنيد ) معاند للحق من رؤسائهم 60. ( وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ) من الناس ( ويوم القيامة ) لعنة على رؤوس الخلائق ( ألا إن عاداً كفروا ) جحدوا ( ربهم ألا بعداً ) من رحمة الله ( لعاد قوم هود ) 61. ( و ) أرسلنا ( إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحِّدوه ( ما لكم من إله غيره هو أنشأكم ) ابتدأ خلقكم ( من الأرض ) بخلق أبيكم آدم منها ( واستعمركم فيها ) جعلكم عماراً تسكنون بها ( فاستغفروه ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( إن ربي قريب ) من خلقه بعلمه ( مجيب ) لمن سأله 62. ( قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً ) نرجو أن تكون سيداً ( قبل هذا ) الذي صدر منك ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) من الأوثان ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه ) من التوحيد ( مريب ) موقع في الريب 63. ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة ) بيان ( من ربي وآتاني منه رحمة ) نبوة ( فمن ينصرني ) يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن عصيته فما تزيدونني ) بأمركم لي بذلك ( غير تخسير ) تضليل 64. ( ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية ) حال عامله الإشارة ( فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ) عقر ( فيأخذكم عذاب قريب ) إن عقرتموها 65. ( فعقروها ) عقرها قُدار بأمرهم ( فقال ) صالح ( تمتعوا ) عيشوا ( في داركم ثلاثة أيام ) ثم تهلكون ( ذلك وعد غير مكذوب ) فيه 66. ( فلما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( نجينا صالحاً والذين آمنوا معه ) وهم أربعة آلاف ( برحمة منا ) ونجيناهم ( ومن خزي يومئذ ) بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو الأكثر ( إن ربك هو القوي العزيز ) الغالب 67. ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين 68. ( كأن ) مخففة واسمها محذوف أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ) في دارهم ( ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود ) بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة 69. ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا سلاماً ) مصدر ( قال سلام ) عليكم ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) مشوي 70. ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ) بمعنى أنكرهم ( وأوجس ) أضمر في نفسه ( منهم خيفة ) خوفاً ( قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ) لنهلكهم 71. ( وامرأته ) أي امرأة إبراهيم سارة ( قائمة ) تخدمهم ( فضحكت ) استبشاراً بهلاكهم ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء ) بعد ( إسحاق يعقوب ) ولده تعيش إلى أن تراه |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 29 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:14 am | |
| 72. ( قالت يا ويلتى ) كلمة تقال عند أمر عظيم ، والألف مبدلة من ياء الإضافة ( أألد وأنا عجوز ) لي تسع وتسعون سنة ( وهذا بعلي شيخاً ) له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الإشارة ( إن هذا لشيء عجيب ) أن يولد ولد لهرِمَين 73. ( قالوا أتعجبين من أمر الله ) قدرته ( رحمة الله وبركاته عليكم ) يا ( أهل البيت ) بيت إبراهيم ( إنه حميد ) محمود ( مجيد ) كريم 74. ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع ) الخوف ( وجاءته البشرى ) بالولد أخذ ( يجادلنا ) يجادل رسلنا ( في ) شأن ( قوم لوط ) 75. ( إن إبراهيم لحليم ) كثير الأناة ( أواه منيب ) رجاع ، فقال لهم : أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال : أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال ، أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا : لا قال : أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا : لا ، قال : أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا : لا ، قال : إن فيها لوطا ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها الخ 76. فلما أطال مجادلتهم قالوا ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) الجدال ( إنه قد جاء أمر ربك ) بهلاكهم ( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ) 77. ( ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعاً ) صدراً لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه ( وقال هذا يوم عصيب ) شديد 78. ( وجاءه قومه ) لما علموا بهم ( يهرعون ) يسرعون ( إليه ومن قبل ) قبل مجيئهم ( كانوا يعملون السيئات ) وهي إتيان الرجال ( قال ) لوط ( يا قوم هؤلاء بناتي ) فتزوجوهن ( هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون ) تفضحون ( في ضيفي ) أضيافي ( أليس منكم رجل رشيد ) يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر 79. ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ) حاجة ( وإنك لتعلم ما نريد ) إتيان الرجال 80. ( قال لو أن لي بكم قوة ) طاقة ( أو آوي إلى ركن شديد ) عشيرة تنصرني لبطشت بكم ، فلما رأت الملائكة ذلك 81. ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) بسوء ( فأَسْرِ بأهلك بقطْع ) طائفة ( من الليل ولا يلتفت منكم أحد ) لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم ( إلا امرأتُك ) بالرفع بدل من أحد ، وفي قراءة بالنصب استثناء من الأهل أي فلا تسر بها ( إنه مصيبها ما أصابهم ) فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هلاكهم فقالوا ( إن موعدهم الصبح ) فقال : أريد أعجل من ذلك قالوا ( أليس الصبح بقريب ) 82. ( فلما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( جعلنا عاليها ) أي قراهم ( سافلها ) أي بأن رفعها حبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض ( وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ) طين طبخ بالنار ( منضود ) متتابع 83. ( مسوَّمة ) معلَّمة عليها اسم من يرمى بها ( عند ربك ) ظرف لها ( وما هي ) الحجارة أو بلادهم ( من الظالمين ) أي أهل مكة ( ببعيد ) 84. ( و ) أرسلنا ( إلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير ) نعمة تغنيكم عن التطفيف ( وإني أخاف عليكم ) إن لم تؤمنوا ( عذاب يوم محيط ) بكم يهلككم ، ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه 85. ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان ) أتموها ( بالقسط ) بالعدل ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) لا تنقصوهم من حقهم شيئا ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) بالقتل وغيره من عثى بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا 86. ( بقيَّت الله ) رزقه الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن ( خير لكم ) من البخس ( إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيراً 87. ( قالوا ) له استهزاء ( يا شعيب أصلاتك تأمرك ) بتكليف ( أن نترك ما يعبد آباؤنا ) من الأصنام ( أو ) نترك ( أن نفعل في أموالنا ما نشاء ) المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير ( إنك لأنت الحليم الرشيد ) قالوا ذلك استهزاء 88. ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ) حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف ( وما أريد أن أخالفكم ) وأذهب ( إلى ما أنهاكم عنه ) فأرتكبه ( إن ) ما ( أريد إلا الإصلاح ) لكم بالعدل ( ما استطعت وما توفيقي ) قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات ( إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع 89. ( ويا قوم لا يجرمنكم ) يكسبنكم ( شقاقي ) خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول ، والثاني ( أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ) من العذاب ( وما قوم لوط ) أي منازلهم أو زمن هلاكهم ( منكم ببعيد ) فاعتبروا 90. ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ) بالمؤمنين ( ودود ) محب لهم 91. ( قالوا ) إيذاناً بقلة المبالاة ( يا شعيب ما نفقه ) نفهم ( كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ) ذليلاً ( ولولا رهطك ) عشيرتك ( لرجمناك ) بالحجارة ( وما أنت علينا بعزيز ) كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة 92. ( قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ) فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني لله ( واتخذتموه ) أي الله ( وراءكم ظهرياً ) منبوذاً خلف ظهوركم لا تراقبونه ( إن ربي بما تعملون محيط ) علماً فيجازيكم 93. ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( سوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا ) انتظروا عاقبة أمركم ( إني معكم رقيب ) منتظر 94. ( ولما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة ) صاح بهم جبريل ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين 95. ( كأنْ ) مخففة أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود ) 96. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ) برهان ظاهر 97. ( إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ) سديد 98. ( يقدم ) يتقدم ( قومه يوم القيامة ) فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا ( فأوردهم ) أدخلهم ( النار وبئس الورد المورود ) هي 99. ( وأتبعوا في هذه ) أي الدنيا ( لعنة ويوم القيامة ) لعنة ( بئس الرفد ) العون ( المرفود ) رفدهم 100. ( ذلك ) المذكور مبتدأ خبره ( من أنباء القرى نقصه عليك ) يا محمد ( منها ) أي القرى ( قائم ) هلك أهله دونه ومنها ( وحصيد ) هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل 101. ( وما ظلمناهم ) بإهلاكهم بغير ذنب ( ولكن ظلموا أنفسهم ) بالشرك ( فما أغنت ) دفعت ( عنهم آلهتهم التي يدعون ) يعبدون ( من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( شيء لما جاء أمر ربك ) عذابه ( وما زادوهم ) بعبادتهم لها ( غير تتبيب ) تخسير 102. ( وكذلك ) مَثَلُ ذلك الأخذ ( أخذ ربك إذا أخذ القرى ) أريد أهلها ( وهي ظالمة ) بالذنوب أي فلا يغني عنهم من أخذه شيء ( إن أخذه أليم شديد ) روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وكذلك أخذ ربك } الآية 103. ( إن في ذلك ) المذكور من القصص ( لآية ) لعبرة ( لمن خاف عذاب الآخرة ذلك ) أي يوم القيامة ( يوم مجموع له ) فيه ( الناس وذلك يوم مشهود ) يشهده جميع الخلائق 104. ( وما نؤخره إلا لأجل معدود ) لوقت معلوم عند الله 105. ( يوم يأت ) ذلك اليوم ( لا تَكَلَّمُ ) فيه حذف إحدى التاءين ( نفس إلا بإذنه ) تعالى ( فمنهم ) أي الخلق ( شقي ) ومنهم ( وسعيد ) كتب كل في الأزل 106. ( فأما الذين شقوا ) في علمه تعالى ( ففي النار لهم فيها زفير ) صوت شديد ( وشهيق ) صوت ضعيف 107. ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض ) أي مدة دوامهما في الدنيا ( إلا ) غير ( ما شاء ربك ) من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً ( إن ربك فعال لما يريد ) 108. ( وأما الذين سعدوا ) بفتح السين وضمها ( ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ) غير ( ما شاء ربك ) كما تقدم ، ودل عليه فيهم قوله ( عطاء غير مجذوذ ) مقطوع ، وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من التكلف والله أعلم بمراده 109. ( فلا تك ) يا محمد ( في مرية ) شك ( مما يعبد هؤلاء ) من الأصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم ، وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم ) أي كعبادتهم ( من قبل ) وقد عذبناهم ( وإنا لموفوهم ) مثلهم ( نصيبهم ) حظهم من العذاب ( غير منقوص ) أي تاماً 110. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فاختلف فيه ) بالتصديق والتكذيب كالقرآن ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) في الدنيا فيما اختلفوا ( وإنهم ) أي المكذبون به ( لفي شك منه مريب ) موقع في الريبة 111. ( وإنْ ) بالتخفيف والتشديد ( كلا ) أي كل الخلائق ( لمَا ) ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة ، وفي قراءة بتشديد لمَّا بمعنى إلا فإن نافية ( ليوفينهم ربك أعمالهم ) أي جزاءها ( إنه بما يعملون خبير ) عالم ببواطنه كظواهره 112. ( فاستقم ) على العمل بأمر ربك والدعاء إليه ( كما أمرت ) وليستقم ( ومن تاب ) آمن ( معك ولا تطغوا ) تجاوزوا حدود الله ( إنه بما تعملون بصير ) فيجازيكم 113. ( ولا تركنوا ) تميلوا ( إلى الذين ظلموا ) بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم ( فتمسكم ) تصيبكم ( النار وما لكم من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( أولياء ) يحفظونكم منه ( ثم لا تنصرون ) تمنعون من عذابه 114. ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الغداة والعشي أي : الصبح والظهر والعصر ( وزلفاً ) جمع زلفة أي طائفة ( من الليل ) المغرب والعشاء ( إن الحسنات ) كالصلوات الخمس ( يذهبن السيئات ) الذنوب الصغائر ، نزلت فيمن قبَّل أجنبية فأخبره النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال أَلِيَ هذا ؟ فقال : « لجميع أمتي كلهم » رواه الشيخان ( ذلك ذكرى للذاكرين ) عظة للمتعظين 115. ( واصبر ) يا محمد على أذى قومك أو على الصلاة ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) بالصبر على الطاعة 116. ( فلولا ) فهلا ( كان من القرون ) الأمم الماضية ( من قبلكم أولوا بقية ) أصحاب دين وفضل ( ينهون عن الفساد في الأرض ) المراد به النفي أي ما كان فيهم ذلك ( إلا ) لكن ( قليلا ممن أنجينا منهم ) نهوا فنجوا ومن للبيان ( واتبع الذين ظلموا ) بالفساد وترك النهي ( ما أترفوا ) نعموا ( فيه وكانوا مجرمين ) 117. ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ) منه لها ( وأهلها مصلحون ) مؤمنون 118. ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) أهل دين واحد ( ولا يزالون مختلفين ) في الدين 119. ( إلا من رحم ربك ) أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه ( ولذلك خلقهم ) أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها ( وتمت كلمة ربك ) وهي ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) 120. ( وكلاً ) نُصِب بنقصُّ وتنوينه عوض عن المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه ( نقص عليك من أنباء الرسل ما ) بدل من كلا ( نثبت ) نطمن ( به فؤادك ) قلبك ( وجاءك في هذه ) الأنباء أو الآيات ( الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكفار 121. ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إنا عاملون ) على حالتنا تهديد لهم 122. ( وانتظروا ) عاقبة أمركم ( إنا منتظرون ) ذلك 123. ( ولله غيب السماوات والأرض ) أي علم ما غاب فيهما ( وإليه يرجع ) بالبناء للفاعل يعود ، وللمفعول يرد ( الأمر كله ) فينتقم ممن عصى ( فاعبده ) وحده ( وتوكل عليه ) ثق به فإنه كافيك ( وما ربك بغافل عما تعملون ) وإنما يؤخرهم لوقتهم ، وفي قراءة بالفوقانية |
|
| |
الوردة الحمراء ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 5327 نقاط : 7749 تاريخ التسجيل : 05/06/2016 العمر : 57
| المشاركة رقم 30 موضوع: رد: تفاسيرالقرآن متعدد لسوره كاملا 2018-03-25, 10:14 am | |
| 12. سورة يوسف 1. ( الر ) الله أعلم بمراده ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن ، والإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر للحق من الباطل 2. ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا ) بلغة العرب ( لعلكم ) يا أهل مكة ( تعقلون ) تفقهون معانيه 3. ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا ) بإيحائنا ( إليك هذا القرآن وإنْ ) مخففة أي وإنه ( كنت من قبله لمن الغافلين ) 4. اذكر ( إذ قال يوسف لأبيه ) يعقوب ( يا أبت ) بالكسر دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء ( إني رأيت ) في المنام ( أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم ) تأكيد ( لي ساجدين ) جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقلاء 5. ( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) يحتالون في هلاكك حسداً لعلمهم بتأويلها من أنهم الكواكب والشمس أمك والقمر أبوك ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) ظاهر العداوة 6. ( وكذلك ) كما رأيت ( يجتبيك ) يختارك ( ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) تعبير الرؤيا ( ويتم نعمته عليك ) بالنبوة ( وعلى آل يعقوب ) أولاده ( كما أتمها ) بالنبوة ( على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم 7. ( لقد كان في ) خبر ( يوسف وإخوته ) وهم أحد عشر ( آيات ) عبر ( للسائلين ) 8. اذكر ( إذ قالوا ) أي بعض إخوة يوسف لبعضهم ( ليوسف ) مبتدأ ( وأخوه ) شقيقه بنيامين ( أحب ) خبر ( إلى أبينا منا ونحن عصبة ) جماعة ( إن أبانا لفي ضلال ) خطأ ( مبين ) بيِّن بإيثارهما علينا 9. ( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا ) أي بأرض بعيدة ( يخل لكم وجه أبيكم ) بأن يقبل عليكم ولا يلتفت لغيركم ( وتكونوا من بعده ) أي بعد قتل يوسف أو طرحه ( قوماً صالحين ) بأن تتوبوا 10. ( قال قائل منهم ) هو يهوذا ( لا تقتلوا يوسف وألقوه ) اطرحوه ( في غيابة الجب ) مظلم البئر ، وفي قراءة بالجمع ( يلتقطه بعض السيارة ) المسافرين ( إن كنتم فاعلين ) ما أردتم من التفريق فاكتفوا بذلك 11. ( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنَّا على يوسف وإنا له لناصحون ) لقائمون بمصالحه 12. ( أرسله معنا غداً ) إلى الصحراء ( يرتع ويلعب ) بالنون والياء فيهما ينشط ويتسع ( وإنا له لحافظون ) 13. ( قال إني ليحزنني أن تذهبوا ) أي ذهابكم ( به ) لفراقه ( وأخاف أن يأكله الذئب ) المراد به الجنس وكانت أرضهم كثيرة الذئاب ( وأنتم عنه غافلون ) مشغولون 14. ( قالوا لئن ) لام قسم ( أكله الذئب ونحن عصبة ) جماعة ( إنا إذاً لخاسرون ) عاجزون ، فأرسله معهم 15. ( فلما ذهبوا به وأجمعوا ) عزموا ( أن يجعلوه في غيابة الجب ) وجواب لمَّا محذوف أي فعلوا ذلك بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله وأدلوه فلما وصل إلى نصف البئر ألقوه ليموت فسقط في الماء ، ثم أوى إلى صخرة فنادوه فأجابهم يظن رحمتهم فأرادوا رضخه بصخرة فمنعهم يهوذا ( وأوحينا إليه ) في الجب وحيَ حقيقة وله سبع عشرة سنة أو دونها تطميناً لقلبه ( لتنبِّئنَّهم ) بعد اليوم ( بأمرهم ) بصنيعهم ( هذا وهم لا يشعرون ) بك حال الإنباء 16. ( وجاؤوا أباهم عشاء ) وقت المساء ( يبكون ) 17. ( قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق ) نرمي ( وتركنا يوسف عند متاعنا ) ثيابنا ( فأكله الذئب وما أنت بمؤمن ) بمصدق ( لنا ولو كنا صادقين ) عندك لاتهمتنا في هذه القصة لمحبة يوسف فكيف وأنت تسيء الظن بنا 18. ( وجاؤوا على قميصه ) محله نصب على الظرفية أي فوقه ( بدم كذب ) أي ذي كذب بأن ذبحوا سخلة ولطخوه بدمها وذهلوا عن شقه وقالوا إنه دمه ( قال ) يعقوب لما رآه صحيحاً وعلم كذبهم ( بل سولت ) زينت ( لكم أنفسكم أمراً ) ففعلتموه به ( فصبر جميل ) لا جزع فيه ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي أمري ( والله المستعان ) المطلوب منه العون ( على ما تصفون ) تذكرون من أمر يوسف 19. ( وجاءت سيارة ) مسافرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف ( فأرسلوا واردهم ) الذي يرد الماء ليستقي منه ( فأدلى ) أرسل ( دلوه ) في البئر فتعلق بها يوسف فأخرجه فلما رآه ( قال يا بشراي ) وفي قراءة { بشرى } ونداؤها مجاز أي احضري فهذا وقتك ( هذا غلام ) فعلم به فأتوه ( وأسروه ) أي أخفوا أمره جاعليه ( بضاعة ) بأن قالوا هذا عبدنا أبق وسكت يوسف خوفا من أن يقتلوه ( والله عليم بما يعملون ) 20. ( وشروه ) باعوه منهم ( بثمن بخس ) ناقص ( دراهم معدودة ) عشرين أو اثنين وعشرين ( وكانوا ) أي إخوته ( فيه من الزاهدين ) فجاءت به السيَّارة إلى مصر فباعه الذي اشتراه بعشرين ديناراً وزوجي نعل وثوبين 21. ( وقال الذي اشتراه من مصر ) وهو قطفير العزيز ( لامرأته ) زليخا ( أكرمي مثواه ) مقامه عندنا ( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ) وكان حصوراً ( وكذلك ) كما نجيناه من القتل والجب وعطفنا عليه قلب العزيز ( مكنَّا ليوسف في الأرض ) أرض مصر حتى بلغ ما بلغ ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) تعبير الرؤيا عطف على مقدر متعلق بمكنَّا أي لنملكه أو الواو زائدة ( والله غالب على أمره ) تعالى لا يعجزه شيء ( ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يعلمون ) ذلك 22. ( ولما بلغ أشده ) وهو ثلاثون سنة أو ثلاث ( آتيناه حكماً ) حكمةً ( وعلماً ) فقهاً في الدين قبل أن يبعث نبياً ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم 23. ( وراودته التي هو في بيتها ) هي زليخا ( عن نفسه ) أي طلبت منه يواقعها ( وغلَّقت الأبواب ) للبيت ( وقالت ) له ( هيت لك ) أي هلَّم ، واللام للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء وأخرى بضم التاء ( قال معاذ الله ) أعوذ بالله من ذلك ( إنه ) الذي اشتراني ( ربي ) سيدي ( أحسن مثواي ) مقامي فلا أخونه في أهله ( إنه ) أي الشأن ( لا يفلح الظالمون ) الزناة 24. ( ولقد همَّت به ) قصدت منه الجماع ( وهم بها ) قصد ذلك ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال ابن عباس مَثُلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، وجواب لولا لجامعها ( كذلك ) أريناه البرهان ( لنصرف عنه السوء ) الخيانة ( والفحشاء ) الزنا ( إنه من عبادنا المخلصين ) في الطاعة ، وفي قراءة بكسر اللام أي المختارين 25. ( واستبقا الباب ) بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها ( وقدت ) شقت ( قميصه من دبر وألفيا ) وجدا ( سيدها ) زوجها ( لدى الباب ) فنزهت نفسها ثم ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء ) زنا ( إلا أن يسجن ) يحبس في سجن ( أو عذاب أليم ) مؤلم بأن يضرب 26. ( قال ) يوسف متبرئاً ( هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها ) ابن عمها رُوي أنه كان في المهد فقال ( إن كان قميصه قد من قبل ) قدام ( فصدقت وهو من الكاذبين ) 27. ( وإن كان قميصه قد من دبر ) خلف ( فكذبت وهو من الصادقين ) 28. ( فلما رأى ) زوجها ( قميصه قُدَّ من دبر قال إنه ) أي قولك { ما جزاء من أراد } الخ ( من كيدكن ) أيها النساء ( إن كيدكن عظيم ) 29. ثم قال يا ( يوسف أعرض عن هذا ) الأمر ولا تذكره لئلا يشيع ( واستغفري ) يا زليخا ( لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) الآثمين ، واشتهر الخبر وشاع 30. ( وقال نسوة في المدينة ) مدينة مصر ( امرأة العزيز تراود فتاها ) عبدها ( عن نفسه قد شغفها حباً ) تمييز أي دخل حبه شغاف قلبها أي غلافه ( إنا لنراها في ضلال ) أي في خطأ ( مبين ) بين بحبها إياه 31. ( فلما سمعت بمكرهن ) غيبتهن لها ( أرسلت إليهن وأعتدت ) أعدت ( لهن متكأً ) طعاماً يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الأترج ( وآتت ) أعطت ( كل واحدة منهن سكيناً وقالت ) ليوسف ( اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه ) أعظمنه ( وقطعن أيديهن ) بالسكاكين ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف ( وقلن حاش لله ) تنزيهاً له ( ما هذا ) أي يوسف ( بشراً إن ) ما ( هذا إلا ملك كريم ) لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة البشرية وفي الحديث « أنه أعطي شطر الحسن » 32. ( قالت ) امرأة العزيز لما رأت ما حل بهن ( فذلكن ) فهذا هو ( الذي لمتنَّني فيه ) في حبه بيان لعذرها ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) امتنع ( ولئن لم يفعل ما آمره ) به ( ليسجنن وليكوناً من الصاغرين ) الذليلين فقلن له أطع مولاتك 33. ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب ) أمل ( إليهن وأكن ) أصير ( من الجاهلين ) المذنبين ، والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى 34. ( فاستجاب له ربه ) دعاءه ( فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل 35. ( ثم بدا ) ظهر ( لهم من بعد ما رأوا الآيات ) الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه دل على هذا ( ليسجننه حتى ) إلى ( حين ) ينقطع فيه كلام الناس فسجن 36. ( ودخل معه السجن فتيان ) غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه فرأياه يعبِّر الرؤيا فقالا لنختبرنَّه ( قال أحدهما ) وهو الساقي ( إني أراني أعصر خمرا ) أي عنبا ( وقال الآخر ) وهو صاحب الطعام ( إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا ) خبزنا ( بتأويله ) بتعبيره ( إنا نراك من المحسنين ) 37. ( قال ) لهما مخبراً أنه عالم بتعبير الرؤيا ( لا يأتيكما طعام ترزقانه ) في منامكما ( إلا نبأتكما بتأويله ) في اليقظة ( قبل أن يأتيكما ) تأويله ( ذلكما مما علمني ربي ) فيه حث على إيمانهما ثم قواه بقوله ( إني تركت ملة ) دين ( قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون ) 38. ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان ) ينبغي ( لنا أن نشرك بالله من ) زائدة ( شيء ) لعصمتنا ( ذلك ) التوحيد ( من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يشكرون ) الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال 39. ( يا صاحبي ) ساكني ( السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) خير ؟ استفهام تقرير 40. ( ما تعبدون من دونه ) أي غيره ( إلا أسماء سميتموها ) سميتم بها أصناماً ( أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها ) بعبادتها ( من سلطان ) حجة وبرهان ( إن ) ما ( الحكم ) القضاء ( إلا لله ) وحده ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك ) التوحيد ( الدين القيِّم ) المستقيم ( ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فهم يشركون 41. ( يا صاحبي السجن أما أحدكما ) اي الساقي فيخرج بعد ثلاث ( فيسقي ربه ) سيده ( خمراً ) على عادته ( وأما الآخر ) فيخرج بعد ثلاث ( فيصلب فتأكل الطير من رأسه ) هذا تأويل رؤياكما فقالا ما رأينا شيئاً فقال ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) سألتما عنه صدقتما أم كذبتما 42. ( وقال للذي ظن ) أيقن ( أنه ناج منهما ) وهو الساقي ( اذكرني عند ربك ) سيدك فقل له إن في السجن غلاماً محبوساً ظلماً فخرج ( فأنساه ) أي الساقي ( الشيطان ذكر ) يوسف عند ( ربه فلبث ) مكث يوسف ( في السجن بضع سنين ) قيل سبعاً وقيل اثنتي عشرة 43. ( وقال الملك ) ملك مصر الريان بن الوليد ( إني أرى ) أي رأيت ( سبع بقرات سمان يأكلهن ) يبتلعهن ( سبع ) من البقر ( عجاف ) جمع عجفاء ( وسبع سنبلات خضر وأخر ) أي سبع سنبلات ( يابسات ) قد التوت على الخضر وعلت عليها ( يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ) بينوا لي تعبيرها ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) فاعبروها لي 44. ( قالوا ) هذه ( أضغاث ) أخلاط ( أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ) 45. ( وقال الذي نجا منهما ) أي من الفتيين وهو الساقي ( وادَّكر ) فيه إبدال التاء في الأصل دالاً وإدغامها في الدال أي تذكر يوسف ( بعد أمة ) حين قال ( أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ) فأرسلوه فأتى يوسف فقال : 46. يا ( يوسف أيها الصديق ) الكثير الصدق ( أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس ) أي الملك وأصحابه ( لعلهم يعلمون ) تعبيرها 47. ( قال تزرعون ) أي ازرعوا ( سبع سنين دأباً ) متتابعة وهي تأويل السبع السمان ( فما حصدتم فذروه ) أي اتركوه ( في سنبله ) لئلا يفسد ( إلا قليلا مما تأكلون ) فادرسوه 48. ( ثم يأتي من بعد ذلك ) أي السبع المخصبات ( سبع شداد ) مجدبات صعاب وهي تأويل السبع العجاف ( يأكلن ما قدمتم لهن ) من الحب المزروع في السنين المخصبات أي تأكلونه فيهن ( إلا قليلاً مما تحصنون ) 49. ( ثم يأتي من بعد ذلك ) أي السبع المجدبات ( عام فيه يغاث الناس ) بالمطر ( وفيه يعصرون ) الأعناب وغيرها لخصبه 50. ( وقال الملك ) لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها ( ائتوني به ) أي الذي عبرها ( فلما جاءه ) أي يوسف ( الرسول ) وطلبه للخروج ( قال ) قاصداً إظهار براءته ( ارجع إلى ربك فاسأله ) أن يسأل ( ما بال ) حال ( النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي ) سيدي ( بكيدهن عليم ) فرجع فأخبر الملك فجمعهن 51. ( قال ما خطبكن ) شأنكن ( إذ راودتن يوسف عن نفسه ) هل وجدتن منه ميلاً إليكن ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص ) وضح ( الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ) في قوله { هي راودتني عن نفسي } فاخبر يوسف بذلك فقال : 52. ( ذلك ) أي طلب البراءة ( ليعلم ) العزيز ( أني لم أخنه ) في أهله ( بالغيب ) حال ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ثم تواضع لله فقال : 53. ( وما أبرئ نفسي ) من الزلل ( إن النفس ) الجنس ( لأمارة ) كثيرة الأمر ( بالسوء إلا ما ) بمعنى من ( رحم ربي ) فعصمه ( إن ربي غفور رحيم ) 54. ( وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي ) أجعله خالصاً لي دون شريك فجاءه الرسول وقال : أجب الملك فقام وودع أهل السجن ودعا لهم ثم اغتسل ولبس ثيابا حسنة ودخل عليه ( فلما كلمه قال ) له ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ذو مكانة وأمانة على أمرنا فماذا ترى أن نفعل ؟ قال : اجمع الطعام وازرع زرعاً كثيراً في هذه السنين المخصبة وادخر الطعام في سنبله فتأتي إليك الخلق ليمتاروا منك ، فقال : ومن لي بهذا ؟ 55. ( قال ) يوسف ( اجعلني على خزائن الأرض ) أرض مصر ( إني حفيظ عليم ) ذو حفظ وعلم بأمرها وقيل كاتب حاسب 56. ( وكذلك ) كإنعامنا عليه بالخلاص من السجن ( مكنا ليوسف في الأرض ) أرض مصر ( يتبوأ ) ينزل ( منها حيث يشاء ) بعد الضيق والحبس . وفي القصة أن الملك توَّجه وختَّمه وولاه مكان العزيز وعزله ومات بعد ، فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين ، وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب ( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) 57. ( ولأجر الآخرة خير ) من أجر الدنيا ( للذين آمنوا وكانوا يتقون ) ودخلت سنو القحط وأصاب أرض كنعان والشام 58. ( وجاء إخوة يوسف ) إلا بنيامين ليمتاروا لما بلغهم أن عزيز مصر يعطي الطعام بثمنه ( فدخلوا عليه فعرفهم ) أنهم إخوته ( وهم له منكرون ) لا يعرفونه لبعد عهدهم به وظنهم هلاكه فكلموه بالعبرانية فقال كالمنكر عليهم : ما أقدمكم بلادي ؟ فقالوا : للميرة ، فقال : لعلكم عيون ، قالوا : معاذ الله ، قال : فمن أين أنتم ، قالوا : من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله ، قال : وله أولاد غيركم ، قالوا : نعم ، كنا اثني عشر فذهب أصغرنا هلك في البرية وكان أحبنا إليه وبقي شقيقه فاحتبسه ليتسلى به عنه ، فأمر بإنزالهم وإكرامهم 59. ( ولما جهزهم بجهازهم ) وفَّى لهم كيلهم ( قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ) أي بنيامين لأعلم صدقكم فيما قلتم ( ألا ترون أني أوفي الكيل ) أتمه من غير بخس ( وأنا خير المنزلين ) 60. ( فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ) أي ميرة ( ولا تقربون ) نهي أو عطف على محل فلا كيل أي تحرموا ولا تقربوا 61. ( قالوا سنراود عنه أباه ) سنجتهد في طلبه منه ( وإنا لفاعلون ) ذلك 62. ( وقال لفتيته ) وفي قراءة { لفتيانه } غلمانه ( اجعلوا بضاعتهم ) التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم ( في رحالهم ) أوعيتهم ( لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم ) وفرغوا أوعيتهم ( لعلهم يرجعون ) إلينا لأنهم لا يستحلون إمساكها 63. ( فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل ) إن لم ترسل أخانا إليه ( فأرسل معنا أخانا نكتل ) بالنون والياء ( وإنا له لحافظون ) 64. ( قال هل ) ما ( آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه ) يوسف ( من قبل ) وقد فعلتم به ما فعلتم ( فالله خير حافظاً ) وفي قراءة { حفظاً } تمييز كقولهم لله دره فارساً ( وهو أرحم الراحمين ) فأرجو أن يمن بحفظه 65. ( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي ) ما استفهامية أي أي شيء نطلب من إكرام الملك أعظم من هذا ، وقرىء بالفوقانية خطاباً ليعقوب وكانوا ذكروا له إكرامه لهم ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ) نأتي بالميرة لهم وهي الطعام ( ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ) لأخينا ( ذلك كيل يسير ) سهل على الملك لسخائه 66. ( قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً ) عهداً ( من الله ) بأن تحلفوا ( لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ) بأن تموتوا أو تغلبوا فلا تطيقوا الإتيان به فأجابوه إلى ذلك ( فلما آتوه موثقهم ) بذلك ( قال الله على ما نقول ) نحن وأنتم ( وكيل ) شهيد وأرسله معهم 67. ( وقال يا بني لا تدخلوا ) مصر ( من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) لئلا تصيبكم العين ( وما أغني ) أدفع ( عنكم ) بقولي ذلك ( من الله من ) صلة ( شيء ) قدره عليكم وإنما ذلك شفقة ( إن ) ما ( الحكم إلا لله ) وحده ( عليه توكلت ) به وثقت ( وعليه فليتوكل المتوكلون ) 68. ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ) أي متفرقين ( ما كان يغني عنهم من الله ) أي قضائه ( من ) صلة ( شيء إلا ) لكن ( حاجة في نفس يعقوب قضاها ) وهي إرادة دفع العين شفقة ( وإنه لذو علم لما علَّمناه ) لتعليمنا إياه ( ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يعلمون ) إلهام الله لأصفيائه 69. ( ولما دخلوا على يوسف آوى ) ضمَّ ( إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس ) تحزن ( بما كانوا يعملون ) من الحسد لنا وأمره أن لا يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده 70. ( فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية ) هي صاعٌ من ذهب مرصع بالجوهر ( في رحل أخيه ) بنيامين ( ثم أذَّن مؤذن ) نادى منادٍ بعد انفصالهم عن مجلس يوسف ( أيتها العير ) القافلة ( إنكم لسارقون ) 71. ( قالوا و ) قد ( أقبلوا عليهم ماذا ) ما الذي ( تفقدونـ ) ـه 72. ( قالوا نفقد صواع ) صاع ( الملك ولمن جاء به حمل بعير ) من الطعام ( وأنا به ) بالحمل ( زعيم ) كفيل 73. ( قالوا تالله ) قسم فيه معنى التعجب ( لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ) ما سرقنا قط 74. ( قالوا ) أي المؤذن وأصحابه ( فما جزاؤه ) أي السارق ( إن كنتم كاذبين ) في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم 75. ( قالوا جزاؤه ) مبتدأ خبره ( من وجد في رحله ) يُسترق ثم أكد بقوله ( فهو ) أي السارق ( جزاؤه ) أي المسروق لا غير وكانت سنة آل يعقوب ( كذلك ) الجزاء ( نجزي الظالمين ) بالسرقة فصرحوا ليوسف بتفتيش أوعيتهم 76. ( فبدأ بأوعيتهم ) ففتشها ( قبل وعاء أخيه ) لئلا يتهم ( ثم استخرجها ) أي السقاية ( من وعاء أخيه ) قال تعالى : ( كذلك ) الكيد ( كدنا ليوسف ) علمناه الاحتيال في أخذ أخيه ( ما كان ) يوسف ( ليأخذ أخاه ) رقيقاً عن السرقة ( في دين الملك ) حكم مصر لأن جزاءه الضرب وتغريم مثلي المسروق لا الاسترقاق ( إلا أن يشاء الله ) أخذه بحكم أبيه أي لم يتمكن من أخذه إلا بمشيئة الله بإلهامه سؤال إخوته وجوابهم بسنتهم ( نرفع درجات من نشاء ) بالإضافة والتنوين في العلم كيوسف ( وفوق كل ذي علم ) من المخلوقين ( عليم ) أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى 77. ( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) أي يوسف فقد سرق لأبي أمِّه صنماً من ذهب فكسره لئلا يعبده ( فأسرَّها يوسف في نفسه ولم يبدها ) يظهرها ( لهم ) والضمير للكلمة التي في قوله ( قال ) في نفسه ( أنتم شرٌّ مكاناً ) من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له ( والله أعلم ) عالم ( بما تصفون ) تذكرون من أمره 78. ( قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخاً كبيراً ) يحبه أكثر منا ويتسلى به عن ولده الهالك ويحزنه فراقه ( فخذ أحدنا ) استعبده ( مكانه ) بدلاً منه ( إنا نراك من المحسنين ) في أفعالك 79. ( قال معاذ الله ) نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول أي نعوذ بالله من ( أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) لم يقل من سرق تحرزاً من الكذب ( إنا إذاً ) إن أخذنا غيره ( لظالمون ) 80. ( فلما استيأسوا ) يئسوا ( منه خلصوا ) اعتزلوا ( نجيَّاً ) مصدر يصلح للواحد وغيره ، أي يناجي بعضهم بعضاً ( قال كبيرهم ) سِنّاً : روبيل أو رأياً : يهوذا ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً ) عهداً ( من الله ) في أخيكم ( ومن قبل ما ) زائدة ( فرطتم في يوسف ) وقيل ما مصدرية مبتدأ خبره من قبل ( فلن أبرح ) أفارق ( الأرض ) أرض مصر ( حتى يأذن لي أبي ) بالعودة إليه ( أو يحكم الله لي ) بخلاص أخي ( وهو خير الحاكمين ) أعدلهم 81. ( ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا ) عليه ( إلا بما علمنا ) تيقَّنا من مشاهدة الصاع في رحله ( وما كنا للغيب ) لما غاب عنا حين إعطاء الموثق ( حافظين ) ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه 82. ( واسأل القرية التي كنا فيها ) هي مصر ، أي ارسل إلى أهلها فاسألهم ( والعير ) أي أصحاب العير ( التي أقبلنا فيها ) وهم قوم كنعان ( وإنا لصادقون ) في قولنا فرجعوا إليه وقالوا له ذلك 83. ( قال بل سولت ) زينت ( لكم أنفسكم أمراً ) ففعلتموه ، اتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف ( فصبر جميل ) صبري ( عسى الله أن يأتيني بهم ) بيوسف وأخويه ( جميعاً إنه هو العليم ) بحالي ( الحكيم ) في صنعه 84. ( وتولى عنهم ) تاركاً خطابهم ( وقال يا أسفى ) الألف بدل من ياء الإضافة أي يا حزني ( على يوسف وابيضت عيناه ) انمحق سوادهما وبدل بياضاً من بكائه ( من الحزن ) عليه ( فهو كظيم ) مغموم مكروب لا يظهر كربه 85. ( قالوا تالله ) لا ( تفتأ ) تزال ( تذكر يوسف حتى تكون حرضاً ) مشرفاً على الهلاك لطول مرضك وهو مصدر يستوي فيه الواحد وغيره ( أو تكون من الهالكين ) الموتى 86. ( قال ) لهم ( إنما أشكوا بثي ) هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس ( وحزني إلى الله ) لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ) من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي ، ثم قال 87. ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) اطلبوا خبرهما ( ولا تيأسوا ) تقنطوا ( من روح الله ) رحمته ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) فانطلقوا نحو مصر ليوسف 88. ( فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسَّنا وأهلنا الضر ) الجوع ( وجئنا ببضاعة مزجاة ) مدفوعة يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفاً أو غيرها ( فأوف ) أتم ( لنا الكيل وتصدق علينا ) بالمسامحة عن رداءة بضاعتنا ( إن الله يجزي المتصدقين ) يثيبهم ، فَرَقَّ لهم وأدركته الرحمة ورفع الحجاب بينه وبينهم 89. ثم ( قال ) لهم توبيخاً ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف ) من الضرب والبيع وغير ذلك ( وأخيه ) من هضمكم له بعد فراق أخيه ( إذ أنتم جاهلون ) ما يؤول إليه أمر يوسف 90. ( قالوا ) بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين ( أئنك ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منَّ ) أنعم ( الله علينا ) بالاجتماع ( إنه من يتق ) يخف الله ( ويصبر ) على ما يناله ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) فيه وضع الظاهر موضع المضمر 91. ( قالوا تالله لقد آثرك ) فضلك ( الله علينا ) بالملك وغيره ( وإن ) مخففة أي إنا ( كنا لخاطئين ) آثمين في أمرك فأذللناك 92. ( قال لا تثريب ) عتب ( عليكم اليوم ) خصَّه بالذكر لأنه مظنة التثريب فغيره أولى ( يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) وسألهم عن أبيه فقالوا ذهبت عيناه فقال : 93. ( اذهبوا بقميصي هذا ) وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها ولا يُلقى على مبتلىً إلا عوفي ( فألقوه على وجه أبي يأت ) يصِر ( بصيراً وأتوني بأهلكم أجمعين ) 94. ( ولما فصلت العير ) خرجت من عريش مصر ( قال أبوهم ) لمن حضر من بنيه وأولادهم ( إني لأجد ريح يوسف ) أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسيرة ثلاثة أيام أو ثمانية أو اكثر ( لولا أن تفنِّدون ) تسفهون لصدقتموني 95. ( قالوا ) له ( تالله إنك لفي ضلالك ) خطئك ( القديم ) من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد العهد 96. ( فلما أن ) زائدة ( جاء البشير ) يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه ( ألقاه ) طرح القميص ( على وجهه فارتد ) رجع ( بصيراً قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) 97. ( قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ) 98. ( قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ) أخر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى الإجابة أو إلى ليلة الجمعة ، ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والأكابر لتلقيهم 99. ( فلما دخلوا على يوسف ) في مضربه ( آوى ) ضم ( إليه أبويه ) أباه وأمه أو خالته ( وقال ) لهم ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) فدخلوا وجلس يوسف على سريره 100. ( ورفع أبويه ) أجلسهما معه ( على العرش ) السرير ( وخروا ) أي أبواه وإخوته ( له سجدَّاً ) سجود انحناء لا وضع جبهة ، وكان تحيتهم في ذلك الزمان ( وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بي ) إلي ( إذ أخرجني من السجن ) لم يقل من الجب تكرماً لئلا يخجل إخوته ( وجاء بكم من البدو ) البادية ( من بعد أن نزغ ) أفسد ( الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم ) بخلقه ( الحكيم ) في صنعه ، وأقام عنده أبواه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة وحضره الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه ودفنه ثمة ، ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثلاثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم فقال 101. ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ) تعبير الرؤيا ( فاطر ) خالق ( السماوات والأرض أنت وليي ) متولي صالحي ( في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) من آبائي فعاش بعد ذلك أسبوعا أو أكثر ومات وله مائة وعشرون سنة وتشاحَّ المصريون في قبره فجعلوه في صندوق من مرمر ودفنوه في أعلى النيل لتعم البركة جانبيه فسبحان من لا انقضاء لملكه 102. ( ذلك ) المذكور من أمر يوسف ( من أنباء ) أخبار ( الغيب ) ما غاب عنك يا محمد ( نوحيه إليك وما كنت لديهم ) لدى إخوة يوسف ( إذ أجمعوا أمرهم ) في كيده أي عزموا عليه ( وهم يمكرون ) به ، أي لم تحضرهم فتعرف قصتهم فتخبر بها وإنما حصل لك علمها من جهة الله 103. ( وما أكثر الناس ) أي أهل مكة ( ولو حرصت ) على إيمانهم ( بمؤمنين ) 104. ( وما تسألهم عليه ) أي القرآن ( من أجر ) تأخذه ( إن ) ما ( هو ) أي القرآن ( إلا ذكر ) عظة ( للعالمين ) 105. ( وكأيِّن ) وكم ( من آية ) دالة على وحدانية الله ( في السماوات والأرض يمرون عليها ) يشاهدونها ( وهم عنها معرضون ) لا يتفكرون بها 106. ( وما يؤمن أكثرهم بالله ) حيث يقرون بأنه الخالق الرزاق ( إلا وهم مشركون ) به بعبادة الأصنام ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك . يعنونها 107. ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية ) نقمة تغشاهم ( من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت إتيانها 108. ( قل ) لهم ( هذه سبيلي ) وفسرها بقوله ( أدعوا إلى ) دين ( الله على بصيرة ) حجة واضحة ( أنا ومن اتبعني ) آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله ( وسبحان الله ) تنزيها له عن الشركاء ( وما أنا من المشركين ) من جملة سبيله أيضاً 109. ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يُوحى ) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء ( إليهم ) لا ملائكة ( من أهل القرى ) الأمصار لأنهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم ( أفلم يسيروا ) أهل مكة ( في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم ( ولدار الآخرة ) أي الجنة ( خير للذين اتقوا ) الله ( أفلا تعقلون ) بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنوا 110. ( حتى ) غاية لما دل عليه { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا } أي فتراخى نصرهم حتى ( إذا استيأس ) يئس ( الرسل وظنوا ) أيقن الرسل ( أنهم قد كُذِّبوا ) بالتشديد تكذيباً لا إيمان بعده ، والتخفيف أي ظن الأمم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر ( جاءهم نصرنا فننجي ) بنونين مشدداً ومخففاً وبنون مشدداً ماض ( من نشاء ولا يرد بأسنا ) عذابنا ( عن القوم المجرمين ) المشركين 111. ( لقد كان في قصصهم ) أي الرسل ( عبرة لأولي الألباب ) أصحاب العقول ( ما كان ) هذا القرآن ( حديثاً يفترى ) يختلق ( ولكن ) كان ( تصديق الذي بين يديه ) قبله من الكتب ( وتفصيل ) تبيين ( كل شيء ) يحتاج إليه في الدين ( وهدى ) من الضلالة ( ورحمة لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لانتفاعهم به دون غيرهم |
|
| |
|